بيانات حركة أحرار البحرين

مسيرة التحرر من الارهاب الخليفي متواصلة ومنتصرة بعون الله


وتتواصل مسيرة الحرية برغم الاحتلال والاستبداد والقمع والوحشية. ويتساقط الشهداء تباعا، يزف كل منهم أخاه الى الجنة، فيجتمعون في ظل رحمة الله، يدعون بالرحمة لهذا الشعب، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم، ويستغيثون بملائكة الرحمن لانقاذ شعبه من براثن الاحتلال السعودي – الخليفي المقيت. السيد أحمد شمس، كان آخر اللاحقين بالركب الرباني، بكته امه أسى وفرحا، حتى قرحت عيناها، وبكاه الشعب دما وهو يزفه الى قبره شابا لم يبلغ الحلم، قتيلا مظلوما بأيدي السفاحين.

 وما هي الا بضع ساعات بعد استشهاده حتى تحول الأسى الى قوة بناءة في النفوس، قادرة على صياغة الموقف وتحديد الاتجاه وتأكيد الاصرار على مقاومة الاحتلال والظلم والاستبداد والحقد. أسماه اخوته ورفاق دربه “شمعة الثورة”، فتحول دمه الى نور في الطريق الطويل نحو الحرية والاستقلال. قبل يومين من رحيله سبقه  السبعيني، الحاج عيسى، على طريق الشهادة، فأضفى بهاء ووقارا وطمأنينة على ثورة الشعب الهادرة، وقبلهما أبت المرأة البحرانية الا ان تسجل حضورا على طريق الموت الذي يفضي الى الحياة. فكانت بهية العرادي رائدة الشهيدات البحرانيات في الثورة المباركة، يضاف اسمها الى شهيدة التسعينات زهرة الجمري التي سلب الخليفيون حياتها، فعوضها الله عنها بخلود أبدي لا يفنى، وسعادة دائمة لا تزول. انه الطريق الذي رسمه القدر لهذا الشعب، فطوبى له بالاختيار الالهي المقدس، ومرحى للذين يلجون باب النعيم من بوابة الشهادة، ويودعون الدنيا بدون تعب او نصب. سافر السيد أحمد شمس، ولم يحمل حقيبة السفر، وليس بحوزته جواز سفر او بطاقة هوية، فكل ذلك انما متاع الحياة الدنيا، ووسائل يساوم المحتلون اهل البلاد عليها، فيمنحونها للغرباء لكي يقتلوا ابناء البحرين غيلة. اولئك الشهداء ليسوا بحاجة لشيء من ذلك، لانهم ارتبطوا بمشروع الهي آخر، وشدوا الرحال باتجاه واحد لا رجعة فيه ولا نكوص عنه. لم يكونوا وحدهم وهم يقطعون طريق العروج الى الله، فقد سبقهم اليه البدريون والحسينيون والابطال من كل حدب وصوب، ممن انعم الله  عليه بالهداية والخروج من عالم الضلال الى عالم الخير والمحبة والسلام.

رحل الشهداء تزفهم الحور الحين، تغسلهم مقل الامهات بدموع ستظل تذرف الى يوم القيامة. مضوا على طريق ذات الشوكة، راضين بقدرهم، متوكلين على ربهم، غير آبهين بما يقوله الأفاكون، او مكترثين بما يفعله المجرمون او مأسورين لكلام المرجفين والخانعين والقانطين. صنعوا مجدا بدمائهم الدافئة، وودعوا الدنيا بنفوس قانعة بما عند الله. شهدوا على القمع الخليفي والاحتلال السعودي، وكانت شهادتهم أبلغ على هذا الصمت المخجل الذي لف حزب الشيطان الذي ترأسه امريكا، وتسير في كنفه الدول المحكومة بالظلم والاستبداد. فمنذ ان دنست أقدام جنود الاحتلال السعودي ارض البحرين الطاهرة في الرابع عشر من مارس، انسلخ العالم من انسانيته عندما لاذ بالصمت او دعم الاحتلال. فكل فم نطق كلمة دعم او تبرير لذلك الاحتلال تخلى عن انسانيته ورمى بها تحت عجلات المجنزرات التي انتهكت الحدود ومارست في بلدنا ابشع الجرائم، بقتلها الابرياء وسحقها كرامة الآدميين. في بلدنا كل شيء تغير برغم هول المصيبة، باتجاه الخير والكرامة، فلم يعد الخوف هاجسا لدى احد، بل اصبحت الامهات يتبارين في تقديم احبتهن قرابين من اجل الله والحق والوطن، بينما لاذ الطغاة بجحورهم تلاحقهم لعنة التاريخ وغضب الله، فلا نامت أعين الجبناء الذين يقطنون القصور ويسلطون وحوشهم على الآدميين تأكل لحومهم وتتلذذ بدمائهم وتمزق أشلاءهم. نعيش أياما لم نعشها من قبل، فنرى ارضنا ترزح تحت ثقل دبابات الاحتلال ومجنزراته ، وسماءنا تئن تحت أزيز الطائرات واصوات البنادق، يختنق سكانها بغازات مسيلات الدموع. تنظر الى العالم السفلي فلا تجد احدا من اهل الشيمة والشكيمة، لانهم يرزحون في الاصفاد. علماء، فقهاء، معلمون، مهندسون، اطباء، ممرضات، مدرسات، شاعرات، كلهم تساووا امام مقاصل الجلادين، من اعداء الانسانية وعديمي الاخلاق وعشاق المال والمنصب والجاه. وقفوا امام تلك المقاصل، فانطلقت السنتهم بفصاحة الانبياء والعلماء، وتمنطقوا فكان حديثهم القرآن، وهديهم كلم رسول الله، ومثالهم طريق الحرية التي سلكه رواد الرسالة التي ارتضاها رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام.

في زاوية من زوايا البحرين المحتلة، تقبع عائلة صغيرة، قدمت شهيدها الغالي، وحمدت الله على حسن خاتمة الابن البار الذي لم يعرف عنه الا الخير والصلاح. وهل صلاح اكبر من ان يغسل جسده بدمه الطاهر؟ كان النور يلوح من جبهة الطفل اليافع، السيد أحمد شمس، وجسده الغض ممدد على المغتسل، عينه تحكي عمق الجرح الذي احدثته رصاصة الغدر الخليفي السعودية، في اعلاها. جرح صغير لكنه عميق، اخترقته الرصاصة واستقرت في الرأس لتنقل الجسد المبضع الى السماء العليا. تطول معاناة العائلة ومعها معاناة المواطنين جميعا، وهم يرزحون تحت الاحتلال السعودي، ويئنون بسبب الفتك الخليفي والحقد الذي يثار باسم الطائفية والفتنة. مساكين اولئك القابعون في القصور، بعيدا عن اعين الناظرين، فلقد كتب الله عليهم الذل والخزي لانهم حاربوا الانسانية واعتدوا على الكرامة ونهبوا حقوق الناس، وخططوا لمسرح الجريمة. وما يقوله افراد هذا ا لنظام البائد يزيد المواطنين اقتناعا بضرورة ازالة هذا النظام البائس الذي ابتليت به ارض البحرين وشعبها. حرارة الموقف تنبع من عمق الشعور بالمأساة، هو شعور يمثل كافة الفصائل الوطنية، ورغبة في تحرير الارض من براثن اعدائها، وإصرار على مواصلة درب الشهداء الطويل الطويل. هل نحزن؟ ام نيأس؟ ام نكتفي بالتذمر؟ ام ان المسؤولية تستدعي الاحرار للاستيقاظ المبكر والهرع نحو عمل جاد يهدف للصعود بالشعب وقضيته الى مواقع القرار الدولي فلعل الله يفتح في نفوس مسؤوليه ما يدفعهم لاتخاذ موقف انساني يقطع الطريق على سياسات التضليل والتشويش التي يمارسها نظاما السعودية والبحرين بالاستفادة من الاموال المسلوبة في الجزيرة العربية.

عمالقة اولئك الذين يسبقون بقراراتهم ما يطرحه عبيد الدنيا، فليس في جعبتهم الا الايمان  والخير والعدل والصلاح. اما المحتلون والمستبدون والطغاة فلا يتقنون الا القتل والتعذيب والنهب والكذب والافتراء. فهم ينكرون قتل الابرياء، ويسعون لتبرير جرائمهم بالصاق التهم المزيفة للاحرار، فيتهمونهم بالانتماء لمنظمات خارجية، ولكي يثبتوا ذلك يعمدون لتعذيبهم بوحشية متناهية لاجبارهم على توقيع اعترافات مزيفة. وهذا ما فعلوه مع المجموعات التي اطلق سراحها في ذروة الثورة المباركة. هؤلاء نقلوا الى العالم لمحات رهيبة مما حدث لهم في طوامير التعذيب، وما لفق ضدهم من اتهامات. مع ذلك فلم ينفع الطغاة ما فعلوا، بل ان جرائمهم ضد الانسانية سوف تلاحقهم حتى تطالهم يد العدالة القانونية بعون الله تعالى. اما جرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال السعودي – الخليفي فقد وثق الكثير منها في اشرطة الفيديو والصور، وسوف تستعمل لادانتهم كمجرمي حرب، وعلى رأسهم رأس النظام وبقية افراد آل خليفة المتنفذين.

تعيش البحرين هذه الايام وشعبها حقبة حاسمة حيث اصبح الخيار محصورا بين ان يكون الشعب او لا يكون، هذا هو الخيار الذي يتضح من خلال ما يجري يوميا في شوارع البلاد من اعتداءات متواصلة على المواطنين الذين يقتلون على الهوية، ويتواصل الاعتداء على مساجدهم ومراكزهم الدينية ورموزهم السياسية والدينية. يتم ذلك علنا تحت اعين الحكومات الاخرى، خصوصا الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا اللتين تمتلكان قدرا واسعا من التأثير. هذه الدول تعلم ان اسلحتها التي بأيدي العائلة الخليفية تستعمل للقمع الداخلي، ولكنها تلوذ بالصمت حيال ذلك. فلم نسمع منها كلمة واحد ضد البلطجة المتواصلة التي تمارسها المجموعات الملثمة في  الليل والنهار وتقتل فيها المواطنين العزل وتهشم السيارات وتكسر ابواب المنازل. لم نسمع من الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي موقفا بحماية شعب البحرين من الابادة الثقافية والانسانية التي يتعرض لها والتي تتمثل في الحرب على الهوية واستهداف المظاهر الثقافية والدينية لغالبية شعب البحرين، وتسعى بشكل متواصل لاظهار الوضع من خلال الطائفية المقيتة، مع تجاهل الحقائق القائمة على الارض. شعب البحرين يعيش اليوم مخاضا عسيرا لتقرير مصيره، بين الاستقلال وفق مبدأ حق تقرير المصير او السقوط في وحل التبعية لقوى التخلف والظلام والقمع والقتل الاسود. لقد قرر الشعب ان يعيش، وهو قادر على تحقيق ذلك بدعم الله له، وبسواعد ابنائه ودماء شهدائه، وآهات امهاته وزفرات محروميه. هذا هو قدر اهل البحرين، فلصبروا على البلاء حتى يتحقق لهم الوعد الالهي المحتوم، وتسقط قوى  الظلم والبغي ويندحر الاحتلال السعودي الخليفي، وسوف يتحقق ذلك بعون الله تعالى.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
1
أبريل 2011

زر الذهاب إلى الأعلى