بيانات حركة أحرار البحرين

دماء الشهداء تسيل أنهارا، وتؤكد السقوط المحتوم لآل خليفة وآل سعود

سلام على دماء الشهداء الأحرار، والخزي والعار للسفاحين والقتلة والجلادين.

مرة اخرى تعبث أيدي القتل الخليفي بأرواح الآمنين، وتحصد آلة الموت التي يديرونها روح شهيد آخر من أبناء البحرين البررة، فيسقط الشهيد السيد جواد السيد أحمد السيد هاشم، صريعا بفعل الأسلحة الكيماوية الفتاكة. جريمة اخرى تضاف الى جرائم الديكتاتور وطغمته، ليقترب بذلك موعد سقوطه ونظامه الذي جمع بين الديكتاتورية والارهاب. وهاهي روح الشهيد ترفرف في سماء سترة الأبية تستنهض همم الأبطال وتستحثهم للتعجيل بإسقاط هذا النظام الذي ولغ في دماء البحرانيين، وشرب منها حتى الثمالة.

 ما كان السيد الشهيد ليركن الى الهدوء والاستسلام بعد ان رأى قوافل الشهداء يتلو بعضها بعضا على طريق الحرية والكرامة، فكان في طليعة المقاومين الأحرار الذين تقدموا على طريق الفداء بحثا عن مستقبل أفضل بدون الاستبداد الخليفي والاحتلال السعودي. لقد كان يوما صعبا على أهل سترة الذين ما برحوا يقدمون القرابين من اجل الله والدين والوطن والحرية. وكان الاصعب من ذلك ان تستطيع نفس ان تخلد الى الراحة بعد الآن إلا بعد انتصار الشعب وهزيمة الطغاة والمحتلين. عمالقة اولئك الذين استحضروا معاني الاباء في نفوسهم، وجددوا عهدهم مع الله على الاستمرار في طريق ذات الشوكة بقناعة ورضى وتصميم. انهم يعدون الايام يوما تلو الآخر ليستعيدوا الدوار الذي اصبح رمزا للثورة البحرانية الأبية. وكان الطغاة الخليفيون والسعوديون يعتقدون ان تدمير ذلك الرمز سوف يمحي الثورة من الذاكرة، فكان مخطئا. فقد استسخف العالم تلك الخطوة الاجرامية التي ستظل حاضرة في القلوب والضمائر، شاهدة على الدماء التي اراقها المجرمون الخليفيون والسعوديون. وفي مؤتمر ديني عقد الاسبوع الماضي في طهران، عبر المئات من الأحرار عن غضبهم لما شاهدوه من قمع واضطهاد وارهاب واحتلال في البحرين. ولقد اندهش المناضلون البحرانيون عندما ادركوا مدى التعاطف الدولي مع قضيتهم. فشباب جنوب افريقيا تحدثوا عن الاعتصامات التي نظموها امام السفارة السعودية، والتي يعدون لها في المستقبل القريب للاحتجاج ضد جرائم آل خليفة وآل سعود. وكذلك تحدث مناصرو الثورة البحرانية من تونس ومصر والمكسيك وغانا وزامبيا واليمن وباكستان والهند والمانيا وفنلندا وسواهم. لقد عبر هؤلاء جميعا عن تضامنهم مع البحرانيين. واصدروا في نهاية المؤتمر إشادة بالثورة البحرانية ومناشدات للعالم للتعجيل باسقاط النظام الخليفي وهزيمة الاحتلال السعودي.

لقد أكد سقوط الشهيد الاخير ان سياسة القتل منظمة وممنهجة ومقررة من قبل الديكتاتور وعصابته. فمن كان يعتقد ان استشهاد الشاب علي جواد  أحمد الشيخ يوم العيد كان “خطأ” من قبل المرتزقة اكتشف اليوم ان القتل اصبح السلاح الخليفي الذي يعتقدون انه سوف يقضي على الثورة وعنفوان الشباب، وانه سوف يعوقهم عن الوصول الى هدفهم النهائي باسقاط النظام الخليفي الى الأبد. وشيئا فشيئا تتكسر نصال العدوان الخليفي، الامنية والعسكرية والاعلامية وعلى صعيد العلاقات العامة. فقد شن المجرمون الخليفيون حملة اعلامية واسعة في الاسبوعين الماضيين على امل كسب المعركة الاعلامية، ولكنهم سرعان ما اكتشفوا ان دماء الشهداء امضى من تلك الحملة، وان قطرة دم واحدة تمحو كل اوراقهم الصفراء. ولقد فشل سعيهم للنيل من الثورة باستهداف رموزها بالاعتقال والبطش وتشويه السمعة، فجاءت المقالات الدولية ضدهم أشد مما كانت عليه في الماضي. فافتتاحية صحيفةالواشنطن بوست” يوم السبت الماضي كانت تمثل ضغطا حقيقيا على ادارة اوباما لاتخاذ سياسة حازمة ضد الارهاب الخليفي، متسائلة عن مدى اخلاقية ازدوجية المعايير التي تنتهجها ادارته بشكل قبيح، فتتدخل قواته ضد القذافي في ليبيا، وتدعم بالصمت المطبق (وربما الموافقة الضمنية) الاحتلال السعودي والقمع الخليفي في البحرين. الصحيفة طالبت اوباما بالتدخل الفوري ضد النظام الخليفي. ان شعبنا لا يعول على الامريكيين للدفاع عن حقوقه، ولكنه يمارس الضغط على كل من يدعم آل خليفة، ويؤكد للعالم ان سياسة البطش سوف تكلف الخليفيين كثيرا، خصوصا مع وجود دعاوى قضائية قوية جدا مطروحة امام محكمة الجنايات الدولية وفي مجلس حقوق الانسان الذي بدأت دورته الحالية في 11 سبتمبر. وتآتي جرائم القتل والتصفية الدموية من قبل الديكتاتور ليضيف الى ادلة الاثبات ضده لدى القضاء الدولي، الامر الذي سوف يؤدي، عاجلا اما آجلا، لتطورات حاسمة ضد نظامه. وقد أكد مصدر دبلوماسي في بغداد ان الولايات المتحدة فرضت حظرا على زيارة الطاغية حمد بن عيسى لاراضيها. وهكذا يحكم الطوق حول رقبة الديكتاتور وعصابته حتى يحين الوقت الموعود لسقوطه واعتقاله ومحاكمته كمجرم ضد الانسانية. ولن يؤدي القتل المتواصل الا للمزيد من الاصرار الشعبي على الاستمرار في طريق المقاومة المدنية وتصعيدها خصوصا مع اقتراب يوم فتح دوار اللؤلؤة الاسبوع المقبل.

لم يعد امام الاحرار البحرانيين من خيار الا مواصلة مشوار التحرير، وهو مشوار، برغم فداحته، اصبح الطريق الوحيد لانقاذ البلاد من الظلم والتعسف والجريمة والاحتلال. ومع تواصل الدعم الدولي لنضال شعب البحرين، واصرار ابنائه خصوصا الذين يغادرون السجن برغم انف الطاغية وعصابته، يقترب يوم سقوط النظام وعصاباته، ومعه الاحتلال السعودي الذي اصبح عنوانا للظلامة البحرانية. ولذلك لم يعد امام الاحرار من خيار سوى تصعيد النضال واستسخاف آلة الموت الخليفية، وتوثيق الجرائم التي ترتكب يوميا بحق هذا الشعب المظلوم. ومع حتمية سقوط خليفة بن سلمان، زعيم الحقبة السوداء، لا يبدو الديكتاتور حمد او ابناؤه الذين قام احدهم بتعذيب العديد من السجناء بايديهم بمنأى عن السقوط، فالامل يتصاعد باقتراب يوم الحسم الموعود بعون الله تعالى. لقد اصبح العالم يترقب ما سيجري في الايام  القليلة المقبلة خصوصا مع ازدياد توتر الوضع وادراك العالم مدى فداحة الجرائم الخليفية وفشل اي رهان على اصلاح النظام الظالم. فالى الامام يا شباب الثورة، فالله معكم واحرار العالم، وطلاب الحرية، وقلوب امهات الشهداء، وآهات المعذبين خصوصا الرموز الذين كسروا عنفوان الديكتاتور وطغمته ومعهم الاحتلال السعودي المقيت. تقدموا فعين الله ترعاكم، ورحمته تحفظكم، وعدالته تهزم فلول الظالمين والمحتلين والمجرمين.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
16
سبتمبر 2011

زر الذهاب إلى الأعلى