بيانات حركة أحرار البحرين

مولد الرسول يحتفى به البحرانيون برغم استباحة قراهم

“هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم، ويعلمنهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين”

من النعم الالهية على شعبنا البحراني ايمانه الراسخ بالله ورسوله وأهل بيته عليهم السلام. هذا الايمان وفر له معينا لا ينضب من القوة والامل والشعور الدائم بحتمية النصر وبزوغ نور الفجر وزوال ظلام الليل. يستمد هذا الشعب من ثورة الحسين عشق الحرية ورفض الظلم وتمني الشهادة والشعور الدائم بالنصر وحتمية تحققه وان تأخر. وفي هذه الايام يحتفي هذا الشعب بذكرى مولد رسول الاسلام، محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله، ويرى في المناسبة منطلقا لمواجهة الاصنام البشرية والعقلية القبلية والتسلح بالايمان والصبر للثورة على الطواغيت. مولد النبي مناسبة لاستحضار الاخلاق العليا التي خص الله النبي بها “وانك لعلى خلق عظيم”، والتي لخص النبي رسالته بها: انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق. وما اعظم اخلاق شعبنا العظيم الذي ما ان التقى اجنبي بافراده الا عمه الفرح والعجب من دماثة خلقه وسعة كرمه وطيب قلبه. البحرين تجذب الاجانب باخلاق ابنائها الاصليين (شيعة وسنة) وليس بصلافة حكامها الذين عجنت طينتهم بقسوة الصحراء وتعجرف رؤوس القبيلة واستضعافهم المرأة واستعلائهم على الآخرين والتباهي بقوة غيرهم. تحل ذكرى مولد رسول الله فاذا بالامهات اللاتي ثكلن بابنهائهن الشهداء يبتهجن حبا لمحمد وعشقا لكل ما يمثله. واذا بامهات السجناء يهرعن لتبادل التحية مع بعضهن والدعاء من الله ان يطلق ابناءهن السجناء في الطوامير الخليفية.

مولد رسول الله في البحرين له طغم مختلف ومذاق يطغى عليه العسل المصفى. فقد عشق محمدا منذ السنوات الاولى لرسالته المقدسة، فاعتنق الاسلام طوعا، مدفوعا بفطرته النقية، ولم يوجف على ارضه بخيل ولا ركاب لانها عشقت رسول الله واعتنقت رسالته برضى وايمان راسخ، فلم تكن هناك حاجة لاحد ان يستخدم القوة معهم. ولذلك فما ان يذكر رسول الله حتى يعم المشهد فرح واستبشار وأمل. فلا يكاد بيت يخلو من اسم محمدلاحد افراده. يعشق البحرانيون نبي الاسلام لانه تعبير عن الايمان والحق والعدل والانسانية والاخلاق. هذا العشق العميق لدى البحرانيين دفعهم لعشق اهل بيته، فلا يمكن ان يعشقوا رب الاسرة ويرفضوا عياله. توقفوا كثيرا عند الآية الكريمة: قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى. هذه المودة تعمقت في نفوس البحرانيين منذ القدم، فذابوا في المشروع المحمدي بعقيدته وفكره وقرآنه، وتمكن الايمان من نفوسهم فاستعصوا على محاولات التغيير التي جاءت من الخارج، وأصروا على الانتماء لرسالة الاسلام والاعتزاز بها والتكر لأعدائه، خصوصا من قبائل الجزيرة العربية التي لم يدخل الايمان يوما في قلوب ابنائها: قالت الاعراب آمنا، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا|، ولما يدخل الايمان في قلوبكم”. عاش البحرانيون هذاالصراع الازلي بين الحق والباطل، بين عشاق المشروع المحمدي ورافضيه، بين قوة ايمان محمد بن عبد الله و “الاسلام” السطحي الذي تظاهر به الزعماء القبليون حتى رد عليهم القرآن الكريم بقوله: قالت الاعراب آمنا، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا، ولما يدخل الايمان في نفوسكم”.

هل هو صراع؟ ام خلاف على معنى الدين ومساحته؟ ام هو انانية بشرية تسعى لامتلاك كل شيء والتنصل من اكل مسؤولية؟ أهو ايمان محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين؟ ام محاولات طمس الحق من قبل ابواقهم التضليلية ودعايتهم الرخيصة وتزويرهم حقائق التاريخ لكي تلائم اذواقهم الغريبة. أين وقف البحرانيون من هذا الصراع ماضيا وحاضرا؟ وهل يمكن ان يغيروا مواقفهم او سياساتهم في المستقبل المنظور؟ الامر المؤكد ان رسوخ الايمان في نفوس البحرانيين نجم عنه ايمان قوي فشلت آلة الموت الخليفية في كسره او النيل من صدقيته. الصراع المشار اليه بدأ قبليا ثم اصبح ثقافيا حتى تحول قبليا. ممنوع على ذوي العقول استخدامها لاستيضاح الحق، ويحرم على ذوي الالسنة الحادة فتح الطريق لها للنيل من المشروع الشيطاني الذي يهدد الحق والعدل ويؤسس لمنظومة فكرية مؤسسة على العقل البشري ومكتسباته المادية. وممنوع كذلك المطالبة باي شيء لم يسمح بها الطغاة.  

شعبنا المظلوم، برغم معاناته وآلامه، احتفى بذكرى المولد النبوي الشريف، فكتب الشعراء قصائدهم، وتلى المداحون اشعارهم وألقى المفكرون كلماتهم. غنت النساء فرحا بالذكرى، وان كانت قلوبهن تبكي لما بهن  من مصائب فقد اولادهن الشهداء او ابنائهن وبناتهن المعتقلين والمعتقلات. هذا الشعب المؤمن المعطاء يستمد صبره من صبر الرسول، ويعاني من ظلم القبيلة ما عاناه الرسول من طغاة قريش. هذا الشعب الذي ودع شهداءه لم ينس الشهداء الثلاثة الذين مزق الخليفيون احشاءهم بالرصاص قبل اربعة شهور ومئات الشهداء الذين سبقوهم في السنوات الماضية. يشعرون بالحسرة كما شعر رسول الله بذلك وهو يودع سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب وبقية شهداء بدر وأحد الذين قتلهم القبليون. وفيما كان هذا الشعب المغوار يستعد لاحياء ذكرى المولد النبوي الشريف اذ تعرض لنكبة اخرى، فاذا بالعديد من قراه ومدنه يتعرض لاستباحة اجرامية يقوم بها ملثمو الطاغية، فيقتحمون المنازل في الساعات الاولى من الصباح ليرعبوا ساكنيها النائمين، فاذا بالنساء والاطفال في صراخ من الرعب. انه الارهاب الرسمي الذي يتغاضى عنه النظام الدولي المؤسس على الظلم والجور والقوة الغاشمة.

عشرات الشباب اقتيدوا الى طوامير التعذيب في الاسبوع الاخير، ظلما وجورا وعدوانا. الطاغية وعصابته ولغ في دماء البحرانيين الاصليين (شيعة وسنة) بلا حساب، معتقدا انه قادر على ارتكاب ما يقرر من الموبقات والفواحش والظلم والقتل والسبي. لقد أملى الله ليزداد اثما، وستكون عاقبته أسوأ ممن سبقه. سيلوذ وعصابته بالجحور عندما ينتصر المظلومون ويبطش الله بالظالمين: يوم نبطش البطشة الكبرى انا منتقمون”. شباب في عمر الزهور يقودهم الجلادون الى طوامير التعذيب والمقاصل استضعافا وعدوانا واضطهادا، فانا لله وانا اليه راجعون. اما الطاغية فيرى في الاجانب عونا له وسندا، ويظن ان ذلك يكفي لضمان استمرار حكمه وعصابته. انه لا يعرف ان “يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم” وان الرازحين في سجونه مشاريع للحرية والعدالة لن يتأخر الله في توفير فرصة تحررهم من قيوده وطواميره. الدوائر تدور على داعميه الاقليميين والدوليين، وقد بدأ بعضهم برفع راية الاستسلام خصوصا في عدوانه على اليمن. كما ان هؤلاء بدأوا يستسلمون امام دولة قطر التي صمدت بوجه التحالف الشرير الذي تقوده السعودية. وارغمت الامارات والخليفيين على المشاركة في دورة رياضية تقام حاليا في الدوحة. انه تعبير عن فشل سياساتهم الخارجية جملة وتفصيلا. وسيستسلم الخليفيون مرغمين لايران خصوصا بعد ان بدأت الامارات والسعودية تواصلهما مع طهران. هذه القوى الكارتونية تستقوي بـ “اسرائيل” ضد شعوبها الثائرة التي ستنتصر على الاستبداد والاحتلال ان هي اعتمدت على  الله اولا وعلى نفسها ثانيا. انه عهد الشعوب الذي بدأت ملامحه في الحراكات الشعبية منذ عشرة اعوام، وستستمر حتى تحقق حرية شعوبنا العربية والاسلامية بعون الله تعالى.

 

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية

15 نوفمبر 2019

زر الذهاب إلى الأعلى