بيانات حركة أحرار البحرين

مرابطون، صابرون، محتسبون، أربط جأشا من الطغاة والمعذبين

قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ(51) قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ{52) – التوبة

نحن والظالمون في تريص متبادل ومتواصل، فمنذ ان كفرنا بالطاغوت وآمنا بالله، اصبحت مسؤوليتنا الدينية والانسانية ان نقف بوجه الطواغيت والظالمين: “فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله، فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، والله سميع عليم“. وبعد ذلك لا يضيرنا كيد فرعون وجنوده، فهم الى زوال “وما كيد فرعون الا في ضلال“. ولذلك ليست المرة الاولى ولن تكون الاخيرة، ان تطرح اسماء المؤمنين، الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، في قائمة المستهدفين من قبل فرعون وجلاوزته بعد ان أصر على ان يمارس الظلم ويستبد بالرأي والامر والقرار قائلا: “ما أريكم الا ما أرى وما اهديكم الا سبيل الرشاد”. فبعض الاسماء التي وردت في قائمة المستهدفين من قبل العدو الخليفي تكررت مرارا، منذ 1980، عندما شن عدوانه الآثم على مسيرات الاحتجاج بعد استشهاد السيد محمد باقر الصدر، رحمه الله. وكان من حصيلة ذلك استشهاد الشهيد جميل العالي. ووردت اسماء بعضهم بعد ذلك عند “اكتشاف تنظيم ارهابي لاسقاط نظام الحكم” في 1984 (حوادث حزب الدعوة الاسلامية وجمعية  التوعية الاسلامية)، وفي “التنظيم الارهابي الهادف لاسقاط نظام الحكم في 1988″ (قضية محمد جميل الجمري وعبد الجليل خليل واخوتهما)، وفي قضية “تنظيم حزب الله الارهابي الذي يسعى لاسقاط نظام الحكمفي 1996، ثم في قضية “التنظيم الارهابي الذي تدرب اعضاؤه في منطقة الحجيرة بسورياالعام الماضي. فما الجديد في ما يقوله العدو الخليفي هذه المرة؟ ثمة امور جديدة ميزت الفصل الحالي من المشهد الدامي الذي فرضه الخليفيون على بلدنا وشعبنا بالنار والحديد.  اولها تكثيف التعذيب الى مستويات لم يصلها من قبل، ثانيها: تصعيد حدة  استهداف العلماء والنشطاء وعدم مراعاة ردود الفعل الدولية  السلبية، ثالثها: ان الفصل الاخير يعتبر اضعف فصول المسرحيات السابقة مضمونا واخراجا، وستكون أخطرها، بعون الله، ليس على البحرانيين الشرفاء، بل على الخليفيين المجرمين. رابعها: انها المرة الاولى في العقود الثلاثة الاخيرة التي يعترف المحتلون الخليفيون ان المشاركين فيها انطلقوا على اساس شعورهم الذاتي بالمسؤولية بعيدا عن اية ارتباطات او توجيهات خارجية. ويمكن القول ان اسقاط البعد الايراني من المسرحية أفرغها من المبررات التي استعملها الخليفيون في السابق لتحقيق التعاطف الاقليمي والدولي، ووفر اعترافا خليفيا، للمرة الاولى، بان المعارضة البحرانية ذات أجندة محلية ولا تستلم اوامرها من الخارج، وهو “كأس سم” ارغم الخليفيون على شربه تفاديا للغضب الايراني. خامسها: ان الموقف الدولي هذه المرة كان حاسما، فقد صدر من التقارير الدولية هذه المرة العشرات وجميعها يحمل آل خليفة جرائم التعذيب، وذلك مقدمة لتجريمهم امام القضاء الدول بعون الله تعالى.

هذه المرة جاء العدوان أشد شراسة ووحشية واستعدادا للتخلي عن اي التزام دولي باحترام الحقوق، والحفاظ على قدر من قيم المواجهة. فقد كشف الله الجرائم الخليفية للجميع، ومنع حدوث شرخ في الصف الوطني. وفي ما عدا “الهيئة الوطنية ضد الشيعة” التي دشن عضوها محمد الانصاري هدفها في اليوم التالي لتشكيلها بقرار خليفي عندما شتم الشيعة في واشنطن، ولم يرد عليه احد من اعضائها، فشل الخليفيون في الحصول على تأييد اي من الكيانات السياسية والحقوقية المستقلة في البلاد. وأظهر البحرانيون الاصليون (شيعة وسنة) اقتناعا بامور عديدة: اولها ان العدوان الاخير شيع المشروع التخريبي الذي فرضه الدكتاتور على البلاد، الى مثواه الاخير، فلن تقوم له قائمة بعد اليوم. ثانيها: ان البلاد عادت الى مرحلة تسبق الحقبة السوداء في شراستها ووحشيتها، فلم يحدث في السابق عمليات خطف واسعة النطاق لعشرات الشباب البحرانيين وتعذيبهم بحقد وإجرام غير مسبوقين، بالمستوى الذي حدث، ثالثها: سقوط مقولة دولة القانون اوالمملكة الدستورية” بعد ان اصبح القانون اداة قمع، باعلانات رسمية اكدت مرارا بان القانون سوف يستخدم، ليس لاصلاح الوضع والسماح للمظلومين بالتظلم، بل لتكميم الافواه ومصادرة الحريات، وانه لا صوت يعلو فوق صوت فرعون وجلاوزته.

فما الذي حققه الطاغية وحثالته؟ لا شيء اطلاقا. فاذا كان “العم العزيز” قد فشل على مدى ثلاثين عاما في اخماد الصوت الوطني الشريف، فان العدوان الخليفي الاخير قد أسس لعقود جديدة من المقاومة المدنية التي سوف تزداد بسالة بعون الله تعالى. فتغييب الاحرار اصبح وقودا للثورة التي تعتمل في نفوس البحرانيين الذين اختلطت قيم الحرية والكرامة بدمائهم وقرروا كسر طوق الاستعباد والاحتلال. واذا كان الخليفيون المجرمون قد سخروا الدولة وامكاناتها  لخدمة سياساتهم الاستبدادية والقمعية، فلن ينتظروا طويلا قبل ان تدور الدوائر عليهم ويأخذهم الله بظلمهم، أخذ عزيز مقتدر. وعما قريب، سوف يجد مرتكبو جرائم التعذيب والابادة ان شوكة المظلومين اقوى من شوكتهم، وان الله الممنتقم الجبار يمهل الظالمين ولا يهملهم: ” ولاتحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار. مهطعين مقنعي رؤوسهم، لايرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء.”

نعود لأوهى مسرحية تفتقت عنها عبقرية المجرمين. ما الجديد في القول بان الشبكة المزعومة “لاسقاط نظام الحكم”؟ وهل هناك انسان محترم في هذه الدنيا لا يطالب باسقاط الحكم اذا كان ظالما؟ الحكم الذي يسمح للحاكم باقتطاع نصف اراضي البلاد، ويمنح افراده جزرا بأكملها ويضع يديه على 90 بالمائة من سواحل البلاد، في الوقت الذي يعاني فيه المواطون من انعدام فرص الحصول على سكن ملائم، والحكم الذي يمنح افراده رواتب سنوية سخية، ويبقي المواطنين بدون عمل او معونة،  والحكم الذي ينهب اموال النفط ولا يسمح الا بنزر يسير منها لتدخل الموازنة العامة، والحكم الذي يشرعن سياساته بعيدا حتى عن مجالسه الصورية، بتجويع المواطنين، واقالتهم بشكل تعسفي من وظائفهم كالدكتور السكنيس والاستاذ عبد الغني خنجر، والحكم ا لذي يعلن ان السجين السياسي مهدور الدم والحق، فتمزق اشلاؤه (كما حدث لجميع اخوتنا وابنائنا المأسورين في الطوامير الخليفية)، وتلغى حقوقه المشروعة في السكن والوظيفة والرعاية الاجتماعية والبعثات الدراسية، والحكم الذي يحول مؤسسات الدولة الى ادوات طيعة يستعملها ضد من يعارض سياساته، ويحول القانون الى وسيلة قمع وليس مرجعية للقضاء العادل في الخصومات والاختلافات، والحكم الذي يسخر وسائل اعلام الدولة الى ابواق تمارس الكذب المكشوف بدون وازع من ضمير، والحكم الذي يصدر الحكم بادانة المتهمين قبل ان يحاكمهم، والحكم الذي يستقدم الاجانب ليحلهم محل المواطنين الاصليين (شيعة وسنة)، والحكم الذي يستعين بالاجانب لضرب السكان الاصليين، والحكم الذي يمنع الصدقة الجارية، ويصدر قراره بمنع نشاط الصناديق الخيرية لانها تخفف من حالة التجويع في اوساط الفقراء، والحكم الذي يطبع مع الصهاينة، برغم احتجاج المواطنين، ويمنع مسيرة يوم القدس للدفاع عن المدينة المحتلة، والحكم الذي يروع النساء والاطفال في ليالي الشهر المبارك، ويسلب من المواطنين امنهم ويهتك حرمهم، والحكم الذي يمارس ابشع اشكال الفصل العنصري والمذهبي ويعين على البلاد شخصا اعلن مشروعه الهادف لتشطير المجتمع على اسس مذهبية وطائفية، والحكم الذي يصادر الحريات العامة وفي مقدمتها حرية التعبير ويحجب بقرارات رسمية معلنة، المواقع التي تعكس آراء لا تعجبه، ويعتقل القائمين عليها وينكل بهم، والحكم الذي يختطف المواطنين غيلة، ويمزق اشلاءهم ويرفض التحقيق في حالات الاختفاء القسري والقتل خارج القانون والتعذيب…. هذا الحكم، من الذي يرضى به ويقره؟ هل يعتقد الخليفيون ان تهديداتهم لمن يطالب بالتغيير بالتعذيب والقتل سوف تمنع النشطاء من التحرك ضده؟ ان نظاما كهذا لا بد من اسقاطه، بكافة الوسائل السلمية المشروعة، لانه معاد للانسانية، فهو نظام عنصري شوفيني، طائفي، وحشي، متخلف يفتقد للانسانية والرحمة، وقائم على الاستبداد والهمحية والاستبداد والجريمة.

فليستمر نظام الاحتلال الخليفي في اساليب التخويف والتنكيل والتعذيب والتضليل والتشويش، فانه لن يغير من الحقيقة شيئا، ولن يتمكن من حجب شمس الحقيقة، ولن يتعاطف معه الا نظراؤه في القمع والظلم. ولذلك فشل هذه المرة في الحصول على دعم احد، سواء في الداخل ام الخارج. ووجد نفسه مضطرا لهدر اموال الشعب المسلوبة لتمويل اعلانات يكتبها عبيده، او ملصقات على الشوارع العامة، يعتقد انها تعكس قوته، بينما هي في نظر الآخرين، تؤكد ضعفه وعجزه وعمق شعوره بفقدان الشرعية. هذه المرة خسر الخليفيون الحرب قبل ان يبدأوها. فاسقاط البعد الايراني كان معجزة الهية سخرها الله لانقاذ المظلومين من براثن الوحوش الخليفيين. ومن مصاديق الرحمة الالهية بالمؤمنين المظلومين ايضا: وقوعه ضحية لغروره باصدار القوانين التعسفية علنا. فماذا يقول من يقرأ قراراه بحرمان معارضيه من حقوقهم في التعليم والصحة والاسكان والرعاية الاجتماعية؟ هل هناك نظام عاقل يصدر قوانين كهذه؟ ومن ذلك ايضا: طرح أسماء المتهمين بهذه السطحية للايهام بوجود مخطط خطير لقلب نظام الحكم، واصدار الاحكاكم ضدهم قبل اثبات اية تهمة ضدهم، وقبل محاكمتهم. لقد تمخض الجبل فولد فأرا، وكان الفأر هذه المرة، أصغر من فئرانه السابقة.

أيها الطغاة: كفاكم هذا السقوط، فقد فقدتم شرعية وجودكم كنظام منذ ان قررتم شن الحرب ضد البحرين و اهلها، كمحتلين تارة، وبارتكاب جرائم الابادة والتعذيب تارة اخرى. لقد هزمكم الله هذه المرة، وأفشل اكذوبتكم، وكشف مكركم وخداعكم وارهابكم. سعيتم لاقناع العالم بتغيير مفاهيم الارهاب، باصراركم على ان العدوان المتواصل على  اهل البحرين بالسجن والتعذيب والقتل ليس ارهابا، وان الارهابيين هم اولئك الذين يطالبون بنظام سياسي حديث يمنع التعذيب واهانة البشر، ويضمن حقوق الشراكة السياسية الحقيقية، وينهي الهيمنة الخليفية المطلقة على الحكم، ويحول دون استمرار شخص في رئاسة الوزراء اربعين عاما، او ان يحتل الخليفيون 17 من 28 منصبا وزاريا. فمن يصدقكم غير عبيدكم الذين يشاركونكم في الفساد والنهب وتزوير الحقائق وممارسة الكذب والتضليل والخداع.فلن تهنأوا بهذا الانجاز الذي أسقطكم من قاموس الانسانية، الا فواق ناقة.  سكرتم بنخب انتصار موهوم حتى الثمالة، وآن الاوان ان تستيقظوا وانتم ساقطون في الهاوية مع من سبقكم من الطغاة والديكتاتوريين الذين سفكوا دماء الابرياء واستحلوا الحرمات، فكان الله لهم بالمرصاد “ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خيرا لأنفسهم، انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مبين”. ان عباد الله صامدون على مواقفهم، مرابطون في مواقعهم، لا يخشون في الله لومة لائم، ولا عذل عاذل، لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا، والعاقبة للمتقين. فموتوا بغيظكم ان الله مخرج ما تحذرون.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
5
سبتمبر 2010

زر الذهاب إلى الأعلى