بيانات حركة أحرار البحرين

صبرا أيها المؤمنون، فمملكة الصمت والتعذيب لا تدوم

بعد انتهاء الفصل الاخير من مسلسل مسرحياتهم الفاشلة، ألم يفقدوا مبرر الوجود؟ في البداية كان سقوط مشروع الطاغية الذي فرضه على البلاد بالحديد والنار، وهو سقوط مروع، أفقده صوابه فأصدر اوامره الفرعونية بخطف الابرياء وتعذيبهم بلا رحمة، واعتقال علماء الدين الاخيار والتنكيل بهم واهانتهم بما لم يفعله من سبقه من الخليفيين المجرمين، ونكل بالنشطاء باساليب وحشية لم تمارسها حتى قوات الاحتلال الصهيوني.

وبذلك أثبت انه وعائلته أعداء ألداء لأهل البحرين، فلم يرعوا حرمة شهر رمضان بل انتهكوها بالعدوان والسجن والتعذيب والتنكيل بالصائمين والاعتداء على النساء والاطفال. ولم يراعوا حقوق اهل البلد الاصليين (شيعة وسنة) بل دفعتهم اطماعهم الشريرة لارتكاب ابشع الجرائم بحق خيار الناس والصالحين من عباد الله الصائمين، فماذا كانت النتيجة؟ بفضل الله ومدده المتواصل للمظلومين وشده أزر المؤمنين، فشلت مكيدتهم، واصبح المسجونون يطاردون سجانيهم، واصبحت صرخة كل موجوع منهم صوتا مدويا حرمت فرعون وجنوده من النوم الهانيء. الهواتف لم تتوقف من كافة انحاء العالم للتعبير عن الدعم والتضامن مع سجناء الرأي وشجب العدو الخليفي، والاعلام الدولي تحرك بشكل غير متوقع، فصدرت التقارير في اهم الصحف العالمية بعناوين كشفت حقيقة الاحتلال الخليفي البغيض: “الهجمة ضد الشيعة متواصلة في البحرين” و “الملكية تواجه الديمقراطية”، و “بداية نهاية المشروع ا لاصلاحي” وغير ذلك من العناوين التي كشفت العصابة الخليفية  على حقيقتها. اما المنظمات الحقوقية الدولية فاصبحت في حرب مفتوحة مع هذه العصابة، ولن تنتهي هذه الحرب الا بمحاكمة المعذبين وفي مقدمتهم الرموز المسؤولين عن اصدار الاوامر بالتعذيب ابتداء من الديكتاتور الى وزير جهاز التعذيب وصولا الى المعذبين انفسهم. وعلى صعيد التضامن، فقد تواصلت ا لاتصالات من الاعلاميين والمحامين ونشطاء حقوق الانسان والسياسيين من دول عديدة  للتعبير عن التضامن مع ضحايا القمع الخليفي.

وفي ضوء التطورات المتلاحقة، يجدر تسجيل ما يلي:

1-      ان استمرار الحملة الامنية ضد المعارضة البحرانية والنشطاء يؤكد فشل العدو الخليفي في محاولته اختزال ارادة شعب وثورة امة، باستهدافه النشطاء. فتواصل الاحتجاجات برغم القمع اكد للعالم ان هناك غضبا شعبيا شاملا لا يقتصر على فئة دون اخرى، فليس هناك قطاع مجتمعي بقي بعيدا عن مرمى العدو الخليفي. فليست حركة حق او الوفاء او احرار البحرين هي المستهدفة، بل حتى الجمعيات المسجلة رسميا لم تسلم من العدوان، ومنها جمعية وعد المهددة بالغلق والتنكيل، والجمعية البحرينية لحقوق الانسان التي قامت العائلة الخليفية بتأميمها تماما برغم  اعتراض اعضائها على ذلك. ولم يسلم المجلس العلمائي من العدوان الخليفي الغاشم. ورب ضارة نافعة كما يقال. فهذه الاجراءات دفعت الجميع للشعور بالخطر المحدق بالبحرين واهلها من هذا العدو الجائر، فليس هناك بحراني واحد أصيل (شيعي او سني، اسلامي او وطني) بمنأى عن التنكيل والاستهداف بعد ان فقد العدو ا لخليفي صوابه، وسلط كلابه على الآدميين بدون رحمة.

2-      فشل العدو في اقناع أحد خارج دائرته بحكمة ما يمارسه من ظلم ضد البحرانيين الاصليين (شيعة وسنة). وحتى الامريكيين والبريطانيين اصبحوا في حرج علني (برغم دعمهم المتواصل لنظام القمع الخليفي). ففي صباح اليوم بثت اذاعة “سواالامريكية الخبر التالي: ” أعربت الخارجية الأميركية عن قلقها من اعتقال عدد من عناصر المعارضة في البحرين على خلفية اتهامات بالسعي لقلب نظام الحكم في البلاد. وقال المتحدث كراولي: “نحن على اتصال مع السلطات البحرينية وقد عبرنا لهم قلقنا حيال ذلك الأمر، وفي نفس الوقت لدينا ثقة استقيناها من المسؤولين في البحرين وهي أن بلادهم ينبغي ألا تختار بين الأمن والديموقراطية، هذه هي رسالتنا إلى الحكومة في البحرين.  وفي اجابته على سؤال حول ما اذا كان يصدق ادعاء الحكومة بان رموز المعارضة كانوا يخططون لانقلاب ضد العائلة الحاكمة، قال: “ليس لدينا معلومات في هذا الاتجاه”. انه نفي قاطع لوجود محاولة انقلابية.” ونسب الى السفير البريطاني قوله قبل ايام ان السلطات البحرينية لم تقدم ادلة على ضلوع المتهمين في اعمال  ارهابية. ومن خلال التغطيات الاعلامية والتعليقات السياسية كان واضحا ان احدا لم يقتنع بالرواية الخليفية الرسمية ودعاوى الارهاب وخلخلة الامن. فالبحرانيون احرص على امن ارضهم من المحتل الخليفي الجائر.

3-      ان الخليفيين اصبحوا يزدادون غوصا في المستنقع، باصرارهم على الاستمرار في جرائم الخطف والابادة. وقد كشفت جريمة خطف الشاب البحراني (عماد   ) قبل ايام وتعذيبه حتى شارف على الموت، مدى ارهاب هذه العصابة المجرمة. ولم يكتفوا بذلك بل اعتدوا الليلة الماضية على منزل الشاب، وضربوا النساء والاطفال منتهكين بذلك ابسط الاعراف الاسلامية والانسانية، بحثا عن عماد بعد ان انكشفت جريمتهم، فحاولوا لاخفائها باعتقاله، كما فعلوا مع اكثر من 250 آخرين من ابناء البحرين الشرفاء. كما ان اصرارهم على تمديد فترة تعذيب المتهمين ستين يوما اضافية، ومنع المحامين عن مقابلة عشرة على الاقل منهم، بهدف اخفاء آثار التعذيب ومنع تثبيتها في محاضر جلسات التحقيق امام ما يسمى “النيابة” التي اصبحت مركزا آخر للتعذيب، لن يمنع مقاضاة رموز الاحتلال الخليفي بارتكاب جرائم ضد الانسانية، لسبب واحد، وهو ان لدى الجهات التي تخطط لتلك المقاضاة ما يكفي لادانتهم امام القضاء الدولي. ولا شك ان اصرارهم على الاستمرار في تعذيب السجناء والتنكيل بالنشطاء خارج السجن بالخطف والضرب الوحشي، قد كرس قناعة الجهات القضائية الدولية التي تم الاتصال بها بوجود قضية ملحة لمطاردة مرتكبي جرائم التعذيب من الخليفيين. كما ان اجراءاتهم بحرمان المواطنين من خدمات الصحة والتعليم والاسكان، وسحب منازل بعضهم مثل الاستاذ احمد جواد الفردان، وحرمان البعض الآخر من العمل مثل الدكتور عبد الجليل السنكيس والاستاذ عبد الغني خنجر، قد اضيفت كمستندات لاثبات مشروع الابادة الذي دشنه الطاغية ضد البحرانيين.

امام هذه الحقائق، يتضح الآن مدى الفشل المروع الذي مني به الخليفيون سواء في حملتهم القمعية ضد البحرانيين واطلاع العالم على جريمة التعذيب الموثقة بالافادات والصور، ام بفشل المشروع السياسي الذي فرضوه على البلاد لتقنين  الاستبداد واظهاره بثوب ديمقراطي. هذا الفشل المتواصل يساهم في تفسير حالة الغضب والامتعاض لدى رموز الاحتلال الخليفي، ابتداء من الطاغية. ويؤكد من التقى به مؤخرا انه اصبح موتورا ويتحدث بهستيريا واضحة، ويتألم لانكشاف حقيقة مشروع التخريبي. اما وزير التعذيب فقد تم تثبيت الادلة ضده بشكل اقوى مما تم جمعه ضد ايان هندرسون، وعبر محامون وقضاة دوليون عن ثقتهم بمحاكمة اولئك. وبعد ان فشلوا في اقناع جهاز الشرطة الدولية بالتدخل في القضايا السياسية باعتقال المعارضين، فان هذا الجهاز نفسه مستعد لاعتقال مرتكبي جرائم التعذيب، ولن يكون ذلك بعيدا بعون الله تعالى. فدماء الضحايا لا تضيع، بل ستطارد القتلة والسفاحين والمعذبين اينما حلوا، طال الزمن ام قصر. فليكن الصبر والمصابرة والمرابطة من ثوابت المظلومين المطالبين بحقهم باساليبهم السلمية، خصوصا ان دماء الضحايا اصبحت اقوى سلاح بوجه المحتلين الخليفيين الذين لن يفلتوا من قبضة العدالة القانونية، مهما بذلوا من اموال الشعب المنهوبة لشراء المواقف والذمم والتشويش والكذب والدجل. فحبل الكذب قصير، وعلى الباغي تدور الدوائر. “انا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد“.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق  عندك، وفك قيد اسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
16
سبتمبر 2010

زر الذهاب إلى الأعلى