بيانات حركة أحرار البحرين

الشعب يتبرأ من سياسات الخليفيين وتصريحاتهم الاستفزازية 

نكرر تهانينا للمسلمين خصوصا شعبنا المجاهد الصابر المحتسب حلول عيد الفطر المبارك الذي تم الاحتفاء به بعد ان ادى المؤمنون فريضة الصوم، ونتمنى لهذا الشعب ابتهاجا كاملا يوم النصر الكبير المؤجل الذي سيتحقق بعون الله لأنه وعد الهي للمؤمنين الصابرين: ويومئذ يفرج المؤمنون بنصر الله، ينصر من يشاء وهو العزيز الحكيم.  

في هذه المناسبة يتحتم علينا إجراء وقفة تقييمية لأدائنا خلال الشهر الفضيل من جهة، ومآلات أوضاع البلاد في ضوء التطورات التي تشهدها من جهة ثانية، ومشروع العمل الوطني المقبل ثالثا. فقد كان شهر الصوم فرصة لالتقاط الانفاس من قبل العلماء والمفكرين الذين يراقبون ما يجري في البلاد ويتفكرون في ما يمكن عمله لتغيير اوضاعها بعد عقود من الاستبداد والظلم والقمع والارهاب السلطوي والخيانة الكبرى التي ارتكبتها العصابة الحاكمة. وهنا يجدر تسليط بعض الضوء على جوانب ثلاثة لما تعيشه بلادنا من ازمة تفاقمت منذ اكثر من عشرين عاما عندما استلم الطاغية الحالي الحكم من ابينه الذي مات في مارس 1999.  

أولا: ان النظام حرّك أبواقه خلال الشهر الفضيل لبث أخبار كاذبة تهدف للتضليل والتشويش، أهمها ان الخليفيين سيطلقون سراح أعداد كبيرة من الرهائن البحرانيين الذين أسروهم في السنوات العشر الماضية. وما أن حل يوم العيد حتى اتضح خواء تلك الانباء لتؤكد الطبيعة العدائية لدى الخليفيين ولتؤكد ضرورة مواصلة مشوار النضال الوطني حتى تتحقق آمال الشعب وتغلق صفحة الاحتلال الخليفي السوداء. فعدد الذين خرجوا من السجن الصغير الى السجن الكبير كان ضئيلا جدا، واغلب المفرج عنهم كان ممن قضى أغلب فترة الحكم الجائرة  التي أصدرها الطاغية وعصابته. وهذا يعني امورا: اولها عدم جدوى التعويل على أية بادرة لحسن النوايا من الخليفيين. ثانيها: ان الشعب لن ينتظر “عطايا” منهم، فكل ما يحصل عليه انما هو استرداد لما هو حق طبيعي. ثالثها: ان قلوب المعتقلين السياسيين سواء الذين خرجوا من طوامير التعذيب ام الذين ما يزالون فيها، تبتهل الى ربها دائما بان يمحق الله العصابة المجرمة التي سلبت من حياتهم شطرا كبيرا قضوه وراء القضبان ظلما وعدوانا. رابعها: ان الأمر المؤكد ان الخليفيين سيرغمون على الإفراج عن السجناء السياسيين طال الزمن ام قصر لان النضال الوطني في الجانب الحقوقي متواصل وانه أصبح محرجا حقا لداعمي العصابة المجرمة. سادسها: ان مستقبل البلاد الزاهر قد صاغه هؤلاء السجناء بما عانوه من ظلم واضطهاد وتعذيب لم يتوقف طوال فترات سجنهم، وان معالمه تزداد وضوحا بمرور الوقت، وان وجود القادة الابطال سواء في السجن او خارج البلاد يعني استمرار النضال الذي توارثه الشعب عبر الاجيال، والذي بلغ ذروته في السنوات الأخيرة بإعلان الطرفين، بشكل مباشر او غير مباشر، قرارهما المفاصلة الكاملة، وانه لا عودة لأوضاع ما قبل 14 فبراير 2011.  

ثانيا: ان الحراك الشعبي خلال الشهر الفضيل أكد تشبث البحرانيين بالقضية المحورية للعرب والمسلمين، المتمثلة بفلسطين المحتلة. وقد أكدت الاحتجاجات التي لم تتوقف حتى هذه اللحظة وجود عزيمة راسخة لدى الأحرار بمواصلة طريق النضال والصمود من أجل فلسطين بالوتيرة نفسها التي يمارسها من اجل تحرير البحرين من الاحتلال السعودي- ا لاماراتي- الخليفي. وقد شهدت الاحتجاجات ذروتها في يوم القدس العالمي الذي شارك فيه أغلب المناطق، ودعى لاحيائها علماء الدين المجاهدون وعلى رأسهم سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم من منفاه. وقد ارتبطت قضية فلسطين تاريخيا بالنضال الوطني وانها قادرة على إبقاء وهج الثورات الشعبية متقدة، ولذلك فان كان من اهداف ا عداء الثورة والتغيير اخماد تلك القضية بفرض مصالحة مع الاحتلال. وقد رفضت الشعوب العربية والاسلامية ذلك طوال ثلاثة ا رباع القرن، اي منذ النكبة التي ستحل ذكراها الرابعة والسبعون في الخامس عشر من هذا الشهر (مايو). كانت جهود قوى الثورة المضادة تهدف للتعجيل بالتطبيع بين الدول العربية والكيان الاسرائيلي، ولكنها لم تنجح بفض وعي الشعوب إيمانها وكرامتها. ولم يمض في طريق التطبيع سوى حكومات فاسدة تمثلت بحكام الامارات والخليفيين، بينما رفضت الشعوب ذلك المسار جملة وتفصيلا، وأصرت على دعم أهل فلسطين بدون تردد او تخاذل. وقد أكد شعب البحرين هذه الحقيقة من خلال تظاهراته التي لم تتوقف وتصديه لمشروع التطبيع واعتبار الخليفليين في عداد ا لخائنين بعد ان ارتكبوا جريمة التخلي عن أهل فلسطين وبذلك تخلوا عن الأمانة وخانوا الله ورسوله والأمة والشعبز ولا يبدو هناك أفق واسع لمشروع التطبيع، وسيظل الخليفيون والاماراتيون محاصرين في مواقفهم الخيانية بدون ان يسايرهم فيها أحد من شرفاء الأمة.   

ثالثا: في ضوء مسارهم الخياني، لم يستطع الخليفيون إخفاء هويتهم العدوانية، فجاءت تصريحات وزير داخليتهم بأن العدو الاول والثاني والثالث هو إيران لتوسيع دائرة الصراع في المنطقة تنفيذا لرغبات الصهاينة الذين لا يريدون لهذه الامة الهدوء او الأمن او الاستقرار او التصالح. انها واحدة من الحقب التاريخية التي تشهد الأمة فيها سقوطا سياسيا وأخلاقيا لدى القادة وقمعا شرسا لشرفائها، واستهدافا بالسجن والقتل لمن يرفع راية الحرية. فعندما يتصدر المشهد حكام أصغر بلد عربي ويهددون أكبر دولة إقليمية، فان ذلك ينطوي على أمور خطيرة تهدد مستقبل الأمن والاستقرار الإقليميين. فما الذي يدفع الخليفيين لرفع الصوت عاليا ضد إيران علنا ويؤكدون أنهم طبّعوا علاقاتهم مع الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين للاستعانة به في المواجهة مع الجمهورية الإسلامية؟ ما الذي يريد الخليفيون إيصاله لطهران؟ ولشعبهم؟ ولفلسطين؟ أم أن الخليفيين يشعرون بان حوادث أوكرانيا تتطلب الاستعداد لمواجهة ما قد ينجم عنها خصوصا بلحاظ التوتر التاريخي بين الخليفيين والإيرانيين؟ أيا كان الأمر فإن شعب البحرين يتبرأ من تصريحات الخليفيين ومواقفهم وسياساتهم، ويؤكد رغبته الدائمة لإحلال الأمن والسلام في منطقة  الخليج، وان يبذلك مساعيه لتطوير علاقاته مع كافة جيرانه، وأنه لن يقبل بأي تدخل خارجي في شؤونه. هذه الرغبة الشعبية لا تلغي إمكان التصعيد السياسي والأمني، لان تصريحات وزير الداخلية الخليفي دعوة صريحة للحرب مع إيران، بدون مبرر منطقي او سياسي. وربما التفسير الوحيد شعور الخليفيين بقرب نهايتهم، وسعيهم لاستباق ذلك بتصريحات  استفزازية يأملون ان تدفع أصدقاءهم في لندن وواشنطن للتدخل المباشر لدعمهم. وهكذا تصبح البحرين فجأة على فوهة مدفع، مهددة بصراعات خطيرة محتملة نتيجة السياسات المتطرفة التي يمارسها الخليفيون. 

ولا بد هنا من ذكر عدد من الحقائق: أولها ان هذه السياسات الخليفية لن تزيد الشعب إلا إصرارا على الاستمرار في ثورته ضد الظلم والاستبداد والتهور والفساد، ثانيها: ان تصريحات الطاغية وعصابته خصوصا وزير داخليته لا قيمة لها لدى شعب يحرص على إحلال الأمن والسلم، وتجنب التوترات السياسية والعسكرية والأمنية. ثالثها: ان أهل البحرين لن يسمحوا للخليفيين بتوريطهم في مواجهة مع إيران مهما كانت الظروف. رابعها ان الشعب يرفض جملة وتفصيلا تصريحات وزير الداخلية الخليفي، ويؤكد عدم استعداده لدعم الخليفيين في مواجهتهم إيران، خصوصا انهم في الميزان السياسي هم الذين بدأوا العدوان ويعتقدون ان الصراع المسلح سيوفر لهم حماية وشرعية تعوض عن الشرعية الشعبية التي سحبها المواطنون. فلن تذرف دمعة من أي مواطن شريف على الخليفيين لو عجل الله بنهايتهم وسقوط حكمهم المجرم الذي اعتدى على البحرانيين وأصبح يهدد الجيران، مستعينا بأعداء الأمة خصوصا محتلي أرض فلسطين. 

اللهم ارحم شهداءنا الأبرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين 

حركة احرار البحرين الاسلامية 

6 مايو 2022

زر الذهاب إلى الأعلى