بيانات حركة أحرار البحرين

بارك الله سواعد الشباب الحر الذي أفسد المهرجان الخليفي، والى الامام ايها الاحرار

كثر البكاؤون على “كسر خاطر” الاحتلال الخليفي خلال مهرجان فورمولا 1 وهي النافذة التي يطل منها على حلفائه، ويستجديهم من خلالها لدعمه في حرب الإبادة ضد شعب البحرين الاصلي (شيعة وسنة)، ولكن ضحايا الارهاب الخليفي لا بواكي لهم. فهل هانت دماء البحرانيين على هذا المستوى؟ الشاب عبد العزيز يخرج من منزله فيصاب بطلقات حاقدة من قوات الاحتلال الخليفي، ويزج به في المستشفى، لعل ذلك يغطي الجريمة الخليفية البشعة. وامعانا في التضليل واهانة البحرانيين، يخرج البيان السلطوي على لسان وزارة التعذيب ليعتبر مواطن بطل غيور قام بتطبيب الضحية “مجرمايستحق التعذيب والعقوبة.

هذا البيان يعترف باستعمال ادوات الموت ضد البحرانيين المحتجين بصورة سلمية، ولكن لم يسمع صوت معترض على هذا الاستخفاف بالدم البحراني، فكأن من حق الخليفيين ان يقمعوا اي تحرك سلمي بأية طريقة يرتأونها. ألم يمكن ضروريا ان تصدر الاحتجاجات مدوية ضد استرخاص دماء المواطنين بهذه الطريقة. أليست مسؤولية انسانية وشرعية المطالبة بمحاكمة المعذبين الذين وردت اسماؤهم في تقرير منظمة هيومن رايتس ووج، كمعذبين، وفقا للقوانين الخليفية فضلا عن القوانين الدولية؟ أليس الدفاع عن المظلومين من مهمات المؤمنين، ينص عليها القرآن الكريم: “أذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير”. ويلفت الامام زين العابدين  عليه السلام النظر اليها: “اللهم اني أعتذر اليك من مظلوم ظلم بحضرتي فلم أنصره”. أليس من واجب المؤمنين نصرة اخوانهم: “فان  استنصروكم في الدين فعليكم النصر”. لماذا يتم التغاضي عن تعليمات الدين وقيمه في ما يتصل بالموقف من الظلم والظالمين؟ لماذا البحث عن الحيل للالتفاف على الاحكام الشرعية المنصوص عليها في القرآن والحديث؟ أليست هنالك خشية من ان نكون مصاديق للآيات التي تصف الاقوام السابقين الذين كانوا يبحثون  عن الاعذار للتلكؤ عن اداء الواجب؟ “( وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم وقعد الذين كذبوا الله ورسوله سيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم“.

لقد فعل شباب البحرين الواعي خيرا عندما أفسدوا على الخليفيين فرحتهم ومشروعهم التضليلي المذكور. فقد عبروا عن الغضب المختزن في نفوس ضحايا الظلم الخليفي باساليب بليغة فجرت الغيظ في نفوس زعماء المشروع التخريبي الذي تتضح معالمه وآثاره بوضوح، برغم سياسات التشويش السلطوية. فليس لدى الحاكم الطاغية من سلعة يروجها لأهل البحرين، ولذلك استبدلهم بالاجانب وسعى لجذب مشاعرهم، من خلال مشاريع اللعب واللهو والمجون تارة، والتحدث بلغة تناسب عقليتهم، واعتقد ان سباقات الفورمولا قادرة  على تحقيق جانب من اهدافه التضليلية، ولا شك ان لها تأثيرا على ضعاف النفوس وعشاق الدنيا، كما هي عادة الاقوام المشدودة للمظاهر: ” فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم”. ان شابا من شباب سترة الأبية او بطلا من ابطال كرزكان، او شبلا من أشباب الدراز او المالكية او المنامة او غيرها من ضواحي البلاد وقراها، يمتلك من الوعي والبصير ما لا يملكه الكثيرون، خصوصا الذين سخروا حياتهم لخدمة الظلم والدفاع عن الظالمين والمحتلين. ورب شاب خرج من منزله معاهدا الله ورسوله على الدفاع عن دينه وشعبه وثقافته وهوية بلاده التي تتعرض للمسخ، مستعملا وسائله السلمية للتعبير عن هذه الظلامة، فوقع اسيرا بأيدي الأعداء، أفلا يستحق الدعم والتقدير والتضامن؟ لقد أصبح ضرورة استعادة القيم الاساسية التي انطلقت عليها الصحوة الدينية والسياسية في ا لعقود الثلاثة الماضية، وهي صحوة رعتها اجتهادات الفقهاء المتصدين، وروتها دماء الشهداء، وحمتها سواعد الاحرار، وأصبح حملها أمانة في الاعناق، أيجوز لمؤمن التخلي عن ذلك بمنطق ذرائعي واه؟ فهب ان لدى اي شخص محاذير من السير على طريق ذات الشوكة، فهل يجوز له ان يقف مع الظالمين؟ أيجوز لمن يحمل في قلبه ذرة ايمان اي يكون يدا للظالم على المظلوم؟ كيف لشخص ان يقترح تقديم اسماء المجاهدين للقتلة والسفاحين؟

ان شباب البحرين واع بقضيته، مدرك لمهمته، متشرع في مواقفه، لا يستهدف سوى الطغيان والظلم والاحتلال فلعله يستطيع استنقاذ شيء من الحقوق، والنيل من جبروت الظلم والطغيان بعد ان تم تأميم كل شيء، وأصبح الطغاة يمارسون الكذب الصراح بدون خشية او انسانية. فهذا ولي عهدهم يتحدث لقناة “سي ان ان” قائلا: الفرق بيننا وبين ايران اننا نظامنا السياسي يقوم على اساس التعددية الحزبية بينما النظام الايراني يقوم على الحزب الواحد”. فما أتفه هذا الكلام واوهاه. فهل في البحرين سوى الحزب الخليفي الذي لا يستمد شرعيته الا من  منطق الغلبة والقهر؟ فمنذ ان صعد هو وابوه الى الحكم قبل عشرة اعوام تكرست ظاهرة الخلفنة بشكل غير مسبوق، ففرضت الرموز الخليفية في 17 منصبا وزاريا من بين 28، فما هذا الافتراء الذي تمارسه هذه الطغمة؟ الواضح ان اموال الشعب المنهوية تستخدم لشراء المواقف الاعلامية والسياسية، لترويج الاكاذيب وتضليل الآخرين. ولكن هذه السياسة فشلت تماما، والدليل الاكبر على فشلها ظهور ثلاث شهادات دامغة تفيد احداهما بعدم وجود حرية او ديمقراطية في البحرين (فريدوم هاوس) وتؤكد الاخرى عودة آل خليفة الى ممارسة التعذيب بعد توقف دام بضع سنوات (هيومن رايتس ووج)، والثالثة ان البحرين من الدول التي تصادر حرية التعبير وانها تراقب عن كثب المواقع الالكترونية وتضايق العاملين فيها بشكل يجعلها قريبة من الدول المعادية للانترنت (منظمة مراسلون بدون حدود). مع ذلك لم تتخذ خطوة واحدة ذات معنى من العائلة الخليفية لتغيير هذه المسارات الثلاثة. ان ظهور هذه التقارير ا لدولية يؤكد فشل محاولات الرموز الخليفية وعلى رأسهم ولي عهد الاحتلال في تسويق بضاعته الكاسدة، وان المال وحده لا يكفي لإنجاح مشاريع التضليل. اما المثل الآخر لهذا الفشل ان شباب البحرين لم يكترث بهذه  الدعايات الجوفاء،  ولذلك فهو ماض في طريق تحرير بلده من هذه الطغمة الحاقدة التي تستعين بالاجانب (خصوصا الاسرائيلين) لإكمال مشروع الاحتلال. الامر المؤكد ان سواعد هؤلاء الشباب وعزمهم ونفاذ بصيرتهم، كل ذلك سوف يفشل المخطط الخليفي الاجرامي بعون الله تعالى. ان الشاب الذي يدافع عن نفسه وعن اهله وشعبه بمواجهة رصاص المعتدين وشوزنهم بما لديه من وسائل بدائية، منطلق من ايمانه العميق بقداسة الهدف المتمثل بتحرير الارض من غاصبيها، والقضاء على الكابوس الخليفي الجاثم على الصدور، والتقرب الى الله سبحانه وتعالى بمعاداة الظالمين والتصدي لظلمهم والدفاع عن المظلومين، سواء الذين يتعرضون للتعذيب في زنزانات الاحتلال ام ضحايا عدوان فرق الموت الارهابية. هذه رسالة شبابنا البحراني الواعي، وهذا طريقه الذي خطه الآباء والاجداد منذ تسعة عقود، وسوف يواصل جهاده بدون كلل او ملل، لان الله غايته والاسلام طريقه، والحق مبتغاه، والله غالب على امره، ولكن اكثر الناس لا يعلمون.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد اسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
19
مارس 2010

زر الذهاب إلى الأعلى