بيانات حركة أحرار البحرين

تطورات تساهم في حسم الموقف الشعبي على طريق إسقاط النظام

واذ نجيناكم من آل فرعون، يسومونكم سوء العذاب، بذبحون ابناءكم ويستحيون نساءكم، وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم.

سينجلي الغم والهم بعون الله، ويغرق الله آل فرعون الذين استكبروا في الارض وعتوا عتوا كبيرا. ولكن اذا كان آل فرعون قد وفروا النساء من القتل والظلم، فان آل خليفة وآل سعود لم يوفروا احدا، فاعتدوا على الرجال والنساء والاطفال والشيوخ، وهتكوا الاعراض واستباحوا البلاد، والعباد. ورب ضارة نافعة، كما يقال. فهذه الجرائم التي لم يرتكبها اي من الانظمة التي تواجه ثورات شعوبها، عمقت الغضب في نفوس المواطنين، وحسمت موقف اهل البحرين الى الأبد، فلا تعايش مع هؤلاء الوحوش الذين ارتكبوا الموبقات وفعلوا الافاعيل بحق ابناء البحرين المظلومين. ولنا وقفة مع عدد من التطورات التي حدثت الاسبوع المنصرم:

اولا: ان سبي نسائنا وتعذيبهن وسجنهن كان الجريمة الكبرى التي لا تعادلها جريمة اخرى بعد قتل الشهداء. فلقد اثبت آل سعود وآل خليفة انهم خارج منظومة القيم الانسانية او الشيم العربية، وتحدوا الامة في كرامتها واخلاقها، وتجاوزوا العدات الجاهلية في استضعاف المرأة والتنكيل بها. كان مشهد النساء البحرانيات وهن ملقاة على الارض، مقيدات الايدي والارجل مشهد لن تمحوه من ذاكرة الشعب الايام والسنون، بل سيظل ذلك المشهد الذي أحيا ما حدث لنساء آل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم في كربلاء، من سبي وهتك وضرب، بل زاد عليها تقييد النساء بالاصفاد ورميهن على الارض كالبهائم المذبوحة. لقد ذبحت في تلك اللحظات الكرامة وسحقت المباديء ومحقت رسالة محمد (ص). فلا نامت اعين هؤلاء الطغاة والمجرمينن ولا قر لهم قرار بعد اليوم، بعد ان ذبحوا الفضيلة والعفاف، ومحقوا الانسانية، وداسوا باحذيتهم كتاب الله. انه يوم المفاصلة الابدية بين شعب البحرين وهؤلاء المجرمين السفاحين القتلة، الذين اعتدوا على الاسلام والايمان، وفجعوا الشعب في إسلامه وإيمانه وانسانيته. فلتخرس بعد اليوم الاصوات التي تدعو للتطبيع مع هؤلاء المحتلين المجرمين، فلن يهدأ الشعب الا بعد ان يسقط هذه الطغمة المتوحشة ويقطع دابر القوم الظالمين.

ثانيا: كاد الديكتاتور ينجح في تلميع صورته بالغاء سمة خلف الوعود والنكث بالمواعيد من ذاكرة الوطن، لولا عودته لتفعيل المحاكم العسكرية وازدراء القضاء كوسيلة لحل الخلاف بين الناس وتحيوله الى اداة لتصفية الحساب والانتقام من معارضيه الاحرار. اقيمت محاكم التفتيش مجددا، واصبح الاحرار يتعرضون للتنكيل بسبب أرائهم ومواقفهم ومطالبهم المشروعة. هؤلاء الاحرار الذين فشل المحتلون في النيل من اراداتهم يأبون بيع دينهم بدنيا غيرهم، ويرفضون مصافحة الايدي التي تلطخت بالدماء، ويرفضون التخاطب مع القم الظالمين، وهم وراء القضبان. فكما قال نيلسون مانديلا: من لا حرية له لا رأي له. أدرك هؤلاء ان سلب حريتهم والتنكيل بهم وراء القضبان يجب ان يتحول الى غضب عارم وقطيعة كاملة مع العائلة الخليفية التي سقطت الى اسفل سافلين يدرك هؤلاء ان هذا السقوط نهائي ولا مخرج منه، وانه سوف ينتهي بعون الله الى نهاية نظامهم الارهابي الدموي بعون الله تعالى، ولن يستطيع احد انقاذهم من تلك النهاية المحتومة. رموز الشعب يقفون مرفوعي الهامة وهم وراء القضبان، بتهم ملفقة لا يصدقها حتى حلفاؤهم الذين دافعوا عنهم دهرا، وما يزالون يحمونهم ولكن الى حين. فاحكام السجن المؤبد بحق هؤلاء الرموز اصبح مسمارا آخر في نعش نظام الاحتلال السعودي الخليفي، خصوصا احكام السجن المؤبد بحق القيادات السياسية وسجن الاطباء الابرياء، وحكم الاعدام الجائر بحق المواطن علي الطويل بتهم مزيفة ليس لها ادنى قدر من الصحة. جاء ذلك بعد الوعود المتواصلة بالاصلاح التي لم يتجسد منها وعد واحد.

ثالثا: ان الشعب الذي صمم على اطاحة النظام الخليفي لن يتراجع خطوة واحدة عن مطلبه، وانه مستعد لتحمل الصعاب والمشقات هذه المرة لازالة الغدة السرطانية التي أنهكت البلاد والعباد. واذا كان اعداؤه يراهنون على ضعفه وتراجعه، فليس عليهم الا العودة الى الوراء قليلا ليستعيدوا التاريخ المجيد لانتفاضته المباركة التي استمرت اكثر من خمسة اعوام، وسقط خلالها الشهداء وسجن فيها اكثر من خمسة آلاف مواطن. شعب البحرين قادر على الاستمرار سنوات اطول هذه المرة، لانه ادرك الخديعة التي مارسها الديكتاتور الحالي لايقاف الانتفاضة بعد موت والده، والوعود التي اطلقها وصدقها المواطنون آنذاك نظرا لطيبتهم وحسن نواياهم. ان الشعب ليس مستعجلا في امره، بل سوف يواصل نضاله حتى يسقط النظام الدموي الخليفي بعون الله تعالى.

رابعا: ان الاحتلال السعودي لن يدوم، بل سوف يدحر على ايدي ابناء البحرين. هذا الشعب الذي وقف بصلابة امام الاحتلال البريطاني واجبره على الانسحاب في 1971 لن يقبل هذا الاحتلال في اي ظرف. وقد اتضح بشكل لا يقبل الشك عدم التعويل على اي حوار مع الخليفيين الذين ارتكبوا ابشع الجرائم بحق ابناء البحرين، لانهم، بالاضافة لدمويتهم وجرائمهم ونكث وعودهم، لا يملكون من الامر السياسي شيئا، بعد ان تخلوا عن السيادة للاحتلال السعودي، واصبحوا وكلاء عنه كما كانوا وكلاء للبريطانيين قبل “الاستقلال”. هذا يعني ان آل خليفة غير قادرين على حكم البلاد، بل يعتمدون على الاجنبي لدعمهم وحمايتهم. وبالتالي اصبح شعب البحرين في مواجهة وجها لوجه مع الاحتلال السعودي، ولن يعبأوا بالخليفيين الذين حسموا الموقف لغير صالحهم بالتنازل عن السيادة واستدعاء الاجنبي لاحتلال هذه الارض وشعبها.

لقد نفض الشعب غبار الخوف وازاح عنه ستائر الشك، واتخذ من الصبر سلاحا صارما ضد الاعداء، ولن تنقصه الشجاعة والاستمرار، بل سيواصل طريق الكفاح حتى يحقق مطالبه العادلة وفي مقدمتها اسقاط النظام الخليفي واقامة نظام يختاره بنفسه وعلى اساسه يؤسس نظامه السياسي بعون الله تعالى. ان ائتلاف شباب 14 فبراير قادرون على قيادة السفينة الى بر الامان بهزيمة الاحتلال واسقاط الاستبداد، وما ذلك على الله بعزيز.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
30
سبتمبر 2011

زر الذهاب إلى الأعلى