بيانات حركة أحرار البحرين

معا لتجديد الثورة غدا، والعمل جميعا لاسقاط الخليفيين

تجديد الثورة سيشهد قفزة نوعية في المسيرة الجماهيرية التي دعا لها سماحة الشيخ عيسى احمد قاسم حفظه الله، وسوف تتحقق في ذلك اليوم بعون الله المفاصلة النهائية بين الشعب البحراني الاصيل (بشيعته وسنته) والعائلة الخليفية المجرمة. سترتفع صرخات “الشعب يريد اسقاط النظام” و “يسقط حمد” من حناجر المظلومين الذين اصبحوا اكثر اصرارا على التخلص من حكم رجعي متخلف يقوم على اساس الاستبداد الذي يتوارثه الاب عن الجد والذي اثبتت تطورات الاثني عشر شهرا الماضية عدم ولائه للارض والوطن. فلم يكتف الخليفيون بجريمة استدعاء الاحتلال السعودي الغاشم، بل اصبحوا يعلنون بوضوح عزمهم على تسليم البحرين للعائلة السعودية، باسلوب قبيح وفاحش.

 في التاسع من مارس سوف يعلن البحرانيون رفضهم القاطع للاحتلال السعودي وتصديهم لاية خطوة لتسليم ارض الآباء والاجداد لقبيلة اجنبية يرفضها مواطنوها لانها تحكم بالنار والحديد وتحرم مواطنيها من ابسط اشكال الحرية. فالنظام الذي يحرم المرأة حتى هذه اللحظة حق سياقة السيارة لا يستحق ان يبقى، وان القوة الغاشمة التي يستخدمها ضد مواطنيه لن تمنع سقوطه المحتوم، وان تأجل. فالواقع الذي تعيشه منطقة الخليج، ودول مجلس التعاون على وجه التحديد، لا يمكن ان يقره انسان يمتلك ادنى مشاعر الحرية، فكيف يقبل حر شريف بان يحكم من قبل عائلات تنتمي للماضي السحيق ولا تعترف بحقوق مواطنيها في اية شراكة سياسية او ادارية؟

من هنا نقول جازمين بان يوم تجديد الثورة لن يكون كغيره من الايام، بل ستنطلق حناجر الاحرار، رجالا ونساء، شبابا وشيوخا، لتعبر عن رفضها الحكم الاستبدادي الغاشم اولا، ورفض الاحتلال السعودي ثانيا، ومطالبة العالم بموقف انساني لدعم صمود الشعب والتصدي للعدوان الخليفيالسعودي الغاشم الذي لم يتوقف منذ اقتحام قوات البطش السعودية اراضي البحرين وهدم مساجدها والمشاركة في العدوان على شعبها. فما ان دنست اقدام الغزاة السعوديين ارض البحرين حتى بدأت اعتداءاتها الوحشية على المواطنين، فشاركت في العدوان الدموي على دوار اللؤلؤة وقتلت النائمين في خيامهم، واستهدفت منطقة سترة بعدوان آثم قتل وجرح فيه العشرات وكان الشهيد احمد فرحان أبرز الشهداء في ذلك العدوان الذي حدث في السادس عشر من مارس الماضي. واعتقد الخليفيون المدعومين بالاحتلال السعودي والامبريالية الامريكية انهم حسموا الموقف الى الابد وان شعب البحرين قد تم اخضاعه للامر الواقع، ولكن ما ابعدهم عن الحقيقة. فسرعان ما استرد الشعب عافيته واسترجعت الثورة زخمها، وانطلقت لتقض مضاجع الخليفيين المجرمين وتطاردهم ليلا ونهارا. وبرغم تظاهر الامريكيين بالحياد، فقد اصبح واضحا انهم هم الذين يديرون أداء الجريمة، ويمارسون حربا نفسية على قوى المعارضة السياسية، وان كانوا عاجزين عن التأثير على المجموعات الثورية التي أطلقت الثورة وما تزال تحرك الشارع وتوجهه يوميا.

قوى الثورة التي تتمثل اساسا في ائتلاف الرابع عشر من فبراير اصبحت اليوم اكثر وعيا وصمودا وارادة وتصميما على الاستمرار في المشروع الثوري حتى اسقاط النظام. واصبح شباب البحرين الذين قمع في الشارع واختطف وعذب، واعتقل ومزقت اشلاؤه في الطوامير الخليفية، واستهدف سياسيا من قبل الامريكيين، ثابتا على مواقفه كالجبل الذي لا تهزه العواصف، يكرر شبابه كل يوم “الشعب يريد اسقاط النظام” و “يسقط حمد، يسقط حمد، شعارنا الى الابد”. وعجز الامريكيون الذين وقفوا بوضوح وصلف مع النظام الديكتاتوري ورفضوا حتى هذه اللحظة ادانة الجرائم الخليفية التي اثبتها تقرير بسيوني، ومارسوا الضغوط عبر مبعوثيهم خصوصا فيلتمان وبوسنر على بعض المجموعات السياسية للتنازل عن المطالب التي تشكل الحد الادنى، عن وقف الثورة او النيل من ارادة شبابها. وسوف يدركون في التاسع من مارس ان الثورة التي فجرها شباب 14 فبراير توسعت لتشمل كافة قطاعات المجتمع. وسوف يكتشف اعداء الشعب كذلك ان المشروع الطائفي الذي سعوا لتفعليه قد فشل تماما وان كافة المواطنين البحرانيين (شيعة وسنة) منخرطون في المشروع التغييري الشامل. فالغالبية القصوى من المواطنين يدركون ان هناك اقلية متمثلة بالعائلة الخليفية تتحكم منذ عقود بالاكثرية (شيعة وسنة)، وان السعي لاستعداء طائفة ضد اخرى لم يعد خيارا فاعلا بعد ان اتضح للجميع ان الخليفيين لا يحملون ولاء للوطن، بل يعتمدون على الاجانب للبقاء في مواقعهم، فقد استقدموا قوات الاحتلال السعودية لاعادتهم الى الحكم بعد سقوطهم المروع في الشهر الاول من الثورة، ثم جاؤوا بالخبراء الامريكيين والبريطانيين لضمان بقائهم باستهداف البحرانيين بالقتل والسجن والتعذيب والتجويع.

ثورة البحرين متصاعدة. هذه هي الحقيقة التي لا تقبل النقاش، وشعب البحرين اكثر وعيا مما مضى، وسوف يواصل طريق الثورة بدون تردد او تلكؤ، ولن يستطيع بضعة نفر هنا او هناك القضاء على ثورته تحت اي مسمى يهدف لاطالة بقاء الخليفيين في الحكم، البحرانيون لا يريدون ان تكون السنوات العشر المقبلة صورة لما قبلها، وهم يعلمون ان بقاء الخليفيين في الحكم سيؤدي الى ذلك. فأية صيغة للتسوية ستكون مرفوضة من قبل الشعب اذا أبقت اجهزة الامن والشرطة وقوات الشغب والقضاء والاعلام تحت سيطرة العائلة الخليفية. كما ان بقاء الديكتاتور او عمه او نجله في الحكم سيكون كارثة للوطن والشعب لانهم جميعا اشتركوا في قتل الشعب وتعذيب ابنائه واستقدام شعب آخر عبر مشروع التجنيس السياسي. ونحذر من الترويج لاي واحد من هذا الثلاثي البغيض بعد ان اشتركوا جميعا في اراقة دماء البحرانيين واسترخصوا وجودهم ودمروا مساجدهم. الخليفيون يواجهون اليوم هزيمة ماحقة، فها هو الشعب يعيد بناء مساجده برغم انوفهم، وها هم الاطباء والمعلمون والرياضيون والعسكريون يتحررون، الواحد تلو الآخر، بفضل الله وصمود الشعب، وها هو العالم يحاصر الخليفيين مطالبا اياهم بمعاقبة مرتكبي جرائم التعذيب والحرب، وفي مقدمتهم ناصر بن حمد آل خليفة وخليفة بن عبد الله آل خليفة وبقية المجرمين. ولن يستطيع الخليفيون، في ظل صمود الشعب، ان يمرروا مشروعهم هذه المرة، بل سيجدون طرق الخداع والتضليل مسدودة في وجوههم لان البحرانيين تغيروا واصبحوا واعين لما يريدون ومصصمين عليه، وان قوى الفساد والاستبداد والتعذيب والنهب تتهاوى امام ضربات المجاهدين الصامدين المتعبدين لله، الرافضين سواه، الكافرين بامريكا والسعودية من قوى الفساد والضلال والظلم. وسوف يجد العالم يوم الجمعة المقبلة ان الطوفان الشعبي الهائل اقوى مما يتصورون، وان التعويل على العدو الخليفي خيار فاشل لن يؤدي الا لتضييق الخناق على العدو الخليفي والاحتلال السعودي.

ان الدعوة التي اطلقها سماحة الشيخ عيسى قاسم حفظه الله جاءت في مكانها وموعدها، وسوف يجد هذا العالم الجليل ان الشعب يستجيب لنداءات الثورة اذا انطلقت على لسان مجاهد مثله، بحماس يفوق كثيرا حماسه لاية دعوة لمسايرة الخليفيين والسعوديين والامريكيين او التعايش معهم او مساومتهم على الحقوق. فالشعب الذي ضحى بابنائه مستعد لتقديم المزيد من التضحيات هذه المرة لانه يريد ان يقطع ذنب الافعى مرة واحدة والى الابد، ويرفض ان يعيش معها لعلمه بانها ستنقض عليه في ساعة غفلة، وتقضي عليه. لقد قال الشعب كلمته بانه يريد اسقاط النظام، وكما قال سماحة  الشيخ عيسى حفظه في خطبة سابقة: اذا اراد الشعب شيئا استجاب له القدر. الخليفيون ليسوا قدرا مقدرا على هذا الشعب، بل هم عصابة طارئة حان الوقت لرحيلهم لانهم قتلوا وعذبوا وهدموا بيوت الله وجوعوا عباد الله ونكلوا بالابرياء واعتدوا على الحرمات وانتهكوا الاعراض فحقت عليهم سنة الاخذ الالهيةوكذلك اخذ ربك اذا أخذ القرى وهي ظالمة، ان اخذه أليم شديد”. فلترتفع الايدي يوم الجمعة بهتافات شباب الثورة التي تنطلق من حناجرهم “الشعب يريد اسقاط النظام،يسقط حمد، يسقط حمد، شعارنا الى الابد”، فلا مساومة ولا مسايرة ولا مصافحة، ولا مهادنة ولا حوار مع القتلة والسفاحين، فقد آن لهم ان يسقطوا، فليرحلوا غير مأسوف عليهم “فما بكت عليهم السماء وما كانوا منظرين“.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد اسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
8
مارس 2012

زر الذهاب إلى الأعلى