بيانات حركة أحرار البحرين

عاشواء وحتمية سقوط الحكم القبلي الجاهلي

عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بأبي عبد الله الحسين عليه السلام

يتمادى الطغاة الخليفيون في قضايا يعلمون انهم خاسرون فيها، ويزيّن الشيطان لهم ذلك التمادي والصلف فيظنون ان تذاكيهم سيضعف إرادة الشعب وإصراره على مقاومة طغيانهم واحتلالهم وصلفهم. وملف السجناء السياسيين واحد من الملفات التي خسروا فيها سابقا وسيخسرون لاحقا. وستتواصل تلك الخسارة حتى تفرض على رموزهم إجراءات دولية كالمحاكمة بتهم ارتكاب جرائم حرب او فرض عقوبات عليهم من قبل بعض دول العالم. وقريبا سيكمل ولي  عهدهم في منصب رئاسة الوزراء عاما بدون ان ينهي قضية السجناء السياسيين الذين يتغنى الشعب وأحرار العالم بصمودهم يوميا. فلا يكاد يمر اسبوع بدون صدور قرار يدعو للافراج عنهم من هذه المنظمة او تلك،  او مناقشة قضاياهم من هذا البرلمان او ذاك. لقد اصبح النظام الخليفي جيفة  يزكم أنوف داعميه الذين عجزوا عن إقناع ناخبيهم بحكمة دعم عصابة مجرمة لم تبق موبقة بحق الأبرياء الا ارتكبوها. ولي العهد الخليفي رئيس الوزراء اصبح متهما بادارة نظام حكم يمارس التعذيب بدون توقف، وآخر ضحايا هذه المعاملة الحاطة بالانسانية الشاب السيد رضا السيد باقر الدرازي الذي عذبه كلابه الاسبوع الماضي بدون رحمة او انسانية. هذه الجرائم يتم توثيقها من قبل الحقوقيين وتضاف الى ملف الدعاوى التي تعد ضد رموز العصابة الخليفية لتقديمها امام القضاء الدولي.

لقد تجاوز هذا القن الخليفي المجرم ما ارتكبه ابوه من جرائم. فعندما استلم حمد بن عيسى الحكم بعد موت أبيه في مارس 1999 بادر لحل االازمة السياسية التي كان قد مضى عليها ستة اعوام، ثم أطلق سراح السجناء السياسيين. يومها أشار عليه أسياده في لندن وواشنطن بالشروع في بداية مختلفة بتبييض السجون. فخرج رموز الشعب والوطن مرفوعي ا لهامة بعد ان انتصروا على سجانيهم. اما رئيس الوزراء الحالي المسؤول عن وزارة الداخلية واجهزتها الوحشية فقد أصر على الاستمرار في المسيرة السوداء التي سبقت  استلامه المنصب. ولم يرفض إطلاق سراح السجناء السياسيين فحسب بل أضاف لهم العشرات. وفي الايام الماضية اعتقل عدد من البحرانيين ضمن حملة طائفية مقيتة تستهدف الغالبية الساحقة من الشعب. وتتعرض دور العبادة والمآتم الحسينية لحملة شعواء لمنعها من إقامة الشعائر الدينية وإحياء ذكرى استشهاد الامام الحسين بن علي عليه السلام. هذه السياسة ورثها الطاغية الحالي من آبائه الذين يسعون لفرض فهم منحرف للدين والتاريخ، ويرفضون اعتبار يزيد بن معاوية مجرما، وهو الذي قتل سبط رسول الله و 72 من أهل بيته وأنصاره. لقد استدعي رؤساء المآتم وهددوا بالسجن والتعذيب ان خرجوا على أوامر أحفاد الأمويين الذين أصروا السير على نهج يزيد في التصدي للاخيار والصالحين والعلماء والدعاة الى العدل.

وهكذا يواصل الحكم الخليفي جرائمه بدون توقف. وهي جرائم ذات بعد سياسي من جهة ولاعتبارات مذهبية من جهة اخرى. ويعتقد الخليفيون ان ترويجهم مقولة الحوار الديني لتقديم صورة مزيّفة لنظامهم القمع والاستئصال والطائفي، سوف تغطي على ما  يرتكبونه بحق السكان الاصليين الذين هدموا مساجدهم ومأتهم في الاسابيع الاولى بعد ثورة 14 فبراير 2014. لقد هزم الخليفيون في الحرب على المساجد وأرغموا على السكوت عندما أعاد الشعب بناء بعضها. كانت هزيمة منكرة للعدو الخليفي لأنها كشفتهم ضعفاء امام الشعب وإرادته وصموده. اليوم يستعد الطرفان لمنازلات مستمرة في الاسابيع المقبلة، بين اتباع الحسين الذين سيشاركون بإحياء مراسم العزاء وفق العادات التي ورثوها عن أجدادهم، وأحفاد يزيد الذين ما فتئوا يضطهدون الحسينيين بكافة الوسائل. هؤلاء اليزيديون يستهدفون الشعائر الحسينية بدون توقف، فيزيلون آثارها كالاعلام واللافتات، ويسعون لمنع المآتم من استخدام مكبرات الصوت، ويحاولون منع المواكب. كما يستدعون رؤساء المآتم قبل حلول الموسم ويهددونهم بالتنكيل والسجن اذا لم يلتزموا بالأوامر الخليفية. ويستدعون ايضا الخطباء ويحاولون إجبارهم على تقديم تاريخ مزور لما جرى يوم الطف، ويهددونهم بالسجن والتعذيب ان تعرضوا لشخص يزيد واتهموه بارتكاب جريمة قتل سبط رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام. هؤلاء الخليفيون يرون في الحكم الأموي نموذجا لهم، سواء على صعيد الحكم الذي حولوه الى نظام جاهلي وراثي، ام على مستوى السياسة تجاه آل بيت رسول الله وأتباعهم.

البحرانيون الأصليون، من جانبهم، توافقوا (شيعة وسنة) على التعايش المؤسس على الحب والاحترام والاعتراف المتبادل والمشاركة في الحياة العامة على قاعدة التساوي والأخوّة، ولم يتعرض أي منهم للآخر، بل شاركوها ما استطاعوا في شعائره وممارساته الدينية والاجتماعية، وتزاوجوا، وانتموا الى تنظيمات اجتماعية وسياسية لخدمة الشعب. وبالعكس أصر الخليفيون ان يعيشوا بمعزل عن السكان الأصليين (شيعة وسنة) وأصروا على ان يعيشوا في بروجهم العاجية بمنطقة الرفاع ورفضوا التزاوج مع السكان الأصليين او الاختلاط معهم في الحياة العامة. رفض الخليفيون ان يتحولوا الى مواطنين بحرانيين يتساوون في الحقوق والواجبات مع السكان الأصليين، وأصروا على الاحتفاظ بمستوى معيشي مختلف تماما عن المواطنين المحرومين. أصر الخليفيون طوال فترة حكمهم على اضطهاد البحرانيين بدون رأفة او إنسانية. ويكفي لتأكيد ذلك ما يعانيه المعتقلون السياسيون من اضطهاد ومعاملة بشعة بالحرمان من العناية والعلاج والدواء. فهاهم يتظاهرون بتقديم الرعاية الصحية للاستاذ حسن مشيمع، ولكنهم ينقلونه الى مركز “كانو” الصحي ليعيش، وهو الشيخ الكبير، في عزلة كاملة عن العالم، مكشوفا امام مؤامراتهم وخططهم الخبيثة التي من ضمنها التصفية الجسدية. فهل من المعقول ان تمر أسابيع بدون ان يعرف تشخيص امراضه؟ ولماذا يضطر الدكتور عبد ا لجليل السنكيس للاضراب عن الطعام وهو صاحب الجسد الذي ارهقته معاناة السجن اكثر من عشرة اعوام؟ ولماذا ينقل هو الآخر الى مركز “فخرو” ليكون معزولا عن بقية السجناء؟ لماذا لا يسمح لهؤلاء البطلين المضطهدين بالالتقاء وهما يرقدان في المستوصف نفسه الذي ليس فيه أي مريض آخر؟

هناك أمور ثابتة لا تتغير. أولها ان الاضطهاد الخليفي للسكان البحرانيين الأصليين (شيعة وسنة) لن يتوقف ما دامت العصابة الخليفية تمسك بزمام الأمور. لقد ناضل ضدها أجيال متعاقبة ولكنها اعتمدت على الدعم الاجنبي الذي أصبح اليوم إسرائيليا. ثانيها: ان أبطال الشعب المأسورين لدى الخليفيين أثبتوا صمودهم وثباتهم وتمسكهم بمطالب الشعب وفي مقدمتها استرجاع الحرية التي سلبها الخليفيون، وإقامة منظومة سياسية من اختيار الشعب نفسه. ثالثها: ان سياسات التضليل والهندسة الاجتماعية التي رسمها الاجانب (بريطانيون واسرائيليون بشكل خاص) لن تستطيع تهميش الشعب او القضاء على حراكه المطالب بالتغيير السياسي. رابعها: ان انتهاج سياسة جديدة تشجع بعض المعارضين على العودة للبلاد (وفق استشارة اجنبية كذلك) لتروضيهم وتشجيعهم لبث ثقافة التراجع والاستسلام. ولكن الغالبية  الساحقة من هؤلاء سيخيبون آمال الخليفيين، وسيثبتون انتماءهم للانسانية والشعب والحرية، ولن يتخلوا عن القضية التي اضطهدوا بسببها يوما.

ان البيت الخليفي نمر من ورق، تمزق في غضون أيام بعد انطلاق ثورة 14 فبراير ولكن تدخلت القوات الاجنبية مستخدمة القوة لمنع انهياره تماما. هذا الكيان المزيّف لن يدوم الى الأبد. وذكرى عاشوراء التي تحل قريبا تؤكد حتمية انتهاء حكم القبيلة ولو طال الزمن، وهذا ما يؤمن به الشعب البحراني الأصلي (شيعة وسنة)، وهو الوعد الألهي المحتوم: ( ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالوادي وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد )

اللهم ارحم شهداءنا الأبرار، واجعل لهم قدص صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة أحرار البحرين الإسلامية

6 أغسطس 2021

زر الذهاب إلى الأعلى