بيانات حركة أحرار البحرين

طوبى لكم ايها المرتهنون، فهذا العالم يقف معكم وينحني لكم اجلالا

ان حبل الكذب قصير، والمكر السيء لا يحيق الا بأهله، والظلم لا يدوم، ولذلك انتهت مسرحيتهم القائمة على الكذب والدجل، وظهر للعالم خواء حكمهم البالي، الذي تدعو امهات السجناء واطفالهم ونساؤهم عليه بالفناء العاجل لانه نظام اجرامي يرهب الابرياء ويمارس الانتقام، ويؤسس للحقد والضغينة بين ابناء المجتمع الواحد. ونحمد الله الذي جعل أعداءنا من الحمقى. كان أملنا ان لا يسمح حكام الخليج لانفسهم بالانجرار وراء جرائم هذا الاحتلال البغيض، لكي لا يكونوا شركاء فيها، ولكن الحكمة جانبتهم، فأصدروا بيانهم المشؤوم الذي لن يحقق لهم الا خيبة الامل. جاء طلبهم من بريطانيا طرد اللاجئين البحرانيين ليكشف سوءاتهم، وأضعفوا موقفهم التفاوضي بدون طائل.

 وثمة حقائق ترتبط بهذا الملف: أولها ان دول الاتحاد الاوروبي، بعد مفاوضات استمرت اكثر من خمسة عشر عاما، لم توقع حتى الآن اتفاقية الشراكة التجارية مع دول مجلس التعاون بسبب اشكال واحد: عدم اتفاق الطرفين حول حقوق الانسان، وقد جاء النداء الخليجي الاخير ليوسع الفجوة بين الطرفين حول هذه القضية. ثانيا:  حصل هؤلاء اللاجئون على حق اللجوء السياسي بجدارة، ولن يستطيع الخليفيون ومن معهم ارجاع عقارب الساعة الى الوراء، مهما بذلوا من جهد. ثالثا: ان السعودية، برغم ثقلها السياسي والمالي، لم تستطع ان تجبر بريطانيا على طرد أحد معارضيها، الدكتور محمد المسعري الى احدى جزر البهاما بعد ان قررت المحكمة البريطانية العليا بطلان طلب الطرد. رابعا: ان مجلس التعاون الخليجي قزم نفسه بموافقته على الطلب الخليفي الناجم عن حالة يأس مدمرة، بالضغط على بريطانيا لطرد اللاجئين، وكان الاجدر بهذا المجلس الورقي ان يضغط على الخليفيين لوقف اجرامهم بحق البحرين واهلها. خامسا: ان الطلب الخليجي جاء بعد ان امتلأت الدنيا بالبيانات الحقوقية الدولية التي لا تشجب المعاملة الخليفية للرهائن البحرانيين، بل تطالبهم بالتحقيق الفوري في شكاوى التعذيب التي اصبحت من التواتر بمكان، بحيث اصبحت المنظمات الدولية بان رأس النظام وزبانيته سوف يجدون  انفسهم امام القضاء الدولي بتهم التعذيب والابادة (انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا).

غير ان الخداع الخليفي الذي سوف يهلكهم بعون الله ويهلك من يقبل بالتحالف معهم، لم يتوقف عند هذا الحد. بل عمد هذا النظام البائس للكذب المتعمد بشكل فاضح. فادعى انه طلب من جهاز الشرطة الدولية “الانتربول” القاء القبض على “المجرمين” وتسليمهم. ولم تخجل هذه الطغمة المجرمة من تكرار تجربتها الفاشلة في 1996 عندما طرحت  الادعاء نفسه، فكان رد الشرطة الدولية: نحن لا نتدخل في القضايا السياسية. هذه المرة، اعتقلت السلطات السعودية المواطن المعاميري، جعفر أحمد، وقامت بتسليمه للخليفيين، فاستغل المعذبون الخليفيون سرية الخبر للادعاء بان الشرطة الدولية تعاونت معهم. فما أتفههم وأتفه ابواقهم ويدعم اجرامهم. ومارسوا الكذب الصريح ايضا عندما ادعوا بانهم القوا القبض على الاستاذ علي عبد الامام، المدون المعروف، وصاحب الصيت الدولي الكبير، وهو يحاول الهرب من البلاد. ولكن فاتهم ان العالم الالكتروني كان يعلم بان الاستاذ أبا مرتضى كان قد أخبر الجميع بانه ذاهب لجهاز الامن في الساعة التاسعة من مساء اليوم الذي طلب منه الحضور. ذهب الاستاذ علي عبد الامام واثقا بنفسه، مطمئنا بوعد ربه، وهو يعرف ان مصيره التعذيب على ايدي زبانية المعذب الذي بدأ اسمه يلمع في عالم الجرائم ضد الانسانية، خليفة بن عبد الله آل خليفة. هذا الرجل سيعض على يديه عندما يجر ذليلا امام ضحاياه ليلقى جزاءه امام القضاء الدولي، بعون الله تعالى. ولكن الكذب الخليفي لم ينته هنا. فقد بعثوا عددا من عبيدهم وجواسيسهم للتشويش على المؤتمر الصحافي بمجلس اللوردات البريطاني يوم الاربعاء، وسعوا للتأثير على مجريات المؤتمر ولكنهم باؤوا بالفشل. فقد حاولوا تغيير بوصلة النقاش، وعمدوا لطرح النظام الخليفي “ديمقراطيا” و “متطورا” ولكنهم جعلوا انفسهم اضحوكة للحاضرين. ولتبرير حضورهم الذي دفعت نفقاته الباهضة من اموال الشعب المنهوبة، مارسوا الكذب ايضا وكتبوا في صحيفتهم الانجليزية (جلف ديلي نيوز) بان كلا من الاستاذ حسن مشيمع والدكتور سعيد الشهابي “اعترفا” بدورهم في المخطط الانقلابي المزعوم. هؤلاء لا يخجلون من انفسهم ولا يحترمون الآخرين بهذا الكذب المدمر. لقد واجههم ابناء البحرين في ذلك المؤتمر، وكشفوا عبوديتهم وخواء منطقهم. وعبر العديد ممن حضر المؤتمر عن امتعاضه للمستوى الهابط الذي وصل اليه الاعلام الخليفي، عندما قارنوا تقرير الصحيفة المذكورة حول المؤتمر الصحافي بما كتبه الصحافي “ايان بلاك” بصحيفة “الجارديان، وشتان بين الثريا والثرى، انه فرق ما بين السماء والارض: بين كذب محض وافتراء رخيص، وتقرير صحافي محكم، تعاطى مع المؤتمر من كافة الزوايا الحقوقية والسياسية ولم يسقط في وحل تقبيل الانوف ومسح قاذورات المجرمين.

ولعل الجانب الاهم في ما جرى، هذا التعاطف الدولي الذي لم يسبق له مثيل في العقود الاخيرة. فما يكاد يمر يوم حتى تصدر التقارير الصحافية التي تشجب التعذيب الخليفي وتشيد بصمود ابطال البحرين الاشاوس الذين لقنوا بصمودهم وابائهم وصدق موقفهم، الاحتلال الخليفي دروسا لن ينساها. هؤلاء المحتلون الذين يختفون في جحورهم ويرسلون كلابهم ووحوشهم للاعتداء على البحرانيين خسروا المعركة قبل ان يبدأوها. فالجميع يضحك من اتهام الابرياء والاحرار بتهم ملفقة، ويمارسون ابشع اساليب التعذيب لاجبار الرهائن  البحرانيين لتوقيع افادات معدة سلفا. هذا التعاطف تبلور في حضور المؤتمر الصحافي، والاعتصام الكبير عصر الاربعاء امام وكر الفساد الخليفي في لندن، وفي الاتصالات والرسال الالكترونية التي لم تتوقف طوال الثماني والاربعين ساعة الماضية للتعبير عن التضامن مع رموز النضال البحراني. هذه الوقفة التضامنية جاءت من سياسيين وعلماء دين ونشطاء المجتمع المدني وا لكتاب والصحافيين، وكلهم اكبار واجلال لواحدة من أشرف المعارضات العربية، وأكثرها ايمانا واخلاصا وصدقا لمبادئها الاسلامية والانسانية. ونحن بدورنا نقف اجلالا وتقديرا للابطال الذين قضوا ليالي شهر رمضان المبارك في غرف التعذيب الخليفية، واثبتوا للعالم بدمائهم الزاكية التي سفكها السفاحون الخليفيون، انهم أنقى وأطهر وأكبر وأعظم من معذبيهم. فطوبى لهم في الصابرين والمرابطين والصادقين. لقد صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وسيظلون اوفياء لربهم ودينهم وشعبهم وقيمهم، ولن يفت في عضدهم تعذيب الجلادين او ارجاف المرجفين، فالله ناصرهم ومعينهم وحاميهم من ظلم الظالمين الذين سيعضون على ايديهم ندما يوم لا ينفع الندم، فهم مخطئون ان ظنوا ان الاوطان تبنى بالسجن والتعذيب والاحتلال والنهب. طوبى للمجاهدين المؤمنين، والعار لاعداء الشعب، اعداء الانسانية، اعداء الحرية، وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون. نبارك لاهلنا جميعا حلول عيد الفطر المبارك، وان كانت الفرحة ناقصة ما دام احباؤنا مرتهنين لدى الاعداء، والباري يحفظهم ويرعاهم، فهو نعم المولى ونعم النصير

حركة احرار البحرين الاسلامية
9
سبتمبر 2010

زر الذهاب إلى الأعلى