بيانات حركة أحرار البحرين

صنعتم المجد واسقطتم الاستبداد والاحتلال، فانتم الاحرار

يا ابطال اوال: قلتم وصدقتم، ووعدتم فانجزتم، وعاهدتم فلم تخلفوا الوعد. اردتم، وسوف يتتحق ما تريدون. قلتم بلسان واضح ليس فيه لبس ولا غموضالشعب يريد اسقاط النظام” فلا بد ان يسقط النظام. واذا كان التونسيون قد اجابوا شاعرهم الذي قال: اذا الشعب يوما اراد الحياة ……. فلا بد ان يستجيب القدر، فقد كرر سماحة الشيخ عيسى احمد قاسم مؤخرا تلك المقولة مؤكدا ان ما تريدون سيتحقق وان القدر يستجيب لذلك.

وما قاله هؤلاء انما هو صياغة اخرى لقانون أكده القرآن الكريم “ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم”. فالتغيير المجتمعي منوط بالتغيير النفسي الداخلي. لقد تغيرتم جذريا منذ انطلاق ثورتكم المباركة في 14 فبراير من العام الماضي. فعلى مدى الاثني عشر شهرا الماضية كنتم تمارسون عملية  التغيير النفسي اصبحتم مهيئين لحصد ثمار هذا التغير الداخلي. اما نظام الحكم الخليفي فقد تغير هو الآخر، ولكن بشكل سلبي سوف يسارع في سقوطه المحتوم. فلو غير سلوكه وسياساته واصبح اكثر عدلا وأقل ظلما، وأقرب الى الشعب فلربما  استحق الحياة والبقاء. ولكن لانه تغير سلبا، فأصبح اكثر ظلما وقهرا واستعبادا واستكبارا فقد اصبح محكوما بالسنة الالهية التي تمحق الطغاة. الديكتاتور خرج على الناس مرارا في الاسابيع الاخيرة، وكان واضحا انه تغير نحو الأسوأ، فاصبح قاتلا، دمويا، مستبدا، اكثر اعتمادا على الجلادين والمعذبين الذين اصدر القوانين لحمايتهم من المساءلة والمحاسبة. ولما لم يستطيعوا حماية نظامه استقدم الاجانب لاحتلال البلاد، فجاء السعوديون مدججين بالسلاح والعتاد يريدون الفتك بالثورة واهلها. ولما لم ينجحوا في انهاء ثورتكم، عمد الطاغية لاستقدام عناصر اخرى امريكية وبريطانية، معتقدا انهم اكثر كفاءة في استئصال الثورة. هذا الجاهل لم يقرأ التاريخ المعاصر الذي تنطق حروفه بما جرى لهؤلاء اينما حلوا. فقد هزموا في العراق، وفي افغانستان، واوقعوا بلدانهم في ازمات اقتصادية بلا حدود. بل ان هؤلاء اصبحوا وبالا على ايديولوجية الانظمة التي يديرونها، فاصبح النظام الرأسمالي برمته، مهددا بالسقوط بعد ان تجبروا واهدروا اموال الناس بالباطل ليقتلوا الآمنين في مناطقهم. واعتقدوا انهم استطاعوا ان يتحكموا في دورة الموت والحياة. فارسلوا طائراتهم بلا طيارين لقتل من يناوئهم، معتقدين انهم قادرون على كل شيء. ولكن شعوبهم فوجئت بضعف انظمتها وسياسييها، فبدأ التوتر يجتاح العواصم الاوروبية بعد ان تعمقت الازمات المالية والسياسية، واصبحت البلدان مهددة بالسقوط والفقر والعوز. انها دورة اجتماعية حتمية الوقوع عندما يفشل الساسة في قراءة واقعهم وطرح خيارات سياسية تناسب الواقع.

يا ابطال اوال: ان ما صنعتموه من مواقف في الاسابيع الاخيرة بدأ تاريخا جديدا في البلاد، فقد دحر اعداء الانسانية والاسلام، واعاد رسم خريطة الطريق بشكل غير ما يريده الطامعون والمحتلون. وبصبركم وصمودكم، ارغمتم النظام الخليفي على الاستماع لما تقولون وهو صاغر. فها قد بدأتم بناء المساجد التي هدمها مدعوما بالاحتلال السعودي، ولم يستطع الديكتاتور او ابواقه التفوه بكلمة واحدة. فاذا بالمساجد التي برروا هدمها بالشرك والانحراف او بعدم الحصول على اجازة رسمية للبناء، تستعيد عافيتها بعد تدميرها على ايدي الاحتلال السعودي والخليفي، واذا بالرياضيين الذين استنطقتهم محاكم التفتيش بتلفزيون البحرين المحتل، يطاردون سجانيهم بافاداتهم، فتضطر الجهات الدولية التدخل ضد النظام الخليفي الارهابي. واذا بالاطباء يطلق سراحهم على امل الغاء كافة القضايا الملفقة ضدهم. فاين يذهب بلطجية الخليفيين بعد ان اسقط في ايديهم وقام الخليفيون بعكس ما يتوقعونه ليثبت انهم ليسوا سوى ادوات للاستعمال الرخيص، او محارم تستعمل في الحمامات لتنظيف قاذورات المجرمين الخليفيين. هذا هو قدر البلطجية والعملاء والابواق، ذلة في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى أشد العذاب (وقال الشيطان لما قضي الامر، ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم، وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي، فلا تلوموني ولوموا انفسكم”. صفحة اخرى من السجال العقيم، والتحارب مع النفس، بعد ان بلغت الامور التراقي، واوصلت ذلك التهديد الى الحضرة الالهية التي لا يظلم احد فيها.

هنا يكتب  تاريخ اوال بدماء الشهداء الذين رووا بدمائهم شجرة الحرية وهزموا بها المحتلين وأذلوا الطغاة حتى اصبحوا غير قادرين على الدفاع عن انفسهم او الاستمرار في مساعيهم وتآمرهم ضد الشعب. انه تاريخ خطته دماء الشهداء التي اريقت على صحراء الحرية والكرامة، بدأتها دماء الشهيد علي عبد الهادي مشيمع وازدادت كثافة مع تواصل سقوط الشهداء وهدر دمائهم الطاهرة على مسرح الحرية وارض الكرامة. تاريخ جديد بدأت صفحاته تتلألأ في الزمن المظلم لتحيل وحشته الى أنس وصمته الى صخب ثوري يقض مضاجع الطغاة والمستبدين من الخليفيين والسعوديين. غردت البلابل صادحة في ذكرى الثورة، وطارت الحمائم باحثة عن فضاء أوسع تختفي منه اقفاص الظالمين التي يعتقلون فيها الحرية ويسجنون الضمير ويعذبون الكرامة. يوم الثلاثاء الماضي مرغت انوف الظالمين وهزمت جيوش المحتلين، وكسرت شوكة المستبدين. امام عيون العالم ولغوا في الدماء وهتكوا الاعراض، وانسلخوا من كل ما يربطهم بالانسانية والاخلاق والقيم، فسقطوا الى الابد في مزبلة التاريخ. لم يتعلم هؤلاء من دروس غيرهم، فهم يستنسخون اساليب صدام حسين وحسني مبارك، ويتناسون ان التاريخ لم يرحم هؤلاء، وان الله لم يغفل عنهم. فما الذي يجعل الخليفيين والسعوديين خارج سنة الاخذ الالهي “وكذلك اخذ ربك اذا أخذ القرى وهي ظالمة، ان اخذه أليم شديد”. المال النفطي لا يمنع نفاذ السنة الالهية. ان ما ارتكبوه من جرائم في الايام الثلاثة الاخيرة يفوق التصور، وان استباحة مناطق البحرين خصوصا سترة، ورميهم الشباب من اعلى السطوح جريمة لن ينساها شعب البحرين، وسيظل متمسكا بحقه في تحرير ارضه من الاحتلال الخليفي والسعودي مهما كلف الامر.

يطول الظلام ويمتد ليلهم بوحشته، ولكنه سينتهي قريبا بعون الله تعالى، وسوف ينتهون معه الى الابد، لان الله لهم بالمرصاد. كما ان وعي شباب البحرين وثوارها فضحهم وكشف خواءهم، واثبت للعالم ان هذه الطغمة تجاوزت الحدود وهدرت الدماء واستكبرت واستعلت، فحق عليها عذاب الله. فالصبر الصبر ايها المظلومون، والحذر الحذر من السقوط في وحل الاعتراف بحكمهم الساقط، ولتسمعوا من يظهر الاحترام لطغاتهم او يبجلهم عتابا شديدا، لانهم لا يستحقون الا الاستسخاف والسخرية والازدراء بعد ان ولغوا في الدماء وهتكوا الحرمات. التحية والاجلال والاكبار للصامدين على الثغور في كل قطعة من اراضي البحرين المحتلة، والدعاء لأهل الثغور المرابطين على الحدود التي تفصل بين البحرانيين والعدوين الخليفي والسعودي، والابتهال اليه سبحانه بان يعجل في محق الطغاة والظالمين، وان يأخذهم أخذ عزيز مقتدر، فهو على كل شيء قدير.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
17
فبراير 2012

زر الذهاب إلى الأعلى