بيانات حركة أحرار البحرين

دماء الشهيد علي الشيخ تجدد دماء الثورة، والخليفيون الى سقوط

أطل فجر عيد الفطر المبارك على شعب البحرين بانوار واعدة باقتلاع الظلمة الحالكة واجتثاث الشجرة الملعونة، وإعادة الحياة لشعب طالما هدده العدو الخليفي بالموت والفناء. دماء الشهادة فجرت معها مشاعر الحرية والإباء والكرامة في زمن كاد اعداء الانسان ينتصرون في معركتهم الباطلة ضد الحق واهله. صعدت روح الشاب اليافع علي جواد أحمد الشيخ في لحظات الى بارئها راضية مرضية، لاعنة القتلة والسفاحين، ومرددة هتافات الثورة الهادرة: “الشعب يريد اسقاط النظام، ومكررة “يسقط حمد، يسقط حمد”. كان ثمن تلك الكلمات رصاصات في الوجه القمري الغض، مزقت أشلاءه فانفجر الدم ليضفي عليه بهاء الشهادة ويظهر سيماء الايمان، وليشد قلوب العالم في تلك اللحظة التاريخية لقصة الشعب البحراني الذي استطاع، بإرادته وإبائه وصموده، هزيمة المحتلين والمستبدين والطغاة. انتصار بعد انتصار، وشموخ بعد آخر، وإيمان لا تهزه النوائب والمصائب، وثورة لا تنال من عزم روادها جرائم الخليفيين والسعوديين ا لمجرمين، وفجر تلوح أشعة النصر من خلف أفقه لا تستطيع أساليب التضليل والتشويش اخفاء نوره الذي أضاء البطاح والقفار، وأضفى على الأزقة المحرومة رونق الصمود والعزة.

ذلك هو المشهد الذي عاشه البحرانيون صباح الاربعاء الماضي وهم يودعون شهر الصوم ويستقبلون يوم العيد، بروح عمقت الثورة ايمانها بحتمية انتصار الدم على السيف وتحقق النصر الالهي الموعود “كتب الله لأغلبن أنا ورسلي، ان الله لقوي عزيز”. ما كان علي الشيخ الا واحدا من اطفال هذا الوطن المحتل، ساءه ان يرى ارضه تنوء تحت اقدام الغزاة من بقايا القبائل التي حاربت رسول الله وسعت للقضاء على دين الله، وما فتئت تتآمر ضد الامة وحريتها وقيمها وثوراتها. روح الشهيد علي كانت ترفرف في اجواء سترة الباسلة، بعد ليال من الكر والفر بين دعاة الحق والحرية، وأدعياء الباطل ورموز الضلال والطغيان والاستبداد. كان الشاب مع ثلة من اخوته المؤمنين يتصدون لفلول العدو وبلطجيته بايمانهم الثابت وعزمهم الراسخ، حتى عانق الشهادة وارتفعت روحه الى بارئها. وها هي صرخات امه المفجوعة تدك معاقل الديكتاتور، لتقض مضجعه وتعجل بزوال حكمه وسقوط عائلته الى الأبد.

بالامس كان الشعب على موعد آخر ليرى أسراه من الاطباء يساقون امام صولجان الظالم ومحكمته العسكرية التي شجبها العالم والتي ستكون، بعون الله، دليل ادانة قاطعة ضده عندما تدور الدوائر ويوقف الديكتاتور وعصابته اما القضاء العادل، كما حدث مع من سبقه من الطغاة الساقطين. يومها سيكتشف نفاذ السنة  الالهية: “يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم“. الاطباء كانوا عنوان الشرف والاباء والصمود، ومصداق الظلامة، والشهود على الجريمة  السعودية الخليفية بحق ابناء البحرين. ولن يغير من هذه الحقائق نعيق الاعلام السلطوي ولا الدولارات النفطية، ولا النباح المتواصل من كلاب السلطة الذين نهشوا وما يزالون، أجساد الآدميين، ويرقصون على أشلاء الشهداء، ويعتقدون ان الملك سيدوم لأسيادهم. هؤلاء يعيشون أحلاما وردية لا تتحقق، وآمالا عريضة ليست من السراب ببعيد. وحين يدور الفلك سيهرب هؤلاء كالفئران، بحثا عن جحور تخفيهم عن الانظار، وهل يخفى شيء عن عين الله؟ “ان ربك لبالمرصاد”. سيقت قافلة الاطباء الذين خفقت قلوب العالم تعاطفا معهم، امام القاضي العسكري، وعبر كل منهم عن شيء من ظلامته تحت التعذيب الذي لم يتوقف، منكرا الافادات التي انتزعت تحت التعذيب والتي أجبر الرهائن على توقيعها تحت تهديد السلاح. كان المشهد منازلة اخرى بين اهل البحرين الاحرار وعتاة المحتلين والمستبدين والظالمين. لقد سجل أهل العلم والفهم والعقل انتصارا آخر على محترفي الموت والظلم والبطش، فسجل الاعلام العالمي مشهدا آخر يحكي ظلامة شعب البحرين على  ايدي اعدائه. انه انتصار معنوي آخر لصالح المظلومين، وصرخة شعبية موجهة للعالم الذي تصر قواه الكبرى على دعم ا لاحتلال والاستبداد، طمعا في الدولارات النفطية، ودعما للتخلف والظلم. لقد تكلمت جراح الدكاترة: علي العكري ونادر ديواني وغسان ضيف وسعيد السماهيجي، بلغة الثورة الفصحى، ورفعوا الظلامة بصراحة وبدون خشية من احد لكل من استطاعوا الوصول اليه: لحاضري جلسة المحاكمة العسكرية الصورية، والى اللجنة الرسمية التي يرأسها شريف بسيوني الهادفة لحماية الديكتاتور وعصابته وتقديم شهادة زور ببراءتهم من جرائم التعذيب الممنهج والقتل خارج القانون والاعتقال التعسفي، ولكن هيهات ذلك، لان دماء الشهداء والمعذبين أقوى في نفوذها وأثرها من الدولارات النفطية التي تشترى بها الضمائر والمواقف.

لقد سبق السيف العدل، وأعذر من أنذر، وآن للمجتمع الدولي القيام بمسؤوليته ازاء ما يجري لشعب البحرين من حرب إبادة على الهوية واستهداف بالتصفية على كافة الصعدان، الجسدية والنفسية والمعيشية. فليس هناك شعب ابتلي بما ابتلي به شعب البحرين من الاحتلال والظلم غير المحدود. ومع استمرار ذلك كله، تتواصل الثورة بلا كلل او ملل او توقف او تراجع. فكل يوم يشهد المزيد من العمل الشعبي الناجح، والفشل السلطوي المروع. وما العودة للمحاكم العسكرية والقمع الوحشي الذي يستهدف ارواح الابرياء وكراماتهم وحقوقهم الا مؤشر لفشل الاحتلال السعودي والقمع الخليفي. واذا كان هؤلاء وداعموهم يراهنون على كسر الارادة الشعبية فانهم واهمون، لان لدى ابناء البحرين من العزيمة والإصرار أكبر مما يتصورون، فكلما سقط شهيد تجددت العزيمة وشمر الثوار عن سواعد الجهاد والنضال. هذه حقيقة تؤكدها وقائع التاريخ المعاصر لهذا البلد الذي فشلت “الحماية ” البريطانية في اخضاع شعبه، ويفشل الاحتلال السعودي اليوم في مواجهة ثورته. فالحناجر التي ترتفع بالتكبير والتهليل لا يحول بينها  وبين قول الحق حائل، والقلوب التي تعمق فيها الايمان بالله وانه قاصم الجبارين، مبير الظالمين، لا تخشى غيره وتستصغر من سواه، والضمائر الحية التي تتحرك بحب الخير ورفض الظلم والجور، لا يروضها سوى العدل والايمان والحرية. والشباب الذي آلى على نفسه ان يحرر بلده من براثن الاحتلال، أيا كان شكله او جنسيته، لا يرضى بأقل من التحرير الكامل لتراب وطنه ودحر الغزاة المجرمين. هذه الحقائق تؤكدها الوقائع يوميا، وسوف تترسخ أكثر في الاسابيع القليلة المقبلة بعد ان جدد دم الشهيد علي جواد الشيخ دماءها. فبعد سقوط القذافي وقبله مبارك وبن علي، حان وقت سقوط الحكم الخليفي الى الأبد لانه فشل في ادارة الازمة، واصبح في نظر أهل البحرين، اشرس مما كان عليه من قبل، وأضعف سلطة وارادة وقرارا، اذ سرعان من استدعى الاحتلال السعودي لانقاذه من غضب الشعب المسالم الذي لم يجد له سلاحا سوى الايمان الراسخ بالله والحق والعدل والوطن. فلكل طاغية نهاية محتومة، وقد حانت نهاية الديكتاتور الخليفي وعصابته، ولن يمكث طويلا بعد ان سفك دماء الاطفال والشباب والشيوخ والنساء، لان دم الشهداء يحاصر الطغاة فينتهي وجودهم اختناقا. انها سنة إلهية أخرى لا يستطيع الظالمون الافلات منها، بل ستلاحقهم حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون.

نجدد تبريكاتنا لاهلنا في البحرين، بعيد الفطر المبارك، وباستشهاد احد ابنائنا في ميدان الشرف والخلود، وبانتصار ارادة الخير والحق على ارادة الشر والباطل، وبصمود رموزنا الابطال في غرف التعذيب الخليفية، وهزيمة الخليفيين المجرمين الذين ما فتئوا يقتلون الحرث والنسل، والله لا يحب الفساد.

اللهم تقبل منا هذا القربان، وارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
2
سبتمبر 2011

زر الذهاب إلى الأعلى