بيانات حركة أحرار البحرين

سقطوا ولم تنفعهم بلطجتهم الاجرامية والسياسية والاخلاقية

والله أشد بأسا وأشد تنكيلا

جاؤوا من كل حدب وصوب، يرفعون السيوف والفؤوس والأسنة، تحميهم طائرات الاباتشي ودبابات M1A2S الامريكية، ويدعمهم ساسة الغرب. مع ذلك فشلوا في ما يريدون، وعما قريب سوف يجرون اذيال الخيبة والهزيمة. حاصروا القرى والمدن، وقتلوا الرجال والنساء، واصابوا المئات من المؤمنين الصابرين، فماذا جنوا؟ ما المستقبل الذي ينتظر هؤلاء؟ جرائمهم الشنيعة تقول انهم يهدفون لابادة شعب البحرين، والسنن الالهية تقول ان الطغاة هم الذين ينتهون “فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين”. فعلها الخليفيون والسعوديون المحتلون، وارتكبوا مجازر دونها ما فعله بقية الطغاة في الدول العربية الاخرى، فكأنهم بذلك بتحدون الارادة الالهية وليس شعب البحرين الأعزل. ظنوا ان ما لديهم من استعدادات وامكانات هائلة سوف تحميهم وتمكنهم من المستضعفين “وظنوا انهم مانعتهم حصونهم، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، وقذف في قلوبهم الرعب”. فما ان اعلن تحالف 14 فبراير عن تنظيم مسيرات عملاقة في جمعة الغضب، حتى جن جنونهم، فأزبدت فراعنتهم، واستنجدوا بقوات اضافية، معتقدين ان السلاح وحده هو الذي يحسم الحروب. نسي هؤلاء الآية الكريمة “انا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد”. ولانهم بعيدون عن القرآن الكريم، لم تصك اسماعهم الآية الكريمةوكان حقا علينا نصر المؤمنين”. هؤلاء عبيد الشيطان وعاشقو الدنيا لانهم من الذين وصفهم الله سبحانه في كتابه الكريم: “قالت الاعراب آمنا، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا، ولما يدخل الايمان في قلوبكم”. فما اوهى كياناتهم التي تجتمع على الظلم، وتتفرق على الخير والعدل

في مثل هذه  الايام قبل عشرين عاما (مارس 1991) كانت امريكا وحلفاؤها قد أنهوا حرب الكويت وهزموا قوات صدام حسين، فانطلقت الانتفاضة الشعبانية لاسقاط نظامه فمارست السعودية ضغوطا مكثفة على الولايات المتحدة للسماح لقوات صدام بسحقهاوبرغم ما فعله صدام في الكويت فقد سمحت واشنطن له باستخدام الطائرات لضرب الانتفاضة، وحدثت مجازر هائلة راح ضحيتها آلاف العراقيين، ومن بينهم ثمانية من طلبة العلم البحرانيين. واعتقدت السعودية انها انتصرت. ولكن في غضون اثني عشر عاما، سقط نظام طاغية العراق، ومعه كبرياء السعودية وحلفائها، ولم تمض بعد ذلك الا شهور حتى لقي طاغفية العراق الحكم العادل، عندما وقف ضحاياه ليشهدوا عليه في الدنيا، فحل عليه عقاب الدنيا، وسوف يكون عقاب الآخرة أشد وأقسى. انهم لم يؤمنوا يوما بان الله يمهل ولا يهمل، وان يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم. يعتقد التحالف الشيطاني السعودي – الخليفي المدعوم من الغرب بان الترسانة العسكرية التي تمتلكها السعودية تكفي لحسم المعارك ضد الشعوب، وقد فاتهم ان الله يمد المؤمنين وقت الشدة بشرط الايمان والتقوى والصبر “بلي ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين”. نسي هؤلاء ان للمستضعفين ربا يحميهم، فلا يعيرون ما جرى لاصحاب الفيل من اجتثاث وهم الاقوى سلاحا “ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل، ألم يجعل كيدهم في تضليل، وأرسل عليهم طيرا أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول”. ان الرصاصة الخليفية السعودية الغادرة ا لتي اخترقت رأس الشهيدة بهية العرادي، ربما اخفيت عن اعين الناظرين ضمن مساعي القتلة والسفاحين لاخفاء جرائمهم، ولكن فاتهم ان لله جنود السماوات والارض وانهم يستعدون للاقتصاص من المظلومين طال الزمن ام قصر.

ما اضعف هذين الكيانين الغادرين، السعودي والخليفي، وما أقل شأنهما لدى شعبي الجزيرة العربية والبحرين. لقد اصبح مرعوبا باصوات التكبير والتهليل التي ترتفع ليليا من على سطوح المنازل مستغيثة بالله وطالبة الحماية والعون منه. فاذا به يشوش على ذلك بنصب مكبرات صوت تبث ترتيل القرآن. ولعل العدو الخليفي – السعودي المزدوج لم يقرأ القرآن، ليتذكر ان الاسلوب نفسه اتبعه القرشيون لايذاء رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام: “وما كان صلاتهم عند البيت الا مكاء وتصدية، فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون”. وبالاضافة للانتقام الارهابي المتواصل ضد اهل البحرين العزل، يتواصل الانتفام بالتجويع والحرمان. فبالامس اصدر الطاغية قرارا باقالة السجناء من وظائفهم واحتلال منازلهم، وهو اليوم يصدر قرارا اجراميا آخر سوف يساهم في تعريته اكثر واقناع العالم بوحشيته وهمجيته. فقد امر بوقف بعثات الطلبة البحرانيين الدارسين في الرياض وبريطانيا. ما أضعف هذا النظام الذي يتصرف بعقلية تؤكد عدم صلاحيته للبقاء في الحكم. فاي حكم هذا الذي يقوم على اساس الانتقام والحقد والحصار المعاشي؟ الى اي عصر ينتمي هذا النظام الذي يمارس البلطجة بأبشع صورها؟ كاميرات العالم التقطت آلاف الصور لفرق الموت الخليفية وهي تمارس أقبح الجرائم بحق البحرانيين. فما ان اصدر احد الساسة المرتشين ادعاءه بان الاعتداء على البحرانيين كان نتيجة “خطأ” حتى ألقمته منظمة هيومن رايتس ووج حجرا، وقدمت له قصة دامغة تؤكد ان العدوان الخليفي انما يتم عمدا مع سبق الاصرار والتخطيط، وانه عدوان كاسح وشامل وصادر عن اعلى مراتب النظام، وليس عن تصرفات فردية من قبل بعض الجنود او البلطجية. ثم جاء اعتقال رموز الشعب للمرة الألف، وتغييبهم في طوامير التعذيب. فهل ادى ذلك لتوقف الثورة الشعبية التي اصبحت تضم كافة اطياف الشعب؟ فأي مواطن، شيعيا كان ام سنيا، يستطيع ان يلوذ بالصمت وهو يرى ما تتعرض له بلاده من احتلال سعودي غاشم وارهاب خليفي فاحش؟ أي ضمير يستطيع تجاهل ما يحدث لاهلنا من اعتداءات بالسيوف والفؤوس والرصاص في الشوارع العامة؟

وفي الختام: ارفع رأسك أيها البحراني الثائر، واشمخ بهامتك لترى هؤلاء الصعاليك يتساقطون امام صمودك اخلاقيا وسياسيا وانسانيا. لم تعد كما كنت بالامس، رقما هامشيا غير ذي شأن، بل اصبحت صاحب قرار وموقف وقضية، فسعوا لقتل جسدك بادوات البطش والحقد، ولكنهم ادركوا اليوم انك اقوى منهم جنانا وأربط جأشا، فعمدوا لأساليبهم القديمةالجديدة التي اثبتت فشلها ولم تنجح مرة واحدة، خصوصا عندما يتحدثون عن “مؤامرة انقلابية بدعم اجنبي”. وعندما فقدوا شرعيتهم هذه المرة بشكل مطلق واثبتوا فشلهم الذريع باستدعاء الاجانب لاحتلال البلاد، رفعوا هذه العقيرة مجددا، فما افشلهم، واوهى حججهم، واضعف منطقهم، وأكذب ادعاءاتهم. لقد اصبح الاحتلال السعودي الخليفي محاصرا سياسيات واخلاقيا واعلاميا، فآن له ان يسقط، لانه مرفوض شعبيا، وفاشل ميدانيا. شعبنا قادر على دحر الاحتلال والعدوان، بعون الله ودماء الشهداء ودعم الاحرار. “ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون، انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار“.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
25
مارس 2011

زر الذهاب إلى الأعلى