بيانات حركة أحرار البحرين

إضاءات مطلوبة على الطريق الطويل نحو النصر

تتفاعل شؤون الثورة البحرانية بشكل ايجابي، ولله الحمد، بعد ان توفر اجماع شعبي على ضرورة التخلص من حكم العدو الخليفي البغيض، برغم محاولات قوى الثورة المضادة دعمه بكافة وسائل القمع والارهاب. فشباب 14 فبراير اثبتوا انهم اقوى من الطغيان والديكتاتورية والقمع، وان تجربتهم اكسبتهم وعيا غير مسبوق، وبصيرة نافذة وايمانا راسخا بان مستقبل شعب البحرين سيكون بايدي ابنائه. وما تشهده المناطق البحرانية على مدار الاسبوع من حراك ثوري لا ينقطع تأكيد لفشل الاحتلال السعودي والاستبداد الخليفي، وهما الآفتان اللتان تنخران في جسد الوطن والشعب. فالاعتقالات متواصلة ومعها التعذيب الرهيب. وقد عادت سياسة الخطف على الهوية والتنكيل بالضحايا مجددا، ومن ضحاياها الشاب محمد حسن مشيمع الذي تشهد جراحه على التعذيب الوحشي الذي يمارسه العدو الخليفي المدعوم سعودياً. كما ان اختفاء طاهر الغانمي مؤشر آخر لتلك السياسة.

وقد سعى العدو الخليفي لترهيب البحرانيين باعادة الجلاد المعروف، عادل فليفل، الى الواجهة، كحذاء قذر تضرب به جباه الاحرار. وفي الوقت الذي يعتقد فيه الخليفيون ان التخويف والترهيب سوف يقمعان تطلعات شعب البحرين، فانهما يزيدان العزم والارادة والتصميم على اساقط هذا النظام الذي يرعى المعذبين والجلادين، ويروج لاكثرهم وحشية معتقدا ان ذلك سوف يدخل الخوف والرعب في قلوب المؤمنين. يجهل هذا العدو او يتجاهل ان ارهابه الذي مارسه ضد اهل البحرين خصوصا بعد استدعاء الاحتلال السعودي لم يفشل في تركيع المواطنين فحسب، بل زادهم اصرارا على اسقاط النظام الخليفي الذي اثبت المرة تلو الاخرى انه عدو لدود للشعب وقيمه، ومنها الحرية والكرامة والانسانية والعدل واحترام حقوق الانسان والديمقراطية. هذا التفاوت في التقييم كان ضروريا لتكريس الرغبة في المفاصلة الكاملة بين اهل البحرين والعدو الخليفي. وقد تم ذلك بعون الله تعالى ودماء الشهداء واصرار المقاومين وصبر الرموز المغيبة في غياهب السجون، ومصابرة شباب الثورة وفي مقدمتهم شباب ائتلاف 14 فبراير.

وثمة حقائق تجدر الاشارة اليها لاكمال صورة الواقع وتوضيح رؤية قوى الثورة:

اولا: ان اصرار آل خليفة على استعمال العصا الغليظة بحق البحرانيين سياسة جديدة – قديمة، فشلت في السابق ولن تنجح في المستقبل خصوصا بعد تعمق قيم البطولة والاقدام والوعي. ان ابراز عادل فليفل الى الواجهة بين الحين والآخر وسيلة فاشلة لن تخيف ابطال الثورة، بل سوف تدعم جهود محاكمة رموز النظام بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية. انه تعبير عن الافلاس السياسي والاخلاقي ودليل ضعف وخواء وسقوط. ومن المؤكد ان استمرار ظهور رموز الحقبة السوداء في الواجهة يزيد من اصرار البحرانيين على مواصلة الثورة واسقاط النظام الخليفي مرة و احدة الى الابد. وهذا سوف يتحقق بعون الله تعالى.

ثانيا: اظهرت وفاة ولي العهد السعودي، سلطان بن عبد العزيز، التصدعات الخطيرة داخل الحكم السعودي الذي يمثل أكثر انماط الحكم في العالم تخلفا، وأبعدها عن روح الحرية والديمقراطية والعدالة. وثمة اجماع بين المحللين والمراقبين على ان النظام السعودي يعيش أيامه الاخيرة، برغم عدم وجود ثورة داخلية كبيرة. فالنظام يحمل في ثناياه من التناقضات ما يكفي لسقوطه التدريجي، خصوصا مع تواصل الثورات العربية، وسقوط الانظمة الديكتاتورية التي كان يدعمها. فثورة اليمن محكمة بالنصر انشاء الله لانها تعبير عن ارادة شعبية جماهيرية لا يمكن للطغيان هزيمتها. كما ان دعم السعودية فلول النظام المصري البائد قد زاد غضب الثوار المصريين ضدها، خصوصا بعد انتشار ملصقات ولافتات في شوارع القاهرة تدعو لانتخاب المشير محمد طنطاوي لرئاسة الجمهورية. لقد ادرك المصريون، كما ادرك البحرانيون واليمنون من قبل، ان السعودية تقود الثورة المضادة لمنع الثورات العربية من تحقيق اهدافها. لقد تورطت السعودية باحتلال البحرين، وسوف يهزم هذا الاحتلال بسواعد ابطال الثورة ودمائهم، خصوصا ان وعيا عالميا بدأ يتبلور بخطر هذا الاحتلال وضرورة رفضه ومواجهته وافشاله. ونؤكد هنا ان الاحتلال السعودي هزم اخلاقيا ونفسيا وسياسيا، وسوف يرغم آل سعود وآل خليفية على سحب قوات العدوان السعودي التي مارست من الجرائم ما يندى له جبين الانسانية.

ثالثا: ان الغضب الدولي ضد نظامي آل سعود وآل خليفة يعتمل في الخفاء في الدوائر السياسية الصديقة للنظامين المتخلفين. وقد اظهرت الندوة التي عقدت يوم الاربعاء الماضي بالمعهد الملكي للشؤون الخارجية (تشاتام هاوس) عمق الغضب الدبلوماسي الناجم عن شعور حلفاء نظامي السعودية والبحرين في القيام باي اصلاح سياسي يذكر. وكانت مداخلات الدبلوماسيين الذين حضرور الندوة واسئلتهم الموجهة للمسؤول الخليفي الذي يعتبر وجها بشعا آخر للاستبداد والاحتلال (محمد بن عيسى آل خليفة) حالة الحرج التي يشعر بها هؤلاء الحلفاء ازاء الفشل الاداري والقيمي الذريع للنظام الخليفي، اذ تساءلوا عن حكمة النظامين من هدم المساجد وتعذيب السجناء ومحاكمة الاطباء , والاعتداء على النساء. وكان المسؤول الخليفي ومعه  بعض بلطجيته يسعون لترويج نظامهم وانه مستقر ومستعد لاستقبال الاستثمارات الاجنبية، وان الثورة قد انتهت. ولكن آماله تبخرت اولا لانه لم يحصل على تعليق ايجابي واحد من الحاضرين، على اختلاف السنتهم والوانهم ومذاهبهم السياسية، وثانيا لان دعوته للضيوف لم تلق استجابة، بل كان عدد الحاضرين قليلا جدا، وثالثا لان شباب الثورة خارج القاعة زلزلوا الارض تحت اقدامه بالهتافات الداعية لاسقاط النظام الخليفي ومحاكمة رموزه لارتكابهم جرائم حرب واخرى ضد الانسانية.

رابعا: اما السؤال عن الجدول الزمني لسقوط النظام، فهو تقليدي يتكرر في كل الوقائع، نظرا للاستعجال المرتبط بالطبيعة البشرية. شعب البحرين ليس مستعجلا، لايمانه بما قاله الامام علي عليه السلام (انما يعجل من يخاف الفوت)، ولا يبحث عن طرق قصيرة لبلوغ اهدافه لانه يعرف مضمون الآية الكريمة “قد جعل الله لكل شيء قدرا”، “ويسألونك متى هو؟ قل عسى ان يكون قريبا”. ان شباب الثورة ينطلق من منطلق وجوب اداء التكليف الشرعي، وان الله هو الذي يتكفل بالنتيجة. انه شعب ثائر ولا يتخفى وراء مقولة “السياسة” وانها “فن الممكن” بل يسير على خطى الثوار عبر التاريخ الذين سخر الله لهم النصر برغم قلة العدد والعدةبلى ان تصبروا وتتقوا، ويأتوكم من فورهم هذا، يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين”. ومنذ ان قرر اطلاق ثورته و بعد سقوط الشهداء، كان هدفه واضحا عبر عنه بالشعار الثابت الذي يتكرر في مسيراته المتواصلة: الشعب يريد اسقاط النظام. ولم يخف يوما موقفه الواضح والحاسم ازاء الديكتاتور الجاثم على صدور الشعب، ففي كل يوم وليلة يتكرر الشعار ا لذي اصبح مميزا للثورة الحالية المباركة: يسقط حمد، يسقط حمد. انه لا يراهن على احد من رموز الاحتلال الخليفي، ويعتقد بحتمية سقوط النظام الخليفي، ولو كره الظالمون و الكافرون والمجرمون.

ازاء هذه المعطيات، ومع استمرار الحراك الثوري، يجدر بالجميع التحلي بالصبر والصلاة، والتشبث بالدعاء كسلاح في الحرب ضد العدو الخليفي والمحتل السعودي، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر كأساليب لرص الصفوف ورفع المعنويات، والصبر والمصابرة على الشدائد والمصائب التي مهما تعاظمت فسوف تكون أقل من المصائب التي سوف تتواصل مع بقاء هذه الطغمة  الاجرامية على رؤوس العباد. ايمان راسخ وعزم لا يلين، وارادة ايمانية صلبة، كل ذلك من مستلزمات الثورة والمرحلة، فالى الامام يا شباب الثورة، وعناصر التغيير، والله معكم وهو ناصركم ومعينكم وهازم اعدائكم، فهو حسبنا ونعم الوكيل.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب ا لعالمين

حركة احرار البحرين ا لاسلامية
28
اكتوبر 2011

زر الذهاب إلى الأعلى