بيانات حركة أحرار البحرين

الثورة تتجدد، والديكتاتور يرفض الاصلاح، وولي عهده يدعم استبداده

بانتظار الذكرى الاولى للثورة المظفرة، اصبح الثوار البحرانيون اليوم اكثر وضوحا في هدفهم، وأشد إصرارا على تحقيقه، وأقل خوفا من النظام الديكتاتوري الذي جثم على صدور الشعب عقودا. وازداد الوضع وضوحا بعد خطاب الديكتاتور وتصريح نجله الذي كان الغربيون يقدمونه كـ “إصلاحي” ليثبت لهم انه أقل أفراد عائلته رغبة في التغيير وأشدهم إصرارا على بقاء الدولة الخليفية الظالمة بشكلها المألوف، وكأن شيئا ما لم يكن.

 ورب ضارة نافعة كما يقال. فقد وحدت هذه الخطابات مواقف ابناء البحرين، وجعلتهم يتفقون على حقيقتين: الاولى ان النظام الخليفي غير قابل للاصلاح اطلاقا، والثانية ان الشعب ليس امامه خيار سوى التصدي حتى اسقاط هذا النظام. بداية نهاية حقبة التضليل والتشويش انتهت عندما ضاقت العائلة الخليفية ذرعا حتى بالمسيرات التي تنظمها المعارضة التي تعمل ضمن النظام، وهي مسيرات اتسمت عادة بنغمة هادئة ومطالب متواضعة مقارنة بمطالب ثوار 14 فبراير. فقد رفض ديوان الديكتاتور خروج مسيرة الجمعيات يوم الأربعاء الماضي ونشرت قواتها الارهابية لقمع المواطنين الذين توجهوا الى المنامة للتعبير السلمي عن أرائهم ومطالبهم. ومارست هذه المجموعات الارهابية ابشع وسائل القمع بحق البحرانيين، مستعملة الغازات الكيماوية ومسيلات الدموع وتدمير الممتلكات والاعتداء على النساء وضرب الاطفال واعتقال الشباب بوحشية غير مسبوقة في التاريخ الخليفي الاسود. وبذلك دفع الاستبداد الخليفي المدعوم بالاحتلال السعودي ابناء البحرين قاطبة للانضواء تحت راية الثورة بهدف اسقاط النظام الخليفي الاجرامي، مهما كلف الامر. وكان واضحا ان الخليفيين لم يقدموا على هذه الاجراءات الا بدعم خارجي، الامر الذي دفع شباب الثورة لاعتبار الادارة الامريكية شريكة في جرائم الابادة التي يتعرض لها الشعب البحراني على ايدي المجرمين الخليفيين والسعوديين.

وجاء خطاب الديكتاتور الذي تجاوز في طغيانه واستبداده واجرامه وظلمه ما فعله انداده مثل مبارك وبن علي والقذافي، معتقدا ان احدا لن يستطيع ان يواجهه او يضعف جبروته او ينال من موقعه. وهذا هو شأن المتفرعنين الذين تتعمق في نفوسهم اوهام بانهم اصبحوا خارج القدرة الالهية وقوانينها التي لا توفر احدا. تحدث الديكتاتور بلغة اثارت حتى المجموعات التي كانت في السابق تجامله في الخطاب وتستعمل خطابات التبجيل والتعظيم امامه. فقد تحدث عن قضايا هامشية لا علاقة لها بمطالب الشعب التي في مقدمتها احداث تغيير جوهري في الحكم وانهاء حقبة التسلط الخليفي وكتابة دستور بايدي المواطنين، وتخويل الشعب باختيار النظام الذي يريده ثم يبدأ بتشكيل حكومته ضمن مشروع انتخابي مؤسس على قاعدة ان لكل مواطن صوتا. خطاب الديكتاتور اشار الى ما اسماه اصلاحات دستورية استسخفها حتى الذين عملوا ضمن مؤسساته سابقا، واعتبروها المسمار الاخير في نعش العلاقة بين الطرفين (الخليفيين والجمعيات السياسية). وأردف الطاغية خطابه ذلك بعدوان شرس على المواطنين سواء في احتجاجاتهم السلمية ام في مناطق سكناهم ام في منازلهم، وسقط العشرات من الضحايا في الايام القليلة الماضية. كما اصدر اوامره لكلابه بتدمير الممتلكات بدون رحمة او انسانية. وهناك توثيق يؤكد اجرام الميليشيات الخليفية التي تكسر كل ما في طريقها حتى لو لم يكن هناك احتجاجات او مقاومة. كانت رسالة رأس النظام الاجرامي واضحة: ان عائلته ستحكم وفق ما تريد ولن تلتفت لما يريده الشعب، وانها مستعتدة لابادته للابقاء على حكمها، وان لديه دعما امريكيا بريطانيا بالاضافة للاحتلال السعودي.

وتواصل المسلسل الخليفي لاثبات رفض اي اصلاح حقيقي في منظمة الحكم في البلاد. فاصدر ولي العهد الخليفي، يوم الاربعاء، تصريحا، حصر فيه مجالات العمل السياسي ضمن اطار الدولة الخليفية، معتبرا ان من لا يقبل بذلك فهو عدو للاصلاح المحصور بتلك الدولة التي ما برحت تحكم بالوحشية والقسوة والعنف والتمييز والتعذيب. ومرة اخرى، رب ضارة نافعة، فخطاب ولي العهد الخليفي جاء في موعده لاقناع العالم بما كررته المعارضة البحرانية ورفعته الثورة شعارا، بان النظام الخليفي يستعصي على الاصلاح وان البديل الذي سيضمن استقرار الامن في البلاد ويحفظ مصالح جميع المواطنين واصدقاء البحرين يتمثل باقامة نظام ديمقراطي بديل على انقاض النظام الخليفي المتخلف. ولي العهد الخليفي كشف حقيقة ما يريد بعد ان سعى لخداع المواطنين باظهار نفسه “اصلاحيا” وتظاهر بالدعوة لما اسماه الحوار. كان الثوار يومها واعين لاهدافه، فأدركوا على الفور ان الهدف من طرحه كان القضاء على الثورة، بشق الصف الوطني وسحب الجمعيات للدخول في دهاليز الحوار على غرار ما حدث لاحقا. الثوار اعلنوا، منذ ان سقط الشهيد علي عبد الهادي مشيمع، ان الثورة انطلقت لتنتصر، وانها لن تتوقف في اي ظرف، وبأية ذريعة، لانهم يملكون من التجربة مع النظام الخليفي المتجبر ما وفر لهم حصانة ضد اساليبه للخداع والتضليل والتسويف وحرف مسيرة الثورة. تصريحه هذه المرة اقنع الجميع بان ولي العهد الخليفة ليس سوى احد افراد تلك الطغمة التي ما فتئت تقتل ابناء البحرين بلا رحمة او انسانية. في شهر سبتمبر الماضي ذهب الديكتاتور الى نيويورك لحضور الجمعية العمومية للامم المتحدة، فاصبح ولي عهده هو الحاكم. فما الذي فعل؟ اصدر اوامره لاعتقال الحرائر اللاتي تجمعن في مجمع سيتي سنتر، والاعتداء عليهن وسحبهن في الشوارع. ومن جهة أخرى أعطى أوامره محاولا حرق الثوار العائدين لميدان الشهداء في حادثة غير مسبوقة. الامر المؤكد ان المشروع الامريكي الهادف لتثبيت حكم العائلة الخليفية يروج لولي العهد الخليفي ويقدمه مصلحا ديمقراطيا وانه رجل المستقبل في البحرين. ولكن تصريحه الاخير اظهره عدوا للاصلاح، مصرا على الاستبداد، رافضا تقديم خطوة اصلاحية واحدة.

في ظل نظام يصر على قتل المواطنين، ومنهم يوسف احمد موالي الذي لا يزال الخليفيون يرفضون تسليم جسده الطاهر للدفن لان اهله يرفضون شهادة وفاة مزورة تقول انه مات غرقا في البحر، ومنهم الشهيدة سلمى عبد المحسن التي قتلت ظلما بالغازات الكيماوية التي اطلقتها قوات العدو الخليفي. ومنهم ايضا بدرية علي التي دفعها ظلم الخليفيين والسعوديين للانتحار. في ظل هذا النظام انتهت كافة فرص التصالح، واصبح عليه ان يرحل. هذا هو مطلب الشعب الابدي، ولن تستطيع قوة في الارض كسر ارادة شعب البحرين البطل. وها هي الثورة تجدد نفسها مع اقتراب نهاية عامها الاول، وتشق طريقها نحو النصر المؤزر بعون الله تعالى. ستظل الثورة، وسوف يصمد الشعب، ويندحر الخليفيون، فذلك مصير الظالمين والمجرمين الخليفيين والسعوديين، وليس ذلك على الله بعزيز.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا، يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
20
يناير 2012

زر الذهاب إلى الأعلى