بيانات حركة أحرار البحرين

إنتصار البحرانيين سطره صمود المقاومين المؤمنين وكل من موقعه في جبهة المواجهة مع الإحتلال الخليفي

بعد تقديم الشكر الوافر لأبطال الانتفاضة البواسل لجهادهم الذي كسر شوكة المحتلين والجلادين والقتلة، وأرغم البيت الخليفي على إخلاء سبيل ابنائنا واخوتنا الذين استعملهم رهائن في محاولة فاشلة لإخماد الصوت الشعبي الهادر ضد الظلم وا لاحتلال والاستبداد، أصبح واضحا في اذهان المواطننين والمراقبين ان الطريق الوحيد لتحقيق المطالب الوطنية العادلة يمر عبر القطيعة الكاملة مع النظام السياسي غير الشرعي واسقاطه.

 ومن خلال التجربة البشرية لم يتحول طاغية يوما الى رجل اصلاح وعدل، ولم تتحول الانظمة الاستبدادية  الى انظمة ديمقراطية مع بقاء عقلية الاستبداد والديكتاتوية، ولم يتحول المعذبون الى دعاة للعدل والمساواة والرأفة، ولم يتحقق التغيير وتحقيق المطالب الكبرى بدون تقديم التضحيات. ونحمد الله سبحانه وتعالى ان تجربة البحرانيين حالت هذه المرة دون تمرير الخطة الخليفية التي هدفت لعدد من  الامور من بينها التخلي عن المطالب الاساسية بعد اطلاق الرهائن، بل تؤكد المواقع الالكترونية وكلمات الرموز السياسية استمرار الأزمة بشكل يزداد تعمقا على أ مل ان يتحول الى قوة تغيير قادرة على اسقاط النظام السياسي الديكتاتوري. ولتوضيح الموقف يجدر بنا استرجاع عدد من الحقائق: اولا: جاء الافراج عن الرهائن السياسيين تكفيرا عن خطيئة  بل جريمة ارتكبتها العائلة الخليفية بحق ابناء البحرين، ومحاولة فاشلة لوقف الانتفاضة التي عمت البلاد منذ ان بدأ المواطنون يشعرون بان مشروع حمد السياسي كان تخريبيا كرس الديكتاتورية وعمق الازمة وفشل في قتل روح الثورة في نفوس الاجيال الجديدة. ثانيا: ان إخلاء سبيل الرهائن جاء لاسباب عديدة من بينها استمرار الانتفاضة الشعبية المباركة التي كشفت للرأي العام العالمي العداء التاريخي بين اهل البحرين والعائلة الخليفية المحتلة، ثالثا: ان وعي المواطنين حال دون تحقيق مآب الاحتلال الخليفي، فلم يندفعوا لتقديم الشكر للنظام الديكتاتوري بل اعتبروا اخلاء سبيل الرهائن انتصارا وطنيا فرضته انتفاضته التي لم تتوقف منذ اعتقال الاستاذ حسن مشيمع والشيخ المقداد. ثالثا: ان المواطنين يسعون لقلق الطاولة  على رأس النظام الخليفي بنقل ملفات التعذيب الى الجهات الدولية  المسؤولة، التي بدأوا في مخاطبتها خصوصا المحكمة الجنائية الدولية ومجلس حقوق الانسان، بالاضافة الى المنظمات الحقوقية الاخرى التي اصدرت البيانات الكثيرة ضد العائلة الخليفية. رابعا: ان الوعي الشعبي تعمق كثيرا نتيجة الحوادث الاخيرة، فاعتبروا اطلاق الرهائن خطوة لتصعيد الضغط ضد الاحتلال الخليفي بكافة وسائل المقاومة المدنية السلمية، ولم يفت في عضدهم ما تروجه ابواق الدعاية الخليفية والعصابات البندرية وفرق الموت المؤلفة من فلول فدائيي صدام، بل اصبحوا أقدر على صياغة مواقفهم على أسس شرعية وانسانية واعية. خامسا: لا بد من التأكيد على ان مصطلح النظام السياسي يعني في جوهره الدستور، وليس العائلة الخليفية. فهي تسعى لاقناع المواطنين بانها هي وحدها تمثل النظام السياسي، بينما يصر المواطنون على التمييز بينها وبين النظام السياسي، ويرون النظام السياسي يشترك في صياغته جهتان: الشعب اولا والعائلة الخليفية ثاثنيا، ويرفضون ان يعتبر آل خليفة انفسهم هم النظام السياسي وحدهم، وهم الدستور وهم القانون.

ولقد تدخلت العناية الالهية مجددا بعد فترة قصيرة جدا من اطلاق سراح الرهائن، فجاء خطاب رأس النظام، ليؤكد الاسباب نفسها التي أدت الى اندلاع الانتفاضة الحالية، بدلا من التخلي عنها. فرفض مبدأ الحوار وأصر على دستوره الذي فرضه المواطنين بديلا للدستور الذي كتب بمشاركة وطنية. وقد سهل بذلك مهمة الجهات الرافضة للنظام السياسي. فقد تدخل الحاكم في مسألتين لا يحق له التدخل فيهما، لو كان هناك دستور حقيقي ونظام مؤسس على حكم القانون. اولهما انه أمر شخصيا بالانتقام من الاستاذ حسن مشيمع والشيخ محمد حبيب المقداد لانهما رفضا تقديسه ووجها انتقاداتهما لديكتاتوريته واستبداده، كما انه هو الذي أمر بفتح باب السجون والعودة لممارسة التعذيب، وأصدر قانونا خاصا يقنن فيه التعذيب، يقضي بحماية من يمارسه، وثانيا انه ألغى وجود “القضاء” وأمر باطلاق سراح السجناء. فان كان هؤلاء مذنبين حقا، كما تدعى العائلة الخليفية، فلا بد ان يحاكموا امام قضاء مستقل ونزيه، وتوجه لهما العقوبة الملائمة، وبالتالي فليس من حق الحاكم اصدار الاوامر باطلاق سراحهم، وان كانوا أبرياء، وهو الأمر المؤكد، فلا بد من تجريم من اعتقلهم لانه سلب حرية شباب في عمر الزهوا واعتدى على حقوقهم، وهي جريمة تعاقب عليها القوانين المتطورة. ولو كان هناك قانون ونظام سياسي عادل لبدأت محاكمات المجرمين الذين وجههم سابقا ايان هندرسون ثم عبد العزيز عطية الله، واعقبه خليفة بن إبراهيم آل خليفة وفي الوقت الحاضر خليفة بن عبد الله ىل خليفة. هؤلاء جميعا ارتكبوا جرائم ضد الانسانية، واصبحوا مطاردين من قبل ضحاياهم امام الجهات الدولية المعنية.

اليوم يبدأ التاريخ الجديد لشعب البحرين. فللمرة  الثانية في اقل من عشرة اعوام يهزمون المحتلين بوسائلهم السلمية واساليبهم المتحضرة، ويحاصرون الطغاة ومناصريهم في خنادقهم التي تضيق يوما بعد آخر. لقد خرج الاستاذ مشيمع والشيخ المقداد ومعهما أبطال أشاوس من براثن العدو الخليفي العنصري، كما خرج نيلسون مانديلا ورفاقه من قبضة النظام العنصري في جنوب افريقيا. وكما ألغيت العنصرية ونظامها الذي يميز بين المواطنين  على اساس اللون والعرق، وحكم الأقلية، فسوف يسقط نظام التمييز العنصري الذي يميزه الخليفيون والذي يمثل أقلية رفضت الاندماج في المجتمع البحراني، وأصرت على تميزها عن أهله الاصليين (شيعة وسنة). من هنا يتجدد النضال وروح المقاومة، خصوصا بعد ان أعلن ديكتاتور البلاد رفضه مبدأ الحوار، وسعيه لاجبار اهل البحرين على الانصياع لأجهزته الامنية والادارية ومجالسه الصورية التي لا تحل  ولا تربط، والتي أثبت هو شخصيا عدم جدواها جميعا، وانه لا يعترف بوجودها، عندما اصدر قرارات الاعتقال وقنن التعذيب ثم أمر باطلاق سراح الرهائن عندما أيقن بالهزيمة الماحقة له ولنظامه الجائر. نحيي مجددا ابطال البحرين الاشاوس وكافة من يدعم نضال هذا الشعب لتحرير ارضه من الاحتلال وعقليته، ساعيا لاسترداد حقوقه، والى الأمام أيها المواطنون الذين استقبلوا اطلاق رهائنهم بحمل التايرات على السيارات، وجر السلندرات على العربات، والتفنن في صنع المولوتوف وعادوا لكتابة شعارات الحرية والاستقلال والانسانية على الحيطان. فطوبى لكم، ما أشجعكم وأوعاكم، وما أوهى بيت العنكبوت الخليفي وأجهزته الارهابية. على طريق الحرية نسير، متسلحين بالايمان تحت راية التوحيد، مؤكدين حبنا للوطن وترابه وتراثه وتاريخه ودينه، ورافضين الاحتلال الخليفي ومن يدعمه او يعترف به، متوكلين على الله، نشكره في السراء  و الضراء، ونتقرب اليه بمعادة الظالمين ومقاطعتهنم قلبا ومواجهتهم ما وجدنا الى ذلك سبيلا. على ذلك نعيش حتى نلقى الله العزيز المقتدر الجبار.

اللهم ارحم شهدءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
17
ابريل 2009

زر الذهاب إلى الأعلى