بيانات حركة أحرار البحرين

سواعد المعاميريين والكرزكانيين والستراويين تجسد الاسلام المحمدي الاصيل

بارك الله في السواعد المرفوعة احتجاجا ضد الظلم والقمع والارهاب السلطوي، فانها تعبير بليغ عن الإباء والكرامة ورفض الانحناء امام الطغاة او التعايش مع الاحتلال او الاستسلام امام اعداء الشعب. وشكر الله سعي السجناء المظلومين وهم يحتجون ضد الاحكام الجائرة التي اصدرها الخليفيون المحتلون بحقهم وهم ابرياء مما نسب اليهم براء الذئب من دم يوسف. انه ليس الاضراب الاول ولن يكون الاخير، كما ان سجناء الرأي الابرياء ليسوا أول المظلومين على ايدي الخليفيين المجرميين ولن يكون آخرهم. فجرح البحرين ينزف منذ ان دنست ترابها تلك العائلة الظالمة التي ما برحت تمارس الظلم والجور والاستبداد والنهب والسلب والسجن والتعذيب. فطوال القرن الماضي، لم تستقر امور البلاد يوما، ولم يشعر اهل البحرين الاصليون (شيعة وسنة) بالامن على انفسهم او دينهم او ارضهم، فهم في خوف وقلق دائمين، واضطراب نفسي متواصل.

 وبرغم كافة وسائل نظام الاحتلال الخليفي الغاشم لحرف مسيرة النضال الوطني، فقد بقي الحس الثوري متقدا في النفوس والقلوب، وأبت كرامة المواطنين الاستسلام للواقع الذي يسعى الخليفيون المحتلون لفرضه على البلاد تارة بالترهيب واخرى بالترغيب. وبرغم محاولات الابواق الخليفية تسويق مشاريع التخدير والالهاء بكافة الاساليب والسبل، فقد بقي الوعي الفطري اقوى من تلك المحاولات. وقد ساعدت سياسات الظلم والتهميش والتمييز والتجنيس التي تنتهجها الطغمة الخليفية المجمرة في اضعاف وهج الدعوات التي تنطلق بين الحين والآخر للانخراط ضمن نظام الاحتلال والظلم، وبقي الضمير الوطني واضح الاتجاه، صادق الموقف، قوي العزيمة.

وبمقارنة  الوضع اليوم بما كان عليه قبل بضع سنوات، عندما كان الحابل مختلطا بالنابل، لاتضح مدى ما حققته المقاومة الوطنية البطلة من انجازات كبيرة لم يمكن تحقيقها باي اسلوب آخر. وبرغم الرشوات الكبيرة التي قدمت لموظفي بعض المؤسسات الاعلامية والحقوقية  الخارجية، فقد أبت جراح البحرانيين المعذبين الا ان تجعل الملف الحقوقي في البحرين كالحا، مثيرا لاشمئزاز المنظمات الدولية والجهات السياسية. وبرغم السعي الخليفي المتواصل لتضليل الرأي العام بان نظام الاحتلالديمقراطي” و “دستوري” فقد انكشفت ألاعيبه واكاذيبه، واكتشفت مؤسسات الرقابة الدولية ان البحرين محكومة بنظام احتلال يصادر الحريات ويمارس ابشع انواع الاضطهاد بحق المواطنين. وربما الانجاز الاهم الذي حققته المقاومة الوطنية اعادة التوازن للموقف الشعبي بعد ان كاد يصدق اكاذيب الخليفيين المحتلين. وبرغم اندفاع البعض للانخراط في المشروع السياسي الخليفي الذي هندسته في العام 2000 وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية، فقد اكتشف المواطن البحراني العادي هذا المشروع وخطره ليس على حقوقه فحسب، بل على وجوده كذلك. هذا برغم محاولاتالسياسيين” تلميع صورة الاحتلال ومساعدته على تمرير مشروعه باضفاء الشرعية عليه وترويجه في المحافل الدولية. المقاومة البحرانية السلمية استطاعت، بفضل الله ووعي الاحرار خصوصا من جيل الشباب، اسقاط ورقة التوت التي غطى الاحتلال بها عورته، فانكشف النظام الخليفي على حقيقته، امام العالم وامام قطاع واسع من المواطنين الشرفاء. فلم يعد هناك من يصدق ان المشروع الذي فرضه الطاغية على البلاد، والذي يقوم على اساسين متوازيين ومتلازمين: ممارسة سياسية تشبه الديمقراطية شكلا وتتناقض معها مضمونا، وتغييرا ديموغرافيا جوهريا يغير الهوية التاريخية للبلاد، مشروع اصلاحي، بل اصبحوا اكثر وعيا بما تتضمنه الآية الكريمة “أن الملوك اذا دخلوا قرية أفسدوها، وجعلوا أعزة أهلها أذلة، وكذلك يفعلون“.

ان ما جرى في الاسابيع الاخيرة من انتفاض شعبي واسع يمثل الموقف الحقيقي لأهل البحرين الاصليين (شيعة وسنة)، وسوف يفرض هذا الموقف نفسه بعون الله، من خلال رفض الانخراط في المشاريع الخليفية الهادفة للقضاء على روح المقاومة والرفض المطلق للاحتلال. هؤلاء المواطنون يؤمنون حق الايمان ان مسايرة الطغاة تنقص من دينهم، كما جاء في ارواية أبي بصير الذي قال: سألت أبا جعفر الباقر  عن أعمالهم فقال لي (يا أبا محمد لا ولا مدة بقلم، إن أحدكم لا يصيب من دنياهم شيئا إلا أصابوا من دينه مثله). هؤلاء المواطنون يعرفون، بفضل ايمانهم بربهم ودينهم وتمسكهم بتوجيهات نبيهم واهل بيته ان مسايرة هؤلاء الظالمين في مشاريعهم انما تفيد الظلم والظالمين اكثر مما يجنيه المؤمنون من ذلك، كما جاء في حديث الامام زين العابدين مع أبي مسلم الزهري “فما أقل ما أعطوك، في قدر ما أخذوا منك، وما أيسر ما عمروا لك، في جنب ما خربوا عليك”. هذه الثقافة الايمانية الراسخة هي التي وفرت لأهالي كرزكان والمعامير وسترة وغيرهم من البحرانيين، بصيرة عميقة دفعتهم الى الاحتجاج والتظاهر والرفض. انه نور الايمان الذي يشع في قلوب الذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا. اما اللاهثون وراء المنصب والجاه والسيارات الفاخرة والرواتب العالية، فان نور الايمان يخبو تدريجيا في نفوسهم، خصوصا عندما يزداد تواصلهم مع الظالمين والمجرمين، وعندما يتعاملون مع رموز المشروع البندري تحت عناوين ذرائعية بعيدة عن روح التكليف الشرعي الواضح في النصوص المذكورة. ان من الآفات القاتلة للايمان المتوهج تشبث اصحابه بمنطق “المصلحة” بعيدا عن منطق “التكليف الشرعي”. ان ثقافة العمل بالتكليف الشرعي بعيدا عن المنطق الذرائعي الذي يتعلل بـ “المصلحة” و ما يرتبط بها من “تقليل الضررهو الذي أدى بعلي ان يكون متبوعا بالاقلية، حتى لم يعد معه سوى بضعة نفر منهم سلمان الفارسي وبلال الحبشي والمقداد وعمار، ان شباب المعامير وكرزكان وسترة وبقية ابناء البحرين الشرفاء اصبحوا اكثر ادراكا بضرورة العودة الى الايمان المحمدي الاصيل الذي اقتدى به علي واهل بيته والخيار من الصحابة، فأبقوه شعلة تضي الطريق للاجيال اللاحقة وتحاصر الظلم والظالمين، وتؤصل قيم مقاومتهم والتبرؤ منهم، رضي من رضي وغضب من غضب، حتى قال علي عليه السلام “لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه”، او قوله عليه السلام: “ما ترك الحق لي من صديق”. ذلك هو منطق الاحرار والثوار، المطالبين بحقهم في العيش الكريم والحرية التي تتيح لهم فرصة التعبد لله على خير وجه، بعيدا عن عبادة العبيد والطامعين والانتهازيين. تلك هي ثقافة المقاومة الشريفة التي يمارسها البحرانيون، بعيدا عن املاءات النظام وابواقه ومن يسير في كنفه، وهي ثقافة ندعو الله ان يعمقها في نفوس الجميع، وان يوفر لها من العلماء والمفكرين من يعمقها وينشرها لمنع تلاشيء جذوة الايمان في النفوس، ولكي تبقى كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا والظالمين والمحتلين هي السفلي، والله غالب على امره، و لكن اكثر الناس لا يعلمون.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عنك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
6
اغسطس 2010

زر الذهاب إلى الأعلى