بيانات حركة أحرار البحرين

الشعب يتطلع للخلاص من الفيروسين القاتلين

اللهم يا من كشفت كرب أيوب، اكشف عن الانسانية هذا الكرب العظيم والوباء الجسيم

يا من أنجيت إبراهيم من النار وجعلتها بردا وسلاما عليه، نج انسانيتنا من لهب الفيروس القاتل، واحم شعوبنا من اخطاره

اللهم يا بعثت “أبابيل” كالصواريخ لدك جيش أبرهة وكسر شوكته وهم يهم بتدمير بيتك الحرام، انصر شعوبنا على الأبارهة والأبرهيين

في هذه الاوقات المفعمة بالقلق والخوف من الاصابة بفيروس كورونا يستطيع كل مواطن ان يؤدي دوره لحماية نفسه ومجتمعه. وهذا يتطلب امورا عديدة:

اولها الايمان الحقيقي العميق بان الله قادر على رفع الكرب عن الجميع، وقراءة القرآن لاستيعاب مفاهيمه، وطلب العون من الله وحده: ربنا اكشف العذاب انا مؤمنون.

 ثانيها التخلي عن الانانية وحب الذات فحسب، والمساهمة في اعمال الاغاثة الجماعية، ومساعدة العاجزين وكبار السن، ماديا ومعنويا: ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء.

ثالثا: التمتع بتفكير مجتمعي يدفع الانسان لخدمة من حوله استجابة للدوافع الانسانية وطمعا في الجزاء الالهي: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون

رابعا: الالتزام بالضوابط الصحية التي روجتها منظمة الصحة العالمية ودعا لها الاطباء وأكد الفقهاء على ضرورة الالتزام بها، وعدم الاستخفاف بها، فان التزم الانسان بهذه الضوابط نجاه الله من الموت: اعقلها وتوكلز

خامسا: عدم القنوط واليأس من الرحمة الالهية، بل تعميق الايمان بان ما يجري انما هو حلقة في مسلسل السنن الالهية التي لا يستطيع احد وقف نفاذها. لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير.

سادسا: بعد اتخاذ الاحتياطات المؤسسة على التوجيهات الصحية من الاخصائيين، يكمل المؤمن جهوده بالانابة  الى الله والصلاة والدعاء. واستعينوا بالصبر والصلاة.

سابعا: على الانسان الصدق في تعاهده مع الله سبحانه. فان كشف الله الضر من جانبه، فعلى الانسان الوفاء بما عاهد عليه الله لكي لا يكون مصداقا للآية الكريمة: إِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَسَّهُ ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

وفي ظل التطورات ذات الصلة بانتشار المرض يجدر التطرق لامور ثلاثة ذات صلة بالحالة البحرانية:

اولها: ان الازمة عمقت القناعة بضرورة التخلص من الحكم الخليفي الجاثم على صدور البحرانيين. فقد اظهرت التجربة عدم استعداده بما يكفي للتعاطي مع المشكلة الصحية. واثبت وزراؤه عدم استيعابهم القيم الاخلاقية الاسلامية والانسانية، وانهم ليسوا سوى عبيد للطاغية. وتمثل هيمنة الديوان الملكي بعقليته العسكرية على المستشفيات منذ الايام الاولى للثورة قبل تسعة اعوام معوقا امام الطواقم الطبية البحرانية التي ترفض تسييس مهماتهم. وما تزال جريمة الخليفيين باعتقال الطواقم الطبية وسجن الاخصائيين والممرضين ماثلة في الاذهان. الخليفيون وفروا لانفسهم العيش في عزلة تامة، وتركوا المواطنين بدون ادارة حقيقية فاعلة تساعدهم على تحاشي المرض. ولولا جهود علماء الدين ونشطاء المجتمع المدني لتوسع انتشار المرض اضعافا. وحتى الآن ما تزال البحرين معتمدة على مستشفى حكومي اساسي واحد لا يزال يدار من قبل العسكر. لقد اصبح الحكم الخليفي وبالا على الوطن والشعب ووباء يهدد حياة المواطنين.

ثانيها: ان تسييس الازمة الوبائية من قبل العصابة الحاكمة اصبح واضحا خصوصا في ما يتعلق بالسجناء البحرانيين. فهناك اكتظاظ هائل في السجون التي يبلغ نزلاؤها من سجناء الرأي اضعاف طاقتها الاستيعابية. وحتى في هذه الازمة سعى الطاغية لتسييس مواقفه وسياساته. فبعد الضغوط الكبيرة من النشطاء لاطلاق سراح آلاف البحرانيين المعتقلين بسبب مواقفهم وأفكارهم السياسية، اعلنت ابواق النظام قرار الديكتاتور الافراج عن الثر من الف سجين. وتبين ا لآن ان اغلبهم من الاجانب ومن الجنائيين، ولم يشمل القرار سوى عشرات السياسيين ممن قضوا الشطر الاكبر من احكامهم ولم يبق سوى اسابيع او شهور. المفرج عنهم من السجناء السياسيين كان يفترض اطلاق سراحهم بعد قضاء نصف مدة احكام سجنهم، كما هو معتاد في الدول الاخرى. لقد ارتكب الطاغية جريمة اضافية بسجنهم فترة الحكم الكاملة. لقد كان سجنهم في الاساس جريمة لان اكثر من 95 بالمائة من البحرانيين الاسرى لدى الخليفيين انما اعتقلوا بسبب مواقفهم وافكارهم السياسية وليس بسب ارتكاب اي جرم يحاكم عليه القانون. فالتعبير عن الرأي، والمشاركة في تظاهرة ترفع شعارات سياسية او اعتصام او وقفة احتجاجية او كتابة مقال او تغريدة ضد الحكم لا يمثل جرما ابدا حتى في الدستور الخليفي. لذلك ندعو لاسقاط الحكم الخليفي لانه لا يقيم حكم القانون، بل يفرض ارادة افراد العصابة الحاكمة خصوصا طغمة الخوالد المتطرفة. وحتى الآن يرفض الديكتاتور وعصابته اخلاء السجون من البحرانيين المظلوميين، برغم ا لمناشدات الدولية للقيام بذلك. السبب انه نظام حاقد على الشعب الاصلي (شيعة وسنة)، يعشق الاجانب ويعتمد عليهم ويفضلهم على السكان الاصليين. لذلك عليه ان يرحل، ولن يسمح الشعب لابواقه بترويج اية محاولة تطيل عمره تحت اي مسمى. فهل يعقل ان يبقى اشخاص تجاوزوا السبعين من العمر ويعانون من امراض خطيرة اخرى، وراء القضبان في اوضاع تفتقر للعناية الصحية حسب تقارير المنظمات الدولية؟

ثالثها: ان الخليفيين اثبتوا للمرة الالف عداءهم للسكان الاصليين خصوصا برفضهم القيام بعمل اغاثي يعيد البحرانيين العالقين في ايران. فمن بين اكثر من 1300 شخص لم يعد حتى الآن سوى 165 منهم. لقد اظهرت هذه القضية فشلا بنيويا من جهة واخلاقيا  من جهة ثانية وسياسيا من جهة ثالثة. فقد اعادت دول مجلس التعاون الاخرى مواطنيها العالقين خارج بلدانهم بدون اي تطبيل او دعاية. تلك الحكومات تشعر بانتمائها لوطنها وشعبها، بينما الخليفيون لا يشعرون بذلك، بل انهم في حرب مفتوحة مع البحرانيين الاصليين (شيعة وسنة). فبعد ان اعلنوا ان دفعة اخرى من هؤلاء سيعودون الى الوطن يوم امس (الخميس) تراجعوا عن ذلك. هذا مع ان لديهم اسطولا كاملا من الطائرات (طيران الخليج). كما ان لدى سلطنة عمان التي اعادت الدفعة الاولى وكذلك الكويت طائرات كثيرة متوفرة بسبب وقف الطيران، وبامكان اي منهما نقل كل البحرانيين العالقين في يومين او ثلاثة بتسيير طائرين يوميا. ولكن الارادة لم تتوفر بسبب الحقد الخليفي ضد الشعب. انها احدى الجرائم الكبرى التي لن ينساها الوطن والشعب، لانها عرضت مئات المواطنين لوباء فيروس كورونا، ومن المؤكد ان اعدادا كبيرة منهم قد اصيبت نتيجة الاوضاع المعيشية التي يعيشونها في الغربة في بلد يعاني من وباء يزداد انتشارا بسبب الحصار الامريكي الجائر.

برغم ما تقدم فثمة امل يساور الشعب البحراني الاصلي (شيعة وسنة) بقرب سقوط الفيروسين القاتلين (آل خليفة وكورونا) بشرط قيام المواطنين بدورهم في الابتعاد عنهما بشكل كامل. انها مسؤولية انسانية ودينية ووطنية تفرض على الجميع العمل والتعاون من اجل انقاذ البحرين واهلها من شرورهما.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية

20 مارس 2020

 

زر الذهاب إلى الأعلى