بيانات حركة أحرار البحرين

إسقاط النظام هو الهدف الواقعي، وما سواه تكريس للاستبداد والاحتلال

عندما رفع الشعب شعاره الخالد: “الشعب يريد اسقاط النظاملم ينطلق بعاطفة او تطرف او مثالية، بل على اساس من التجارب الطويلة التي امتدت عقودا، وآخرها تجربة المشروع الامريكي الذي أنقذ الاستبداد الخليفي. فرض ذلكالمشروع الاصلاحي” بضغوط امريكية باستقطاب عدد من الذين كانوا محسوبين على المعارضة آنذاك، وذلك لانقاذ اعداء الشعب بعد الانتفاضة الشعبية المباركة التي تواصلت اكثر من خمسة اعوام والتي سقط فيها اكثر من اربعين شهيدا.

 ذلك المشروع تمخض عن تقنين الاستبداد عبر الدستور الخليفي القبيح الذي فرضه الديكتاتور في 2002، وتكريس التعذيب بحماية مرتكبيه بالقانون السيء الصيت رقم 56 الذي فرضه الطاغية نفسه في ذلك العام، وتغيير التركيبة السكانية من خلال مشروع التجنيس السياسي الذي أقره حلفاء العدو الخليفي. وقد كانت مقاطعة ذلك المشروع في بداية فرضه قرارا صائبا لانه سحب الشرعية الشعبية منه، وأظهره فاشلا امام العالم. ولكن تغيرت الظروف بعد قرار مشاركة بعض قطاعات المعارضة في 2006، اذ بدا لبعض الوقت ان المشروع بدأ يحقق نجاحا. ولكن النظام الفاسد يستحيل اصلاحه من داخله، فما هي الا شهور معدودة حتى عاد المجرمون لممارسة ابشع اشكال الظلم والتنكيل، فبدأوا باعتقال البحرانيين وتعذيبهم بوحشية غير مسبوقة. ويكفي للتدليل على ذلك ما وثقه تقرير منظمة هيومن رايتس ووچ”عودة التعذيب” الذي عرض افادات عشرين شابا عرضوا فيها ما نالهم من التعذيب على ايدي جلادي جهاز الامن الوطني الذي كان يديره خليفة بن علي بن راشد آل خليفة. وكان هناك التجنيس المقيت المتواصل، الى جانب استبداد الديكتاتور وطغمته بلا حدود. هذا ما حققه “المشروع الاصلاحي” الذي طالما دعا البعض لوضع اليد بيد الديكتاتور لضمان نجاح مشروعه. ولولا حكمة  الله وبطولات شباب 14 فبراير لكان مصير الشعب أسوأ كثيرا.

اليوم يقف البحرانيون على اعتاب نصر محتوم، سواء على الصعيد الواقعي ام على مستوى الايمان الديني. فمن الناحية السياسية فقد هزم الاحتلال السعودي هزيمة منكرة، سياسية واخلاقية، لانه لم يستطع القضاء على ثورة الشعب، برغم هدمه المساجد ونصب اللؤلؤة واعتقال العلماء وتعذيبهم مع الرموز. ولقد اصبح العدوان السعودي وصمة عار في جبين آل سعود، وسوف يجرون اذيال الهزيمة كما فعلوا عندما هزمهم الحوثيون في اليمن. اليوم يتعمق وعي العالم بضرورة التصدي للاحتلال السعودي، وطرده من البحرين بكافة الوسائل المشروعة، ولن يجد السعوديون بديلا عن الانسحاب المخزي قريبا بعون الله تعالى وصمود البحرانيين. وقد بدأت الشعوب الخليجية الاخرى تستوعب مغزى العدوان السعودي ضد شعب البحرين، وانهم ان أقروه او سكتوا عليه فسوف يكونون هم ضحيته التالية عندما يتحركون لنيل حقوقهم المشروعة. وعلى الصعيد السياسي، مني العدو الخليفي هو الآخر بهزائم متلاحقة، فأرغم على اطلاق سراح الاطباء وغيرهم من المظلومين. كما ارغم الديكتاتور وطغمته على اطلاق الاستاذة الفاضلة جليلة السلمان، بعد ايام من اصدار حكم قرقوشي بسجنها ثلاثة اعوام. وبفضل صمود شعب البحرين وفي طليعتهم شباب 14 فبراير، اصبحت الهزائم السياسية تلاحق فلول العدو الخليفي في قرى البحرين ومدنها وعواصم العالم، وتحاصره سياسيا واخلاقيا لتعجل بسقوطه في مزبلة التاريخ الى الأبد، وهذه هي النهاية المحتومة للطغاة والديكتاتوريين والمعذبين والقتلة والسفاحين والمجرمين.

وثمة حقائق لا بد من ذكرها لتأكيد المذكور: اولها ان النصر محتوم لشعب البحرين بارادة الهية اذا ثبت وصبر واستسلم للارادة الالهية وتمرد على ارادة الطغاة الذين وضعوا انفسهم في موقع الرب والإله: “وكان حقا علينا نصر المؤمنين”، “انهم لهم المنصورون، وان جندنا لهم الغالبون”. ثانيها: ان شعب البحرين ليس مستعجلا في امره، فهو الذي واصل جهاده في انتفاضة التسعينات ستة اعوام بدون توقف، وبامكانه الانتظار والتحمل هذه المرة لانها حاسمة لكي يقرر مصيره، وينال حقه في اختيار النظام الذي يريده. لقد تعلم من تاريخ الاسلام ان يكون بدريا، يصبر ويصابر ويثابر ويربط ويتقي الله لكي يأتيه المدد الالهي (بلى ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين”. انه لا يريد ان يكون “أحديا” يتسابق افراده لقطع الثمار غير الناضجة، فيخسر الجميع النصر الموعود المشروط بالصبر والصلاة والصمود. ثالثها: ان النظام اصبح يدرك، ومعه حلفاؤه، بان الزمن لغير صالحهم خصوصا مع تواصل سقوط الطغاة والديكتاتوريين في الشرق الاوسط وآخرهم القذافي ونظامه، وسوف يتبعه بعون الله، نظام علي عبد الله صالح الذي تعمل السعودية ليلا ونهارا لمنع سقوطه. فكلما امتد زمن الثورة تقلصت فرص بقاء آل خليفة، وتصاعدت فرص النصر الحاسم لشعب البحرين. رابعها: ان الامريكيين نشطوا فجأة ودخلوا على الخط لانقاذ النظام، كما فعلوا قبل عشرة اعوام. وقد سكتوا على جرائم آل خليفة وآل سعود تسعة شهور متواصلة، بل ان وزير خارجيتهم أقرت العدوان السعودية واعتبرته “مشروعا”، وغضوا الطرف عن هدم المساجد وربما تواطأوا مع الجناة، وسعوا لتمزيق الصف الوطني باحتضانهم فريقا من العناصر واستبعادهم الرموز المعتقلين، وظهرت القائمة باعمال سفارتهم في البحرين لتعلن ذلك بوقاحة واستفزاز واضحين. وجاء جيفري فيلتمان لفرض “حوار” ادى في النهاية لتهميش الثوار وتقوية البلطجية وعملاء العدو الخليفي.

يستطيع اي طرف ان يسعى لتمرير مشروعه، ولكن كما اسقط الشعب المشروع الامريكي الاول الذي سمي “المشروع الاصلاحي” بثورته المباركة، فسوف يسقط اي مشروع سياسي آخر يكرس حكم العدو الخليفي او يجبر البحرانيين على التطبيع مع الذين هدموا مساجده واعتدوا على  حرماته وهتكوا حرمة نسائه، وعذبوا علماءه ورموزه وأطباءه ومعلميه ورياضييه. شعب البحرين يعتبر الديكتاتور وطغمته مجرمين ضد الانسانية، وقد ارتكب بعضهم جرائم حرب موثقة، ولن يهدأ له بال حتى يحاكم هؤلاء بشكل عادل ويتم القصاص منهم. الامريكيون يروجون لتقرير بسيوني المزور الذي يعتبر شهادة زور فاجرة لان رئيس اللجنة التي كتبته انطلق بخلفية طائفية مقيتة، ولانها مولت من قبل الديكتاتور المتهم هو وعصابته بابشع انواع الجرائم. الشعب اسقط تقرير بسيوني قبل ان يصدر، لان هذا المستخدم اطلق تصريحات تبريء ساحة المجرمين منذ الايام الاولى التي استلم فيها المهمة، وبالتالي اصبح طرفا معاديا لشعب البحرين وثورته التي اتهمها بالطائفية وشكك في نزاهتها وربطها بايران، ظلما وزورا. انه طرف معاد للثورة فلا يحق له البحث في الجرائم التي ارتكبت بحقها من قبل العدو الخليفي والاحتلال السعودي. وسوف يثور الشعب يوم صدور شهادة الزور البسيونية مطالبا بلجنة تحقيق دولية مستقلة عن النظام الخليفي المجرم. هذا ما يريده الشعب، واذا الشعب يوما اراد ا لحياة فلا بد ان يستجيب القدر.

نبارك للشعب التونسي انتخاباته الاولى بعد انتصار ثورته، ونتمنى لبقية الثورات العربية بالنصر، وندعو الله سبحانه وتعالى ان يخذل الظالمين والديكتاتوريين وشهود الزور  اينما كانوا.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد اسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
4
نوفمبر 2011

زر الذهاب إلى الأعلى