بيانات حركة أحرار البحرين

صراع الخليفيين ضد الشعب يستهدف علماءه ايضا

النظام الذي يعتمد على الميليشيات وفرق الموت والبلطجية لاستهداف مناوئيه محكوم بالسقوط الحتمي، لانه بذلك لا ينتهك حقوق المواطنين وكرامتهم فحسب، بل ينسف روح القانون، ويفوض تلك المجموعات الخارجة على القانون بممارسة ما تشاء من جرائم تخريب وتدمير للارواح والممتلكات. هذا ما حدث الليلة الماضية عندما ارتكبت تلك المجموعات التي يديرها ديوان الديكتاتور، جرائم بشعة بمنطقة عالي بشكل خاص. فقد توجهت تلك المجموعات للمنطقة واهلها نيام وعاثت فيها خرابا، فكسرت سيارات المواطنين بشكل يعكس حقدا واجراما منقطع النظير. ولم تغادر المنطقة الا بعد ان اعتقدت انها لقنت اهلها دروسا لا ينسونها وانهم انتقموا للعائلة الخليفية التي أصبحت عناصرها رموزا للفساد والانحراف وروح الانتقام.

ولكن مهمة هذه المجموعات التي فوضتها العائلة الخليفية للقيام بالوظائف القذرة، لا تقتصر على اعمال التخريب المادي والانتقام المكشوف. بل ان ما فعلته العائلة الخليفية المجرمة باستهداف سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم، حفظه الله، على صفحات اعلامها وفي وسائل التواصل الاجتماعي يكشف توسع عمل الاجهزة العاملة خارج الاطر القانونية، والمدعومة ماليا من اموال الشعب المنهوبة، وامنيا بربطها باجهزة الامن والاستخبارات. فاصدر ديوان الديكتاتور توجيهاته لتلك المجموعات لسن عدوان اعلامي واسع على اكبر عالم في البلاد، لتهيئة الارضية لاستهدافه امنيا وسياسيا وربما جسديا. وبهذا تكرر المشهد الذي ارتكبته مجموعات البلطجة الاعلامية التي قام افرادها خلال شهري مارس وابريل الماضيين بتحديد العناصر الوطنية الشريفة التي شاركت في فعاليات الثورة والاحتجاجات، فذكرتهم باسمائهم واتصلت بهم بشكل مباشر وهي تبث وقائع تلك الاتصالات على شاشات التلفزيون، كما حدث مع نجم الرياضة البحراني، علاء حبيل وغيره. كانت تلك الاتصالات بمثابة الاوامر لفرق الموت لاستهداف الشخص بالاعتقال والتعذيب امام اهله ثم نقله الى طوامير جهاز الامن الوطني ليمارس عليه الجلاد خليفة بن عبد الله آل خليفة وجلاوزته ابشع اصناف التعذيب.

على هذه الخلفية جاء الاستهداف من قبل مجموعات البلطجية المعنية بوسائل التواصل الاجتماعي والملتقيات الالكترونية والاعلامية. فوجهت هذه المجموعات بلغتها الهابطة وا خلاقها الساقطة اكبر رمز ديني في البلاد، لانه عبر عن موقف شرعي لا يختلف بشأنه اثنان. وهنا يمكن ملاحظة ظاهرتين متناقضتين:

الاولى: ان العالم كله شجب العائلة الخليفية لاستهدافها المحتجين السلميين، باعتقال المئات منهم وتعذيبهم. وتضمن تقرير بسيوني توصيات باطلاق سراح كل من اعتقل بسبب ممارسته حقه الطبيعي في الاحتجاج السلمي والتظاهر والتعبير. فمنع حق التعبير والتجمع والاحتجاج جرائم وفق القانون الدولي. فآل خليفة هنا، بدعم التحالف الانجلو – امريكي، مارس جرائم يمنعها القانون الدولي، ولم يجرؤ اي من حلفائه على دعمه علنا وهو يرتكب جرائم الاعتقال التعسفي والتعذيب والسجن ويصدر الاحكام القضائية الجائرة بحق جميع اولئك. ولكن إصرار الثوار على الاستمرار في المطالبة باسقاط النظام الخليفي ارغم العائلة الخليفية المارقة على اطلاق سراح بعض هؤلاء لوقف تداعيات فشله في تنفيذ توصيات تقرير بسيوني.

الثانية: ان العالم لا يختلف بشأن حق الدفاع عن النفس، وحق استعمال القوة لتحرير الاوطان من الاحتلال. وحتى هذه اللحظة لم يمارس المواطنون ذلك الحق، فلم يدافعوا عن انفسهم بوجه الاعتداءات الخليفية المتواصلة على نسائهم واطفالهم، وهدم مساجدهم وتدمير ممتلكاتهم وتعذيب شبابهم وسجن علمائهم واهانة معتقداتهم. حتى الآن التزم الثوار سياسة ضبط النفس بشكل مفرط، فيما تواصلت الاعتداءات عليهم من كل جانب. وشارك في العدوان اجهزة الدولة كافة، الامر الذي يؤكد ان هذه الاجهزة ليست ملكا للشعب او خادمة له او خاضعة لسيطرته. وعندما تختزل الدولة في عائلة واحدة تتحكم في كل شيء، وتتصرف في الاراضي والثروات واجهزة الامن والشرطة والاستخبارات والجيش والقضاء والاعلام، فان القضية لا يمكن حصرها باصلاحات محدودة. وعندما طرح الديكتاتور منظوره للاصلاح في خطابه الاخير كان واضحا ان لديه مفهوما يختلف تماما عما لدى الشعب وما ينتظره العالم. فقد أصر على حصر المشكلة في بعض القضايا الاجرائية وليست في جوهر الحكم و النظام. فتحدث عن تعديلات في طريقة تشكيل الحكومة معتبرا ان مناقشة برنامجها يعتبر شراكة حقيقية، وتحدث عن تعيين اعضاء مجلس الشورى، وحصر الامر كله بيديه، الامر الذي يؤكد ما قاله الثوار مرارا بان الحكم الخليفي فاسد في جوهره ولا يمكن اصلاحه أبدا. وبرغم محاولات ترويج داعميه لدعاوى اصلاح النظام فقد فشلوا حتى الآن في اقناع انفسهم فضلا عن الآخرين بجدية الخليفيين او رغبتهم او قدرتهم على تحقيق جزء يسير من مطالب الشعب، لتكون البحرين سائرة على خطى تونس ومصر وغيرهما.

ولذلك فمع اقتراب الذكرى الاولى لانطلاق ثورة الشعب، تكهرب الجو كثيرا مع اصرار الثوار على تجديد الثورة وفعالياتها للاسراع باسقاط النظام الخليفي وتحرير البلاد من الاحتلال السعودي. يحدو شباب الثورة ما شاهدوه من عنف وارهاب من جهة ومن ممارسات سلطوية اظهرت العائلة الخليفية عدوة للشعب، حاقدة عليه، مستهدفة وجوده، مستخفة بقيمه وانتمائه الديني. وتجاوزت ذلك كله لتعتدي على علمائه الاجلاء وتسلط جلاوزتها وبلطجيتها وابواقها التافهة للنيل من اكبر علماء الدين في هذا البلد المعذب. وفاتها ان هذا الشعب لم ينم على ضيم يوما، وانه لم يعترف يوما بحكم عائلي توارثي ينتمي الى الماضي السحيق ولا يستطيع مواكبة قيم العصر. اعتقدوا ان بامكانهم ادخال الرعب والخوف في نفوس الشباب عندما يستهدفون رموزهم الدينية وفي مقدمتهم سماحة الشيخ عيسى احمد قاسم. فليخسأوا مدى الدهر، وليعلموا ان الشعب الذي تسير الثورة في دمائه، ويسترخص الدماء من اجل استرداد كرامته وتحرير ارضه وصون حرائره، اقوى جنانا منهم، وأشد اصرارا على تحقيق مطالبه. فكل مواطن اصبح مشروعا للشهادة. وقد اكد هذه الحقيقة ما اكتشفته والدة الشهيد ياسين العصفور الذي خط بيديه على دولاب ثيابه قبل اسابيع من استشهاده اسمه مقرونا بالشهادة. فكأنه كان ينظر بعين الله ويعلم انه سائر على درب من سبقه اليها من ابناء وطنه. وكذلك الامر مع الشهيد الاخير منتظر فخر الذي كان يتصدر الجموع في الاحتجاجات حتى صب الاعداء وابل غضبهم عليه ومزقوا جسده بالتعذيب. ان شعبا بهذا الاباء والصمود والشجاعة قادر على حماية قياداته وعلمائه، ولن يكسر ارادته اشباه الرجال الذين استدعوا الاجانب لحماية عرشهم عندما رأوا الجماهير تتقاطر على دوار اللؤلؤة مطالبة برحيلهم. انها الكرامة والعزة والايمان والشهادة، وكلها ادوات لدى احرار الامة، قادرة على دحر العدوين الخليفي و ا لسعودي وكسر ارادتهما الى الابد. هذا هو طريق شباب الثورة، تعاهدوا على السير عليه حتى يلاقوا الله او يحققوا النصر المؤزر بعون الله تعالى.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد اسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
27
يناير 2012

زر الذهاب إلى الأعلى