بيانات حركة أحرار البحرين

امرأتان بحرانيتان تهزمان فلول الاحتلال، وشعب صامد سيسقط طغاته قريبا بعون الله

انتهى النظام الخليفي اخلاقيا وسياسيا بعد ان فشل الاحتلال السعودي في انقاذه بعد ارتكابهما ابشع اساليب القمع والاضطهاد والأجرام وسياسات الإبادة. لقد اصبح الديكتاتور الخليفي رمزا لكل ما هو شر وعدوان وظلم، فمن يستطيع ان يغير هذه الصورة التي طبعتها في الوجدان الشعبي دماء الشهداء وأنات ضحايا التعذيب والقمع اليومي؟ ان كل زفرة يتنهد بها ضحية من ضحايا الغازات الكيماوية التي تفرغ يوميا في اجواء المناطق السكنية للبحرانيين، تحمل معها دعاء من القلب بان يمحق الله هذا الظالم الذي نضح كلامه يوم عيد جلوس ابيه المقبور، بالحقد والكراهية والتكبر والعجرفة.

 فلن يستطيع مايكل بوسنر ولا أليستير بيرت اللذان زارا البحرين مؤخرا انقاذه من الحفرة المليئة بالوحل التي سقط فيها. هذان المسؤولان فشلا في اعلان موقف انساني يشجب الارهاب الخليفي الذي هز ضمائر العالم. لقد غضا طرفهما عن جرائمه، ولم ينطقا بكلمة واحدة بشجب استعمال السلاح الكيماوي ضد البحرانيين، وأصرا على ان يكون تقرير بسيوني مدخلا لانقاذ آل خليفة وليس لادانتهم ومقاضاة المجرمين منهم ومن عبيدهم الذين تصرفوا كالكلاب، ينهشون ابدان الآدميين ويجرونهم كالاضاحي. هذان المسؤولان لم يتخذا موقفا واحدا يدين الاجرام الخليفي، وهما يشاهدان كيف سحب القتلة الخليفيون نساء البحرين في الشوارع، ولم ينطقا بكلمة واحدة عندما سحبت السيدة زينب الخواجة وعذبت علنا في الدوار بالضرب والركل والشتم، ثم في غرف التعذيب الخليفية سرا. انهم شركاء مع النظام الخليفي الذي اثبتت لجنته الخاصة ارتكابه جرائم التعذيب الممنهج والقتل خارج القانون، في الجريمة، فلم يكتفيا بالصمت، وهو جريمة بذاته، بل مارسا ضغوطا هائلة على الجمعيات السياسية للمشاركة في حلول لا تحقق شيئا من مطالب الشعب بل تحمي النظام من السقوط اولا ومن المقاضاة ثانيا، ومن العزلة السياسية والاجتماعية ثالثا. ان احدا من شرفاء البحرين لن يصافح ايا من الايدي التي تلطخت بدماء الشهداء الذين ما يزالون يتساقطون بدون توقف، وآخرهم الشهيدة ساجدة فيصل جواد، والشهيد علي احمد القصاب والشهيد عبد علي الموالي.

وهكذا تدخل الثورات العربية شتاء عاصفا متعدد الاطراف. فالصراع الآن ليس بين الشعوب وانظمة الاستبداد فحسب، بل بينها وبين ارادة القوى الكبرى الغاشمة التي تنكرت لانسانيتها وأصرت على التصدي لطموحات الشعوب العربية واصرت على بقاء الانظمة القمعية والارهابية. فما يجري في مصر نسخة لما يجري في البحرين: حكم عسكري تدعمه امريكا وتغض الطرف عن جرائمه، وشعب ثائر بشبابه ونسائه ضد الطغمة العسكرية التي استبدلت حكم مبارك بآلقة قمع عسكرية رهيبة. ودق استغرب الكثيرون  من تشابه وسائل القمع في مصر والبحرين. ففي الحالين يسحل المواطنون في الشوارع والساحات العامة امام الناظرين وعدسات المصورين، بدون ان يعرب اي من القتلة او رؤسائهم عن اسف او يتقدموا باعتذار، بل يواجهون التنديد بالمزيد من التنكيل والتعذيب. ورب ضارة نافعة، كما ييقل. فقد سقط ورقة التوت عن عورات الانظمة وداعميها في واشنطن ولندن والرياض، واصبح زعماء هذه الدول مكشوفين امام الرأي العام العربي الذي اصبح مخيرا بين الاستسلام لانظمة الاستبداد والديكتاتورية او الصمود والمقاومة. وحتى الآن ثمة صمود منقطع النظير خصوصا في البحرين التي تعالت على جراحها واصحب اهلها يتسابقون للاستشهاد على ايدي البغاة الخليفيين والسعوديين. وقد علمنا التاريخ ان صراعا مريرا من هذا الوع لا يمكن ان يحسم الا لصالح المظلومين، لان قوى الغيب الالهية تحرك الاسباب لتوجهها لدعم قضايا المظلومين وانقاذهم من براثن طغاتهم. انها دروس جديدة – قديمة لا يستطيع احد الغاءها من القناعات الشعبية، او يقلل من شأ،ها كعوامل ترجح حتمية انتصار نضال المظلومين والمضطهدين. وفي ساحات الشرف يقف المناضلون على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم الايديولوجية تحت شعار واحد: الشعب يريد اسقاط النظام. بل ان احدا عندما يشارك في مسيرة شعبية لا يستطيع ن يتجاهل شعار “يسقط حمد، يسقط حمد“.

وكان واضحا ان العائلة الخليفية المدعومة بالاحتلال السعودي اصبحت تترنح امام صمود الشعب البطل والثوار الاحرار. ويكفي للتدليل على ذلك حادثة اعتقال الناشطة زينب الخواجة ومعصمة السيد شرف اللتين كسرتا كبرياء النظام وجلاوزته. وقد تم أسر البطلتين بشكل مهين، وشاء الله ان تكون الجريمة مسجلة بالصوت والصورة، الامر الذي فضح كذب العائلة الخليفية ونفاقها، ووجدت نفسها مرغمة على اخلاء سبيلهن بعد ان حاصرت الجريمة ليس الخليفيين والسعوديين فحسب، بل داعميهم في واشنطن ولندن, فهرع المجرمون لطي صفحة جريمتهم ولكن البطلتين أمعنتا في إذلال النظام وكسر كبرياء رموزه، فأصرتا على عدم مغادرة غرف التعذيب الا بعد اسقاط كافة التهم عنهما، فتم لهما ذلك. انها صفحة اخرى من صور البطولة والاباء والشهامة لدى البحرانيين نساء ورجالا، وسقوطا اخلاقيا وسياسيا في جانب العدو السعودي والخليفي. كما كسرت شوكة الامريكيين الذين سعوا بكل مكرهم لكسر ارادة الثوار في مصر واليمن والبحرين، ولكن كما قال الله تعالى “ان كيد الشيطان كان ضعيفا”. ويأتي وزير “حقوق الانسانالامريكي الى البحرين ليبتز الجمعيات السياسية وليضغط عليها لكي تتخلى عن دعم الثورة، وتقبل بالنظام الخليفي المجرم، وتشارك في مشروعهم الذي ما كان يوما لصالح الشعب. وكان على هذا الوزير ان يرجع قليلا الى الوراء ليرى كيف ان شعب البحرين افشل القسم الاول من مشروعهم الذي فرضوه على البلاد والعباد في 2001 والذي انتهى بالنظام الى وضع أسوأ مما كان فيه آنذاك. والملاحظ ان الشعب يصعد مطالبه بمرور الزمن، وان العائلة الخليفية اذا لم تتخل عن الحكم اليوم، فستجد نفسها مطاردة غدا كما هي عائلة بن علي ومبارك، لان الشعب هذه المرة قال كلمته، واذا نطق الشعب فليخرس الديكتاتوريون والمستبدون.

يقف شعبنا اليوم رافعا هامته، مستسخفا مكائد اعدائه، موقنا بهزيمة الظالمين والمجرمين والمعذبين والسفاحين، مؤمنا بحتمية انتصاره على فلول ا لظلم والاستبداد والاحتلال. وما دماء شهدائنا الابطال: ساجدة فيصل جواد، علي احمد القصاب، وعبد علي الموالي الا وقود الثورة وماء حياة الامة. ويكفي النظام خزيا ان يهزم على يدي امرأتين بحرانيتين لم تملكا سوى لسانيهما، اقتادهما جلاوزته بعنف وشراسة من مكان اعتصامهما بدوار قريب من العاصمة. وبرغم اكاذيب العدو الخليفي وزمرته وتلفيق تهم كبيرة ضد هاتين الشريفتين، فقد تجرع السم وأرغم على اطلاق سراحهما وفق شروطهما، عندما رفضتا مغادرة السجن حتى يتم اسقاط كافة التهم التي زيفت ضدهما، فلم يكن امام الديكتاتور الا ان ينحني امام صمودهما ويكسر كلام جلاوزته، ويمرغ انفه في التراب، وهذا مصير الطغاة الخليفيين والسعوديين امام ثورة شعب البحرين المجاهد.

تحية للسيدتين الثائرتين الصابرتين الصامدتين
وسلام على شهدائنا الاشاوس، وعلى شبابنا الابطال الذين يسجون البطولات يوميا ضد قوات الاحتلال السعودي والخليفي
والحرية لهذا الشعب الذي دفع ثمنها بدماء خيرة ابنائه.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
23
ديسمبر 2011

زر الذهاب إلى الأعلى