بيانات حركة أحرار البحرين

أنتم المنصورون بعون الله، وانهم لمهزومون

ولما رأى المؤمنون الاحزاب، قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله، وما زادرهم الا ايمانا وتسليما. من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)

تداعت احزاب الضلال والظلم والقمع والاستبداد والاحتلال ليسلبوا شعبنا المظلوم حياته وامنه وحريته ووطنه، فما استطاعوا الى ذلك سبيلا. يستقبل هذا الشعب اليوم وهو أعمق وعيا وأكثر إصرارا وأشد صلابة، الذكرى الذي استعاد فيها كرامته وقوته، بصمود لا نظير له، مدركا انه يواجه أحزاب الضلال والكفر التي تجمعت من كل حدب وصوب. فجاء الخليفيون بمرتزقتهم من كل حدب وصوب، والسعوديون بقضهم وقضيضهم وترسانة اسلحتهم التي انفقوا عليها مئات المليارات. وجاء الامريكيون بجيشهم الخامس اولا ثم بأسوأ شرطي اكتسب خبرته وشهرته السيئة من قمع الابرياء في ميامي. وجاء البريطانيون بواحد من شرطتهم، أرغم على الاستقالة من منصبه بعد ان أزكمت الانوف بروائح التجسس والتنصت على هواتف المواطنين، وبشركاتهم الدعائية وانظمة استخباراتهم وامنهم. فما استطاعوا ان يزحزحوا الشعب عن موقفه ذرة. ولكي يستبين من الرابح ومن الخاسر في حرب الشهور الاثني عشر يجدر استقراء ما  يلي:

اولا: ان الثورة بدأت وكان الثوار قليلي العدد والعدة، غير واضحة خطاهم واهدافهم، ولم يحسموا امرهم بعد حول ماذا يريدون. انطلقوا والصف الشعبي ممزق بين معارض من خارج النظام وآخر من داخله. اليوم يقف الشعب كله ثائرا ليس ضد سياسات الحكم الخليفي بل ضد الحكم الخليفي نفسه، وهو مطلب شعبي يتردد على لسان الكبير والصغير، وفي المزامير والهتافات والاناشيد والاهازيج. يقوله الشاب الذي تلوت على جسده سياط الجلادين، وتتفوه به الامهات، يناغين به اطفالهن. الشعب يريد اسقاط ا لنظام. من كان يجرؤ قبل عام واحد على التفوه بشعاريسقط حمد، يسقط حمد”؟ فمن المنتصر ومن المهزوم؟

ثانيا: ان النظام الخليفي كان قبل عام قائما بنفسه، معتمدا على اجهزته القمعية، حتى تجرأ على جرجرة العلماء والرموز في جملته الارهابية في الخريف الذي سبق الثورة.  وبلغت سيطرته المطلقة على الحكم والامن ان شخصا واحدا فقط تجرا على رفع صور العلماء والرموز خلال موسم عاشوراء في نهاية 2010 وهو محمد حسن جواد (برويز)، فكان نصيبه السحل والضرب والاعتقال والتعذيب. اليوم عشرات الآلاف يرفعون صور القادة مفتخرين بهم ومدافعين عنهم بحماس وشجاعة. كان الخليفيون المجرمون يسومون الناس سوء العذاب عندما يتجرأ احدهم على احد العناصر الخليفية، اما اليوم فيرغم الخليفيون على اطلاق سراح السجناء الذين هتفوا في الشوارع وفي الزنزانات ضد اكبر طغاتهم. فمن المنتصر ومن المهزوم؟

ثالثا: كان الحكم الخليفي قائما بذاته في الظاهر على الاقل، وان كان مدعوما سياسيا من قبل القوى المعادية للانسانية. فجاءت الثورة التي استهزأ بها في بداية الامر، ولكنه سرعان ما وجد نفسه متأرجحا في سياسته. فبعد يومين من انطلاقها سقط ماء وجه الديكتاتور، وظهر على شاشة التلفزيون ذليلا مهزوما يعتذر للشعب ويأمر قواته بالانسحاب من الشوارع، وفي غضون ساعات كان الثوار يسيطرون على الدوار ليبدأوا مرحلة جديدة من النضال لاسقاط النظام الخليفي وبعد يومين كشف عن وجهه  الحقيقيي مرة اخرى، وشن عدوانه الغادر على الدوار، فكان ذلك بداية سقوطه الابدي الذي لن يكون بعيدا بعون الله تعالى. وعندما وجد نفسه عاجزا عن الدفاع نفسه، وساقطا بشكل مروع امام قبضات الجماهير واصرار الثوار، استغاث بالسعوديين فجاؤوا لانقاذه. ومنذ تلك اللحظة تخلى عن السيادة على البلاد وسلمها لعدو عرف تاريخه بالعداء للحضارة والتمدن والتسامح. وبعد عام على اندلاع الثورة المظفرة يؤكد النظام الخليفي نهاية عهده في الحكم بالسعي المتواصل لتسليم حكم البحرين للعائلة السعودية، معتقد ان ذلك سوف يقضي على ارادة احرار البحرين. انه بذلك يرتكب خطأ استراتيجيا سيكون بداية نهاية النظام السعودي. واذا لم يكن واعيا لذلك، فما عليه الا ان يرى ما حدث للاتحاد السوفياتي قبل السعودية، فقد دفع الثمن باهضا لاحتلاله افغانستان التي ادت الى انهياره في غضون عشرة اعوام. والامريكيون انفسهم هزموا في العراق شر هزيمة، وخرجت قبل شهرين قواتهم بطريقة مذلة, وقبلهم هزم الاسرائيليون في جنوب لبنان وفي غزة.

عنوان المرحلة اذن “نحو مزيد من ا لانتصارات حتى اسقاط النظام”. واذا كانت المطالبة بازالة النظام تبدو صعبة قبيل انطلاق ثورة 14 فبراير، فقد اصبحت الآن محتومة، ولم يعد السؤال ما اذا كان العهد الخليفي سيزول، بل متى؟ انه تساؤل مشروع تحدده فاعلية قوى المعارضة مجتمعة. الامر المؤكد ان الثوار ومعهم غالبية الشعب حققوا من الانتصارات والانجازات ما لم يكن أحد يتوقعه. وساهم في هذا الصمود المنقطع النظير خصوصا مع دخول الاحتلال السعودي على خط الثورة لاجهااضها وفشله المهين في ذلك، صمود رموز الشعب المعتقلين الذين تحملوا من التعذيب ما جعل الواحد منهم يفضل الموت على التعايش مع العدو الخليفي. فاذا كانت المطالبة بتنحي الطاغية خليفة بن سلمان قبل بضع سنوات تستقبل بتهكم وازدراء، ويخرج البعض ليعلن انها ليست من مطالب المعارضة فان شعب البحرين الآن تجاوز ذلك الشعار، ولم يعد يهتم ببقاء خليفة بن سلمان او رحيله، لانه يطالب باقتلاع الحكم الخليفي من اساسه بعد ان  تحول الى عدو يمارس عداءه على المكشوف. فهو لا يتصرف كحام للقانون، بل كعدو حاقد. فالشرطة واجهزة الامن انما تستخدم لحفظ النظام والقانون، ولكن العدو الخليفي امرها بالانتقام، فهي تتصرف بروح انتقامية عندما تعتقل مواطنا وتنهال عليه بالتعذيب والضرب، وعندما تواجه احتجاجا فانها تتصرف بعداء مستحكم، فتمطر المنازل بالغازات الكيماوية وتعتدي على النساء والاطفال. فحتى في حالة الحروب هناك قوانين تمنع تجاوز الحدود في الرد على الطرف الآخر. ولكن الخليفيين يستعملون كافة امكانات الدولة للانتقام من اهل البلاد الاصليين (سنة وشيعة) بدون رحمة. فالشرطة انتقامية، وعناصر الامن كلاب تنهش اجساد الابرياء، والاعلام انتقامي يستهدف الاغلبية بالشتم والتهكم، ويشارك في تحديد اهداف الانتقام بعد ان تحول الى ما يشبه محاكم التفتيش. فيستنطق الرياضيين والاطباء والمواطنين العاديين لتحديد هوياتهم وتوجيه فرق الموت والبلطجية للانتقام منهم. والقضاء انتقامي، لان القاضي الخليفي هو الخصم. بعد هذا هل يستطيع مواطن ان يستشرف مستقبلا يتعايش فيه مع هذا العدو الحاقد؟ لقد انتهى زمن هذا النظام، ولن يفيده كثيرا دعم السعوديين او الامريكيين او البريطانيين. فهو الى سقوط محتوم، ولن يقبل بحراني بالاعتراف بوجوده بعد اليوم، فعليه ان يرحل قبل ان يصل الى نهاية تشبه نهاية الطغاة الآخرين الذين اسقطتهم شعوبهم وانتهى وجودهم الى الابد. اما شباب الثورة وبقية مواطني البحرين فمنتصرون بعون الله، فذلك وعد إلهي لا يخلف “انهم لهم المنصورون، وان جندنا لهم الغالبون“.

اللهم بارك لشعبنا ذكرى ثورته، ويسر له النصر على اعدائه من الخليفيين والسعوديين المجرمين، وامحق اعداء الشعب والانسانية، واجعل كلمتك هي العليا وكلمة الكافرين والظالمين والمستبدين والمحتلين هي السفلى، فانت غالب على امرك ولكن اكثر الناس  لا يعلمون.

اللهم ارحم شهدءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
10
فبراير 2012

زر الذهاب إلى الأعلى