بيانات حركة أحرار البحرين

كل المؤشرات تؤكد حتمية انتصار ثورة الشعب واندحار الشرذمة الخليفية

سقوط النظام يبدأ عندما يرغم على تقديم التنازلات والتراجع عن الاجراءات القمعية التي انتهجها، ويسعى لتبرير كل اجراء يمارسه امام الرأي العام والجهات الدولية المعنية. ويتسارع سقوطه عندما يحدث انشقاق في صفوفه بين مؤيد لممارساته ومتحفظ عليها ومعترض. وعلى الطريق الآخر يساعد على هذا السقوط وحدة صفوف المعارضة واصرار قادتها على الاستمرار في خط المقاومة والتصدي للديكتاتورية والاستبداد.

 فالوضع اليوم ليس كما كان قبل عام عندما انطلقت الثورة، ومطالب الشعب اصبحت اكثر وضوحا وتركزا في الاذهان. هذا الصمود هو الذي ارغم الشرذمة الخليفية على الاستسلام امام البحرانيين الابطال، فاصبحت مصفحاته ومدرعاته واجيابه مثل لعب الاطفال، لا تخيف حتى الاطفال. وكلما سقط شهيد برصاص الغدر الخليفي والاحتلال السعودي او بغازاتهم الكيماوية تعمق الشعور بضرورة التخلص من هذه الشرذمة المجرمة، واصبح المواطنون اعمق وعيا بان بقاءها يعني تكرار المصائب التي حلت على الشعب، بل زيادتها. والواضح ان هذه الشرذمة اصبحت اقبح وجها عما كانت عليه من قبل. فهي ترتكب الجريمة بدم بارد ثم تسخر كافة وسائلها للانكار والتنصل منها. ولذلك عمدت لدعم معذبيها وجلاديها وحمايتهم من المساءلة او العقاب. انها ترسل رسائل واضحة الى البحرانيين بانها عازمة على التصفية والتنكيل وقادرة على الافلات من العقاب، ولسان حال الواحد منهم “ما دام الامريكيون داعمين لنا بكل امكاناتهم، فلن يستطيع احد الوصول الينا”. لقد نسي هؤلاء ان الله الذي  هو اكبر بطشا وتجاهلوا الآية الكريمةوالله أشد بأسا وأشد تنكيلا”. اختطفوا الطفل علي السكنيس وعذبوه بوحشية ثم بذلوا جهودهم لانكار مسؤوليتهم. هذه هي الديكتاتورية والاستكبار والاجرام في ابشع صورها. يعتقدون انهم قادرون على تغيير الحقائق وتجاوز قوانين الله والافلات من العقوبة، فما أجهلهم وما اكثرهم غرورا واجراما اولم يعلموا ان القرون من قبلهم كانوا اشد منهم قوة واكثر بطشا؟

لقد تحققت الانتصارات بفضل الله اولا ودماء الشهداء ثانيا وصمود أبطال الثورة ثالثا، وذلك مصداق للآية الكريمة “ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين”. فقد اصبحت الشرذمة الخليفية المجرمة محاصرة بالثوار والشعب من جهة وبشعاراتهم من جهة اخرى، وبسنن الله سبحانه ثالثة. وبدلا من استمداد شرعيتهم من الدعم الشعبي المقنن دستوريا، اصبحوا يبحثون عنها في الدعم الغربي والمشاريع الاقتصادية و الدعائية الغربية. فشعروا بالخسارة كثيرا عندما فشلوا العام الماضي في اقناع منظمي حلبة سباق السيارات الدولية في البحرين، ونأمل ان لا ينجحوا هذا العام برغم وعود بيرني ايكلستون الذي اكد للعالم انه استلم ثمنها سلفا. اموال المطرودين من الوظائف نهبها قراصنة الشرذمة الخليفية وحاولوا شراء منظمي الحلبة بها، ولكن الله سوف يفشلهم، وهناك مؤشرات على ذلك. ولكن اذا اقيم السباق في البحرين الشهر المقبل فسوف تكون حسرة على الخليفيين والسعوديين لان الشعب سوف يجدد ثورته ويحاصر الشرذمة الخليفية مجددا بصموده وارادة ابنائه. فبينما يشعر الاحرار بالفوز دائما (اما بالنصر او  الشهادة) فان العدو الخليفي في خسارة دائمة، ان اقيمت الفورمولا في البحرين او لم تعقد. ولذلك تسعى هذه الشرذمة المجرمة لحرف المسار وصرف الانظار بعيدا عن المطالب الحقيقية للشعب، ويدعمهم الغربيون في ذلك. فيتحدث هؤلاء عناصلاحات” تتمثل في بعض الخطوات الاجرائية غير ذات الشأن، كنصب كاميرات في السجون او حصر سلطة الاعتقال بجهاز الشرطة وليس المخابرات، واستقدام خبراء دوليين بزعم تدريب القوات المحلية. واشنطن ولندن تقدمان هذه الاجراءات بانها دليل على جدية الشرذمة الخليفية في مسألة الاصلاح. ان من السخافة بمكان ان يعتقد هؤلاء ان الشعب الذي يتعمق وعيه يوميا بسقوط شهدائها يمكن خداعه بهذه الاساليب او تغيير قناعاته بهذه البساطة. ليعلم هؤلاء الطغاة ان شعب البحرين عندما ثار كان يهدف لتحقيق مطالب سياسية جوهرية، اولها الحصول على حق تقرير المصير، وثانيها كتابة دستوره بيديه، وثالثها اقامة النظام الذي يريده وفقا لنصوص ذلك الدستور، رابعها انتخاب حكومته التي تمثله على اساس “لكل مواطن صوت”. خامسها تأميم كافة الاجهزة: الشرطة والامن والمخابرات والقضاء والاعلام. ان ايا من هذه المطالب لا يمكن المساومة عليه، ولتذهب الشرذمة الخليفية الى الجحيم ان رفضت الانصياع لارادة الشعب.

بعد عام كامل من الحراك الثوري اتضحت امور عديدة منها ما يلي: اولا ان شعب البحرين قام بثورة ليس لها مثيل في العالم العربي كله، فهي الثورة الوحيدة التي لم تتوقف احتجاجاتها وتظاهراتها يوما واحدا منذ انطلاقتها، ثانيا: انها الثورة السلمية المنقطعة النظير التي رفضت ان تتحول الى حرب اهلية برغم محاولات الشرذمة الخليفية ذلك، ثالثها: انها ثورة تضافرت اقوى دول العالم ضدها ولكنها لم تنكسر، فقد وضع المال النفطي السعودي والسلاح الامريكي والاستخبارات البريطانية في خدمة الشرذمة الخليفية ولكن  هذه الشرذمة هزمت على كافة الصعدان. رابعا: ان الشعب فقد المزاج في اي حوار مع الشرذمة الخليفية تسمح لهم بالبقاء طويلا. هذا برغم وجود قوى لا تثق بقدرة الشعب على اسقاط النظام، ولكنها لن تستطيع تجاوز مطالب الشعب، خامسا: ان الظروف الاقليمية والدولية مؤاتية للتغيير، فالسعودية تعاني من مشاكل داخلية وهي قلقة من انفجار الوضع الداخلي ومن سقوط انظمتها الصديقة وانها محاطة بثورات من كل جهة، وان امريكا لم تعد قادرة على حمايتها فترة اطول. سادسا: ان الله وعد المؤمنين الصابرين الصادقين بالنصر، ومن اصدق من الله قيلا!

تحية للشهداء والمجاهدين الصابرين، وشباب 14 فبراير، وجماهير الثورة عامة، فالصبر الصبر، الحذر الحذر، والوعي الوعي لما تخططه قوى الثورة المضادة. اياكم والانخداع بسراب الاصلاح الذي تطلقه الشرذمة الخليفية، وحذار من دخول الخوف او الخشية الا من الله سبحانه، المقتدر الجبار. فما عليكم الا الصبر والتقدم والثبات والصمود والتوكل على الله والاستعانة بالصبر والصلاة. فالله معك ولن يتركم أعمالكم، والباري ينصركم على هذه الشرذمة، فان مصيرها الجحيم في الدنيا والآخرة.

اللهم ارحم شهداءانا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية
30
مارس 2012

زر الذهاب إلى الأعلى