بيانات حركة أحرار البحرين

الشعب وثورته اقوى مما يتصوره الخليفيون واذنابهم، والنصر آت بعون الله

يقال ان الحقيقة لديها عادة وهي انها تظهر نفسها دائما، وان احدا لا يستطيع اخفاءها. شعبنا البحراني يؤمن بهذه المقولة ويعتقد ان الزمن كفيل بكشف حقيقة نظام الاحتلال والاستبداد الخليفي، وحتمية انتصاره. ففي الشهور الاخيرة اعتمد الخليفيون سياسة التمادي في الكذب والتزوير والتضليل باتهام شباب البحرين الثائر بالارهاب والعنف. واستطاعت العصابة التي تحكم بالنار والحديد وضع اليد على اموال الشعب وتوظيفها لتنفيذ اجنداتها الداخلية والخارجية. واعتقدت ان سياسات التضليل والتزييف هذه ستحميها من الاتهام بالظلم والاستبداد وعدم صلاحيتها لحكم شعب متحضر. هذه العصابة بعثت مسؤوليها الامنيين الكبار، محملين بالاموال المنهوبة من بطون الجياع والهدايا والمجوهرات لشراء الضمائر والمواقف في عدد من البلدان الغربية. واستطاعت استئجار مرتزقة كثيرين يعملون في مجالات العلاقات العامة والاعلام، وقدمت رشاوى لمسؤولين كبار في عدد من البلدان لضمان دعم حكوماتهم للعصابة الخليفية. ولم تفلح هذه السياسة الا بشكل محدود في بعض البلدان، فاعتقل بعض النشطاء ونكل بالبعض الآخر واستهدفت مؤسساتهم بدعاوى زائفة ومعلومات مزورة. انطلق هؤلاء في سياساتهم على اساس اعتقادهم بان ما مارسوه من تزوير الحقائق في محاكمهم الهزيلة وتوجيه التهم المزيفة للابرياء ساهم في اظهار الاحكام وكأنها منسجمة مع الوقائع. ولكن في البلدان المتحضرة لا يمكن لهذه الاساليب ان تنجح بسهولة، حتى لو كان وراءها اموال قارون. وللتدليل على ذلك يمكن طرح التطورات التالية:

الاول: ان قناة بي بي سي البريطانية بثت في الاسبوعين الماضيين حلقتين من ثلاث حول المملكة العربية السعودية. الاولى بثتها القناة الثانية يوم الثلاثاء 9 يناير وكان موضوعها الارهاب. البرنامج اظهر الدور السعودي في تصاعد ظاهرة الارهاب وتفريخه وتوفير الفكر الذي يبرره ويدعمه، والتربية المتطرفة التي توفر الافراد المستعدين لممارسة الارهاب بحق الابرياء. وجاء في البرنامج ان السعودية انفقت على مدى العقود الاربعة الماضية 90 مليار دولار لنشر الفكر الوهابي المتطرف خارج المملكة، واعداد الارضية التي ساهمت في تفريخ الارهاب في العديد من بلدان العالم الاسلامي. اما الحلقة الثانية التي بثت يوم الثلاثاء الماضي (16 يناير) فتطرقت للفساد المالي المستشري في اوساط رجال الحكم السعودي. وكشف البرنامج مدى الفساد في الصفقات التجارية والعسكرية العملاقة وكيف ان الرموز الكبيرة ضالعة في العمولات والرشوات بمستويات تفوق التصور. وتطرق البرنامج لصفقة اليمامة التي وقعتها السعودية مع بريطانيا في العام 1985 والتي تم بموجبها تزويد السعودية بطائرات التورنادو ضمن صفقة عسكرية بلغت قيمتها النهائية 43 مليار جنيه استرليني. واكدت القناة تورط جهات رسمية بوزارة الدفاع البريطانية وفي شركة بريتيش ايروسبيس في دفع عمولات تجاوزت ستة مليارات دولار لضمان الحصول على الصفقة التي استمرت 20 عاما وشملت، بالاضافة للطائرات، دورات تدريبية واعمال صيانة وتشغيل استمرت عشرين عاما. وعندما تكثفت الضغوط على مكتب التحقيقات المعني بالتحايل المالي الخطير لاجراء تحقيق في ذلك الفساد، تدخلت جهات عليا لمنع ذلك بدعوى ان السعودية هددت بوقف الدعم الامني في مجال مكافحة الارهاب. وهكذا ظهر الحكم السعودي على حقيقته في خطوة غير متوقعة في ظل التطورات الدولية والعلاقات المتينة بين الرياض ولندن. ويتوقع كذلك ان تسوء العلاقات بين الرياض وواشنطن في المستقبل المنظور.

الثاني: صدور بيان مهم عن منظمة العفو الدولية الاسبوع الماضي يكشف مدى ما تقوم به العصابة الخليفية من تزوير الحقائق كاداة في حربها ضد الشعب البحراني والمعارضة المنتمية اليه. وركز البيان على تزوير ما دار في لقاء تم بين منظمة العفو ومسوؤولين بوكر الفساد الخليفي في لندن (السفارة) في شهر نوفمبر الماضي بعد ان ادعت العصابة الخليفية ان المنظمة وافقت على ابداء حسن النوايا بعدم اصدار اي بيان حول انتهاكات حقوق الانسان في البحرين حتى شهر فبراير المقبل. بيان منظمة العفو الذي صدر في 11 يناير رفض الادعاءات الخليفية التي نقلها بوقهم التافه، وكالة انباء البحرين. وقالت انها طلبت من مسؤولي وكر الفساد الخليفي في لندن (السفارة) التعاون معها للحصول على اجابات من السلطات عندما تعبر عن قلقها ازاء قضايا حقوق الانسان. وقالت المنظمة انها لم تتلق اية اجابة على استفسارات عديدة بعثتها لرموز العصابة الخليفية، وان وعود وكر الفساد الخليفي لم يتحقق شيء منها. واضافت المنظمة في بيانها انها استمرت باصدار البيانات حول الوضع في البحرين ولم تتوقف ابدا، وانها في 21 ديسمبر اصدرت بيانا حول توسع الانتهاكات ومعاناة النشطاء. وهكذا يتضح عمق المأساة التي يعاني منها الشعب البحراني على ايدي قوات الاحتلال والاستبداد والخليفية. فهو يتعرض لأبشع اصناف التنكيل وتوجه التهم المزيفة (كزيف الدعاوى بشأن ما دار في اللقاء مع منظمة العفو الدولية) وتصدر الاحكام القاسية التي وصل بعضها الى الاعدام وفق ادعاءات زائفة واكاذيب ملفقة و “اعترافات” انتزعت تحت التعذيب. والامل ان يدفع صدور بيان المنظمة داعمي هذه العصابة خصوصا في واشنطن ولندن وفي وسائل الاعلام لاعادة تقييم مواقفهم الداعمة لنظام حكم زائف، يرفضه شعبه، ويدلس على العالم بالاكاذيب المدعومة بالمال النفطي من السعودية والامارات ومن جيوب الفقراء من السكان الاصليين (شيعة وسنة).

الثالث: ان الابواق الخليفية ومرتزقة العصابة الحاكمة من الانتهازيين والمتسلقين والمرجفين بدأوا جميعا بالاشارة لوجود تواصل مع بعض الرموز الدينية “المعتدلة”، ليس رغبة في تلبية مطالب الشعب بل لاحداث فتنة داخلية في صفوف الشعب البحراني الذي اصبحت غالبيته الساحقة ترفض الخليفيين او التعايش والتحاور معهم. هناك اجماع في صفوف رواد الثورة المظفرة باذن الله على ضرورة الخروج من المحنة السوداء القاسية التي عمت البحرين في ظل الحكم الخليفي، وان مستقبل البحرين يجب ان يقرره شعبه وفق مبدأ حق تقرير المصير، وان يكتب دستوره بايدي ابنائه وينتخب نظام الحكم الذي يريده. لقد جاءت ثورة 14 فبراير استكمالا للانتفاضات السابقة على مدى مائة عام، لتحقق للشعب مطالبه التي ضحى باعز ما يملك لحماية وطنه من التدخلات الخارجية وقوى الاحتلال والظلم والاستبداد. لم يعد هناك مجال للتعايش مع العصابة الخليفية، ولن يخول الشعب احدا للتفاوض حول ذلك يوما الا ان يكون ذلك التفاوض من اجل تسليم السلطة للشعب وتحرير الوطن من القوات الاجنبية التي تحتل البلاد وتوفر الدعم الامني والسياسي للعصابة التي ارتكبت ابشع الجرائم بحق البحرين واهلها. الثوار لن ينحرفوا عن مبادئهم وفي مقدمتها تحقيق التغيير باساليب سلمية متحضرة، ونبذ العنف والارهاب خصوصا ما يمارسه الطاغية وعصابته ومرتزقته، وغلق ملف المحنة المستمرة المرتبطة بطبيعة الحكم الخليفي المجرم. الشعب يحتضن كل مواطن شريف يلتحق بصفوف الثورة ويساهم في التغيير، ولن يسمح لاحد بالتحاور مع الحكم الجائر لان ذلك سيؤدي الى اطالة عمر النظام الذي فقد مبررات وجوده وحان له ان يرحل، ويسلم مقاليد الحكم للسكان الاصليين الذين سيؤسسون نظاما سياسيا وفق مبدأ “لكل مواطن صوت”. سبعة اعوام هي عمر الثورة المظفرة التي احدثت تغييرا جوهريا لدى الشعب الذي لم يعد لديه ما يخسره بعد ان تعرض لأبشع اصناف التنكيل. من هنا فلا حل سوى بالتغيير الكامل الذي ينهي الحقبة الخليفية السوداء من تاريخ الوطن.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية

19 يناير 2018

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى