بيانات حركة أحرار البحرين

تصاعد ارهاب الحثالة الخليفية يؤكد حتمية انتصار الثورة

ليس مفاجئا ان يظهر وزير الداخلية الخليفي مدعيا انه عائلته لم تصدر اوامر لجلاديها بممارسة التعذيب. ولكن المفاجيء ان يستوعب هذا السفاح ان ما يمارسه عناصر اجهزة الامن التابعة لعائلته المجرمية جريمة يعاقب عليها القانون. فلطالما اعتقد الخليفيون ان من حقهم ان يعتقلوا ويعذبوا ويقتلوا ويجوعوا ويجنسوا ويستدعوا الاجانب (عسكريين كجيش الاحتلال السعودي او مدنيين كجحافل المجنسين).

 ولطالما اعتقدوا ان احتلالهم ارض البحرين بقوة السلاح جعلها ومن عليها ملكا خاصا لهم، لا يحق لاحد مساءلتهم او محاسبتهم. هذا الاعتقاد لا يتزحزح او يتغير، الامر الذي يفسر جانبا من اصراراهم على رفض اي اصلاح سياسي ذي معنى. كما يفسر شعورهم العميق الدائم بعدم الامن، فالسارق يشعر دائما بانه لص، ويعلم ان يد القانون ستطاله يوما، والقاتل يعرف ان تستره على الجريمة وهربه من يد العدالة لن يدوم. هؤلاء الخليفيون بدأوا يدركون ان مشكلة الاحتلال انه لا يدوم مهما طال الزمن، ولذلك يسعى بعضهم لجرائم اضافية لتأخير موعد الاستحقاق الذي ينتظرهم، فيعمد لسكان الارض الاصليين ليمعن فيهم القتل والتنكيل وربما الابادة. أليس هذا ما تمارسه الحثالات الصهيونية بأرض فلسطين؟ ويسعى المحتل عادة للاحتفاظ بتفوق عسكري وامني على اصحاب الحق الاصليين، ليستطيع مباغتتهم وحرمانهم من استرجاع ارضهم. مع ذلك فالشعب الذي يعي حقوقه ويسعى لاسترجاعها ينتصر في النهاية ويكسر شوكة الاحتلال والاغتصاب. قد يطول الزمن او يقصر مع الاحتلال، ولكنه لا يدوم. فأين هو نظام الفصل العنصري بجنوب أفريقيا؟ ألم تدعمه امريكا وبريطانيا عقودا؟ ألم يكن زعماء هاتين الدولتين ينظرون للزعيم الوطني نيلسون مانديلا انه “شيوعي” و “ارهابي” و “متطرف”؟ فأين ذلك النظام العنصري اليوم؟ وماذا عن الاستعمار البريطاني للهند؟ كان تحرير ذلك البلد يحتاج لبطل تاريخي مثل المهاتما غاندي ليحرر بلده من ايدي المستعمرين.

والبحرين، هي الاخرى تعيش تحت الاحتلال منذ ان دنست ترابها ارجل الخليفيين الذين اعتدوا على اهلها بقوة السلاح في غفلة من الزمن، فجثموا على صدرها  وخنقوا انفاسها اكثر من قرنين. فهل يمكن الاعتقاد بان هذا الاحتلال ابدي؟ ربما يوحي صمت الكثيرين بذلك، ولكن ثورة الشعب هذه المرة وضعت خطا أحمر تحت ذلك الاحتلال، واشارت اليه بوضوح، بدون ليس او غموض او لف او دوران. وعندما رفع الثوار، رجالا ونساء، اصواتهم هاتفين : الشعب يريد اسقاط النظام، فانما كان هدفهم تصحيح مسيرة استمرت اكثر من قرنين، عاش البحرانيون الاصليون (شيعة وسنة) خلالها تحت اقدام المحتلين وكانوا هدفا لظلمهم وجشعهم ووحشيتهم. وما على الانسان الا العودة الى الوراء ليقرأ التاريخ الدموي الاستئصالي للاحتلال الخليفي. وليستمع بانصاف الى حديث المناضل المرحوم عبد العزيز الشملان مع الـ بي بي سي في 1956 عندما يتحدث عن الحرية والمساواة وضرورة خروج الاستعمار والسعي لاقامة نظام ديمقراطي على انقاض الاستبداد الخليفي. ليطلع على عريضة المواطنين الاحرار من الشيعة والسنة في 1938 ليكتشف ان نضاله انما هو امتداد لنضال الآباء والاجداد الذين أذاقهم المحتل الخليفي اصناف العذاب. هذا هو الاستناج المنطقي من سياق التطور التاريخي على مدى المائة عام الاخيرة.

فما الذي تغير؟ لقد تعمق الارهاب الخليفي حتى جاوز الحدود، واصبح بهدد قيم الانسان في هذا البلد المعذب. فالرجل والمرأة، الطفل الرضيع والشيخ العجوز، اهل القرى وسكان المدن، ذاقوا جميعا من ظلم هذا النظام الذي يزداد توحشا ووقاحة واستكبارا مع الزمن. ومن يأمل بان يصلح حال الطغمة التي يديرها وزير الديوان الملكي او اخوه، وزير الدفاع الذي تلطخت يداه بدماء الشهداء، ام رئيس الوزراء الذي يرفض ترك المنصب بعد ان قضى اكثر من اربعين عاما جاثما من خلاله على صدور الآدميين. فانه يعيش حلما يستحيل على التحقق. بالامس اعتقل جهاز التعذيب الخليفي الناشط الحقوقي نبيل رجب، لانه ارتكب جرما واحدا: مارس حقه الطبيعي في التعبير عن رأيه. وبعد ضغوط دولية واسعة، أرغم العدو الخليفي على اطلاق سراحه بضعة ايام ليعيد اعتقاله يوم الاربعاء الماضي. وما بين الاعتقالين خرج وزير داخلية الاحتلال الخليفي متباهيا بقول زور لم يستمر سوى اقل من 24 ساعة ليثبت كذبه. ادعى هذا القن ان عائلته لم تصدر توجيها للجلادين بتعذيب السجناء. والسؤال هنا: من الذي سمح لهم بتعذيب الابرياء؟ ولو فرضنا ان العائلة المحتلة لم تأمر بالتعذيب، فما الذي فعلته بعد ثلاثين عاما من ممارسة هذه الجريمة النكراء ضد الاحرار؟ ألم تصلها تقارير المنظمات الحقوقية الدولية  التي لم تنقطع على مدى العقود الثلاثة الماضية؟ ألم تطلع على تقارير الخارجية الامريكية سنويا؟ ألم يطرح حلفاؤها على رموزها قضايا حقوق الانسان خصوصا التعذيب في اللقاءات الرسمية وعبر الاتصالات الدبلوماسية؟ ألم يصدر الاتحاد الاوروبي ومفوضية حقوق الانسان ومنظمة هيومن رايتس ووج في 1997 تقارير وبيانات وقرارات تطالب الحثالة الخليفية بالتوقف عن التعذيب؟ ان نظاما يديره امثال هؤلاء المجرمين ابتداء بالطاغية ووزير ديوانه واولاده وعمه يستحيل على الاصلاح. فحتى لو فرض مجلس الامن الدوليعلى سبيل المثال – قرارا يلزم الطغمة الخليفية بالتوقف عن التعذيب فان من المستحيل ان تلتزم بذلك. فقد اسست علاقتها مع شعب البحرين الاصلي (شيعة وسنة) على الحقد والكراهية والرغبة في الانتقام. ودفعها هذا الشعور الى السعي المتواصل لاستبداله بشعب آخر بعد ان استحالت ابادته.

لقد كانت اعادة محاكمة قادة الشعب مناسبة اخرى للعالم لكي يطلع على دموية الشرذمة الخليفية المجرمة. وقد نجح اضراب الاستاذ عبد الهادي الخواجة في ارغام الطاغية على اعادة المحاكمة. لكن قادة الشعب كانوا له بالمرصاد. فكانت افاداتهم تتوالى، ابتداء بالاستاذ الخواجة وعبد الوهاب حسين مرورا بالاستاذ حسن مشيمع والدكتور عبد الجليل السنكيس ووصولا الى الاستاذ ابراهيم شريف والشيخ محمد حبيب المقداد. هذه الافادات قدمت للعالم صورة لطبيعة الطغمة الخليفية واسلوب حكمها وطريقة تعاملها مع المواطنين، وكانت صفعة موجعة لرموز الحكم الخليفي وشهادة دامغة على ارتكابه جرائم ضد الانسانية.

فماذا بعد؟ لقد جاء اعتقال نبيل رجب مؤشرا لحقائق عديدة:

اولها ان القرار حظي بموافقة امريكية بعد ان شعرت واشنطن باستحالة اجهاض ثورة البحرين الا بالقمع والتعذيب واختطاف النشطاء والرموز.

ثانيها: انه مؤشر لمرحلة جديدة من القمع الخليفي المدعوم بالاحتلال السعودي والدعم الامريكي، وان قوى  الثورة المضادة لم تعد ملتزمة بقيم حقوق الانسان ابدا.

ثالثها: ان ذلك مقدمة لاستهداف بقية رموز الوطن ومؤسساته، خصوصا بعد التهديد بحل جمعية العمل الاسلامي.

رابعها: ان تلك الاجراءات تمثل تهديدا لجمعية الوفاق الوطني الاسلامية التي اصرت على مطالبها بملكية دستورية ودستور يكتبه الشعب وحكومة ينتخبها بمحض ارادته، ومحاولة لجرها الى حوار عقيم يطفيء لهيب الثورة.

خامسها: انه مؤشر كذلك للقلق الذي يساور صانعي القرار خصوصا في واشنطن بان ثورة البحرين اصبحت العامل الاصعب في الربيع العربي الذي تسعى قوى الثورة المضادة لاجهاض ثوراته، لان ثورة البحرين بقيت خارج النفوذ الامريكي والسعودي.

ان ثورة البحرين جاءت لتنتصر بعون الله تعالى وجهاد طلائعه الثورية وجماهيره الغاضبة التي ايقنت انها ستظل اسيرة للطغمة الخليفية ما لم يتم تحرير البلاد من نظامها العفن وارهابها الذي لا يعرف الحدود. ندعو الله سبحانه وتعالى ان يثبت اقدام الثوار في كافة ربوع البلاد، ويجمع كلمة شعبها الاصلي (شيعة وسنة) ويمحق الحكم الخليفي الجائر، ويقر أعين عائلات الشهداء بنصر مؤزر على قوى الظلام والبغي والتآمر والتخلف والاحتلال والاستبداد.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين.

حركة احرار البحرين الاسلامية
8
يونيو 2012

زر الذهاب إلى الأعلى